فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:51
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
موج من الزعفران يخترق الأبواب...يحف بوجه يحمل الطفولة في العيون ، وبسمة لا تفارق المحيا
أغوص بعمق لأقرأ معنى النخيل في تعابيروجهك ، ، فأرى تزاحماً لعوالم تخطو فوق ومضات شباب يرفض أن يذبل، يرفع خضاب الأرض ورايات تأبى القهر والتقهقر..يحتج على جروح وندوب يُراد لها أن تصبح غبارا...
لا يخلع خوذة المحارب، رغم أن خوذة العافية انكسرت نصفين..لكنها لم تكسر إرادة فارس
يبسط كفيه للغريب في وطنه..ويقرأ عليه تعويذة غربة لاتموت..ويوقع معه عقد محبة، فاللقاء يحمل زنابق من الذكرى
هل ستفرح بك كائنات السماء يافارس، أم ستهرب روحك من نافذة المحتوم للقاء من أحبوك؟
أتعتقد أن النسيان يمكنه أن يطأ عتباتنا وتكفي الدموع لتنطق بمعاناتنا؟..
غَدَرَنا الزمن وهاهو يهزمك عدو اليوم والأمس، يحاصرك كي يمعن عميقاً في الموت
لم يهزمك عسف الحصار ولم تنوء كتفيك أمام الجلاد...لكن روحك اليوم تشرئب لصباحٍ أَمِلتَه وقضيت ولم يأتِ .
لم تتسع الأرض لأحلامك ولم تحتوِ الصفحات آمالك ، وظلت أيقونة الوطن شاهدة الوفاء على صدرك، وظل غبش الحياة يطمئن نفسك بأن مواكب الجراح سترحل..ومراكبك تستعين بالسكينة طريقا للعبور...
ها أنت تغمس كاحليك في برزخ دمشقي تحف به أشجار الياسمين...
ها أنت تغادر جندياً حارب دون دروع...قهره عار الجثث وخطاب الجزر الضائعة...
محى بكفيه آثار دموع لأمهات ثكلى، وحمل صليبه حفاظا على جدائل لصبايا منذورة للقتل..
ها أنت يا فارس تذهب قتيلا خلف الأبواب المستطيلة، قتلوك زناة الأرض أبناء الرذيلة
وضعوا الحدود والقيود ونصبوا فوق أعتابنا خيام الهزيمة....
لكنا نحفظ الوصايا العشرة والمئة من فارس وصحبه أبناء الأرض وعشاق الفضيلة
نفتقدك يا صديقي...فاحمل ريشة الحب الأبدي وشهوة النار في شتاء المدينة، وتذكر يتمنا في عذاب اللغة ووحشة الكلام في زفرات البساتين وخلف قضبان الزنازين ...حين ترحل الأسماء وتعيش فصول العشق في قلوب لا تنساك يافارس.
فلورنس غزلان ــ باريس
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟