صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 07:57
المحور:
الادب والفن
إلي أحمد السّعدات
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
أنت ما أنت
دمت حرّا يا صاحبي
ودامت الحريّة سرّك العلني
دمت للكرامة, ودامت حارسك الشخصي
عانق بلادك حتى تخرج ذراعك من الضفة الاخري من الأرض
هنيئا لك أنت
فاتساع السماء بلادك
وسّع بقلبك ما وسعت سماؤك
وسّع ففي أجسادنا نحن صارت الأيادي حبال شنق
قطّر إكليل عيونك في عيوننا فدورتنا الكونيّة مقصلة هائلة
سلام عليك
أنت فيما أنت
أبو غريب ثانية
غوانتانمو ثالثة
أريحا امّ المرارات
فارغ هذا الحصى دون ستار
أجوف هذا المدى يبتسم الجدار
يبيّض دماء الضحايا
ملغّم هذا الصدى حولي يقول الجدار
ذريّ هذا التراب الأعزل من قبلي
ومن بعدي يسود السلام
طوفوا كالمجانين حولي أو انتحروا
فنصفي اليمين و نصفي اليسار
تذرّعوا, تمرّغوا, تفرّغوا للانهيار
أطير يقول الجدار
أنا الحائط العائم
الصدّ/الردّ
أنا السدّ الهائم
الضدّ/الحد
أنا السور العابر للسجون احمي المطلق من المجرّد
أنا السمّ الأبدي
حليب البقر المجنون
موت الطيور احتجاجا علي طول السّفر
و التأخّر عن التزاوج الحر
انتم
بلا نهاية كاملة
-أنت بلا بداية أصلا
هاتوا قرابينكم إن كنتم مقاومين
هنا الآخرة
أنا مخدّر سرمدي
أنا و ربّ البيت فصل الجدار الأخير
لا يونان, لا رومان, لا عرب, لا احد لا احد
خاتم الآلهة أنا, اله فاشل, نبي كاذب
والهة عذراء, هيت لكم
كلّكم لي, قطرة في مفاصل لذّتي المطلقة
أنا نمل الجيولوجيا, و نحلها
سوس التاريخ
وماذا بعد؟
أنا مشرّد الأزمان
اختلاط الأساطير
فوضي الخاضعين
وتمثال الغدر العظيم
لن أحاور أحدا
أنا تجمّع الأوثان كلها
عذاب القمر و النهر
وذبح الخيال
أنا احمد شعبي
و اسمي غدي
صلاح الداودي
كاتب تونسي
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟