أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - قوة معنوية _قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين














المزيد.....

قوة معنوية _قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين


عبير الياسمين

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


ترجمة عبير الياسمين
كان الوقت قد اقترب من منتصف الليل,, بدأ صاحب القهوة بانزال الكبنك استعدادا لاغلاق القهوة,,
ولكن كان هناك لايزال اربع زبائن في الداخل,,
احدهم كان يقول باصرار: لازال هناك وقت ,,دعونا نجلس قليلا ,,
بينما قال الاخر والذي كان جسمه ضخم يشبه التمثال و اذا نظرت اليه تظنه احد المحاربين الانكشاريين :
- بالنسبة لي هذا يكفي ,,لم يعد هناك وقت والا سآكل علقة من زوجتي في هذا البرد....
ضحك الجميع بما فيهم صاحب القهوة على هذا الكلام ,, كيف يمكن لرجل بهذا الجسم ان ياكل علقة من امرأة نحيلة ,, صحيح شيء غريب !!!!
فاستطرد الرجل الكلام بسذاجة: لماذا اخفي عنكم ما يعلمه الله ,, هذه هي الحقيقة انا لااستطيع ابدا ان ارفع يدي على امرأة..
اما الرجل الاول الذي كان يصر ويعاند على البقاء في القهوة والذي كان حجمه بقدر نصف حجم هذا الرجل هب واقفاوقال بفخر واعتزاز: ماذا انا اكل علقة من زوجتي ؟؟؟ يعلم الله لو تجرأت على ذلك لكنت ضربتها ضرب مبرح !!!!!
وبقدر ما ضحك الجميع قبل قليل على ما قاله الرجل الضخم عن اكل علقة من زوجته ,,, ضحكوا بنفس الشكل على هذا الرجل الضعيف البنية ,, الصغير الحجم وهو يدعي انه سيضرب زوجته,,,
لكن الرجل استمر في كلامه بعظمة وقال : والله العظيم انا صادق في كلامي ,, ان زوجتي ترتجف خوفا مني , لو ما كان الامر هكذا ,, هل كان في مقدوري الاصرار على البقاء في القهوة ,, الامر يعتمد على القوة المعنوية ..يجب ان ترعب المرأة مرة وتجعلها تخاف منك وبعد ذلك كل شيء سيصير على ما يرام,,
انظروا ,, ساحكي لكم كيف ارعبت زوجتي :
زوجتي امرأة ضخمة جدا بالنسبة لي ,, وكذلك قاسيةجدا,,,, وكانت في ذلك الوقت ايدها والضربة,,
كنت افطر بعلقة كل صباح ولا اخرج من الدار بدون العلقة الصباحية , ولو كانت العلقة تقتصر على الصفعات او الاهانات كان احسن,, ,
لكن زوجتي كانت تتقصد اذيتي وتعذيبي ويمكن ان اعطيكم مثال على هذا ,,في ظرف ثلاث اشهر تراكم عدد كبير من العصى التي كسرتها زوجتي على ظهري واستعملوها كحطب لغلي الماء وغسيل الملابس في البيت ..

انا اسكن في دار به حديقة .. فاذا تاخرت في العودة الى البيت مساءا تراها قد امسكت بيدها عصاة وكانها الحارس الليلي للحي,, وسحبت كرسي وجلست عليه على الدرج الحجري للدار تنتظر عودتي ,, ورغم اني كنت اترجاها ,, وادعو لها ,, اتوسل اليها واصرخ وابكي الا اني لم اكن اخلص من الضرب .
لكني لا انسى ابدا ذلك اليوم ,,كان احد ايام حزيران ,, اصر اصدقائي واجبروني على احتساء قدحين معهم ,,,وكنت منتشي وفرحان ورجعت وانا ادندن باغنية ,,وبمجرد ما فتحت باب الحديقة رأيتها تجلس في مكانها المعتاد وبيديها عصا طويلة مقطوعة من شجرة الفاصوليا,,وعندما رأتني ,هبت واقفة بحدة من مكانها ككلب الحراسة ,,
- ايها المنحط الحقير,, ماذا كنت تفعل لحد هذه الساعة المتأخرة في الشوارع ,, تعال حتى اكسر لك رأسك ,,
وبدأت بالصراخ ,,,
طبعا انا امام هذه الدعوة الغريبة تسمرت بمكاني,, كانت المسافة بين الدار وباب الحديقة اربعين او خمسين خطوة,,بدأنا من بعيد نتكلم ونصرخ بصوت عالي توسلت اليها ,, لم يفيد ذلك بشيء ,, كانت شهيتها مفتوحة لضربي ولم تنتظر حتى ادخل الدار ,, بدأت بالركض في اتجاه باب الحديقة حيث اقف وهي تلوح بعصاتها ,, طبعا انا لم اقف في مكاني ركضت هاربا بكل قوتي الى الحقل المقابل للدار ولم اكن اتوقف الا لما كنت اتاكد انها رجعت الى مكانها السابق وضلينا على هذا الحال لمدة,, مر الوقت وحل الظلام والظاهر انها كانت ناوية الاستمرار بمطاردتي حتى الصباح
وبدأت انا اغضب ايضا فرأيت كوم من الحطب قرب باب الحديقة ,, فوجدت من بينها عصا غليظة وكبيرة فاخذتها وصرخت:
_ اسمعي لقد جعلتيني حقا ..اغضب ,, والله ساقطعك اربا ,,
طبعا هذا كان تهديد فاضي ,, لكن مع الاسف لم يعد هناك شي اخر اعمله,, بعد هذا الكلام اشتد غضب زوجتي وبدأت بالركض خلفي مرة اخرى ,, وانا بدأت بالهرب طبعا,,
وفي هذا الاثناء رأيت الكلب المتوحش الذي يحرس احد الكروم القريبة من بيتنا,,يخرج من هناك و يركض تجاهي كالمسعور وهو ينبح بشدة ,, الظاهر ان هذا الحيوان الملعون قد تخلص من الحبل الذي يربطه هذه الليلة ,, اذ انه كان بين فترة وفترة يتخلص من الزنجيل الذي يربطه ويضل يتجول حتى الصباح بحيث حتى الطيور كانت لاتستطيع العبور من فوق الكرم خوفا منه,, ولا يتجرأ احد على المرور من جواره,,
لم يكن هناك وقت كافي للتفكير لاني كنت بين نارين ,, فقلت اختار اهون الشرين, عصا زوجتي ولا اسنان الكلب المتوحش !! وبناءا عليه غيرت اتجاهي وبدأت بالركض باتجاه البيت وانا اصرخ بصوت عالي خوفا من الكلب والوح بالعصا الغليضة بالهواء,,
هنا حصلت المعجزة!!!!!!!!!! هل تعرفوا كيف يا اصدقائي؟؟ لم تفهم زوجتي الحكمة في هروبي اتجاه البيت ,,وضنت اني كنت ذاهب لضربها بالعصا الغليظة,,
ارتعبت وبدأت تصرخ " الحقوني,, الا يوجد احد ينقذني ؟؟؟ زوجي سيقتلني !!!" ركضت ودخلت البيت واغلقت الباب خلفها..
ومن شدة خوفي من اقتراب الكلب ,, بدأت اضرب الباب بالعصا بشدة واصرخ بصوت عالي"" افتحي الباب""وكلما علا صوتي بالصراخ,
كانت هي تتوسل وتبكي اكثر من الداخل ""لا تؤذيني توبة,, ساتوب ولن اعاود الكرّة مرة اخرى !!!"
اخيرا وافقت انا ان اغفر لها بشرط ان لا تعود الى تصرفاتها الرعناء والغير لائقة,, ومن ذلك الوقت وهي لاتتفوه بكلمة واحدة اخرج واعود متى ما اشاء ...




#عبير_الياسمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرات الثلج للكاتبة التركية عايشة كولين
- اختراع جديد,, قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين
- زكام,, قصة للكاتب التركي عمر سيف الدين


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير الياسمين - قوة معنوية _قصة للكاتب التركي رشاد نوري غون تكين