ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 09:56
المحور:
الادب والفن
لا أريد خلف صورتي
غير البياض...
ممتدا
الى ذبابة الطفولة الضاجَة
قلقا
كالأبد
بين جناحيها الغبييَن ْ.....
المشهد خلف صورتك
تقتله الألوان ..
كل لون خيانةْْْ.
وعليك أن تستبدل قمصانا
لا تملكها
أو تعمى
أو
تضرب الرسام الأعظم
بين عينيه
بفراديس السواد ....
أريد أن اترك
لكل العميان
يدا تمسك عصا الطواف
حول حلزون الحياةْ..
أريد أنْ اترك
يدا
لغريق
يلوح للغيوم المتأملة
بشرود بليد ,
الأعيب الغرقى الأخيرة!!! .
كل ازرق
كان ابيضا ذات يوم
غير أنَ ملل الغيوم
من الوقوف في سماوات الانتظار
يملي عليها
الانتحار الأزرقْ ..
مرغمة ,
كانتحار الصبايا
القرمزي!!
تريد منه صورة تسبق الضجرْ ...
قبل ذاك
لم يكن ثمَة مصوِر ماهر !!
بعد ذاكْ
صار الضجرْ
عشيقا لا تنفك عن قبلته
الصورْ!!
صورته الوحشية
ليست هو ذاته ....حين كان متوحشا :
لقد تم النظر إليها بعيون ذئاب
لم تكن حديدة النظرْ ..
المشكلة :
أنَ جميع صوره ,تغادر المشهد فجأة... حين يدرك أنها غدت مالوفة !!!!
..
يتذكر تلك الرعشة الصبيانيِة في سينمات الدرجة العاشرةْ
صورة ذلك الناعس العين , مبعثر القذالْ :
صورته على باب حانة رخيصة ..
مجازة للمعارك !!!
صورة تتأنق بأزياء تتوالى..... حداثة خاوية ,
صورة البطلْ :
WANTED
مرحا بالذكرى التي حاربت الظلال في ليالي الأزقَة الأمينةْ........
لقد قاتلنا بمسدسات الماء البلاستيكية
(ماكس فريش..)!
فكنا نحن في ظلمة السينما
لاغيرْ....
(مشعلو الحرائق ) ..
في الصورة أيضا ..
نمش مريب :
هل هو الجرب
أم نترات الفضة في قبو التحميض الغشّاشْ ؟
في الصورة أيضا :
وجوها
لا تظهر للناظر العابر..
تحتاج لخمسين عاما من النظرْ
لتعرف كامل الواقفين في الصورة :
اعني
صورتك وحيدا
بخلفية مطلقة البياضْ !
حين يسألونك
عن البياض الشديد ,تحت قسم الصدقْ ...
الحقُ أقول لك ,
قلْ:
لست أنا في الصورة ..
لم اك موجودا أبدا ..
هؤلاء الذين اختفوا
هم الصورة كلها.....
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟