أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن الشرع - التأهيل النفسي والاجتماعي والدولة المدنية العراقية العصرية















المزيد.....


التأهيل النفسي والاجتماعي والدولة المدنية العراقية العصرية


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 07:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمر الشعوب والجماعات البشرية بظروف قاسية كالكوارث والحروب والأوبئة ،ولعل الشعب العراقي هو احد هذه الشعوب التي كثيرا ما قاست من تأثير هذه الظروف إن لم يكن الأكثر تعرضا لها على مدى تاريخه البعيد، ومن الصعب القول بان هذا الشعب كان يتجاوز تأثيراتها دون أن تترك عليه ما طبعته بصفات أصبحت مميزة لطبيعته ،فقد أشار المهتمون بان تقلب المزاج وخلع بيعة الحاكم والحزن هي من بين ابرز نتائج تك الظروف..وسواء كنا نتفق مع هذا الرأي أو لا فلا بد إننا جميعا نرى بان من الضروري جدا أن نعالج الآثار التي أفرزتها الظروف التي مر بها العراق وشعبه خلال نصف القرن الماضي في ضوء المعرفة العلمية التي يتوافر عليها العلماء في جميع أنحاء الأرض ومنها علماؤنا في العراق كونهم الأكثر تفهما للطبيعة البشرية العراقية من جهة فضلا عن معايشتهم ومعاناتهم لتلكم الظروف من جهة أخرى.
لقد آن الأوان أن يسدى علمانا ومثقفونا النصح السيد والرأي الرشيد لحكومة بلدهم ن كما أن من واجب هذه الحكومة الاستماع والعمل حيثما أمكن .
إن التأهيل النفسي والاجتماعي لا يقل أهمية عن تأهيل البنى التحتية المادية في البلاد وهذه وظيفة أجهزة الدولة الثقافية والعلمية والمنظمات والأحزاب وأجهزة الإعلام وهى كثيرة ومتعددة وبإمكانها عمل الكثير في هذا الشأن.قد تستغرق العملية وقتا طويلا نلكن يجب أن تبدأ لعملية منذ الآن.
لقد تعاملت السلطات في المراحل السابقة بأشكال شتى مشاكل الشعب العراقي الاجتماعية والنفسية والمادية بناء على ايديولجياتها وفهما لطبيعة الشعب وتلك الظروف الأمر الذي مكنها من حسم الصراع على حساب الأمة ومصالحها الوطنية والحياتية ولفترات متباينة ..وما المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد بأهلها وقادتها إلا فرصة أخرى قد تؤسس فهما جديدا لطبيعة وسلوكيات المجتمع العراقي المتنوع اثنيا وعقائديا .
ويمكن التأسيس على ظاهرة الشعائر الحسينية كإحدى المظاهر الدينية ذات الامتدادات الاجتماعية .لقد ورد ذكر هذه الشعائر في الدستور العراقي وتجري ممارستها في الوقت الحاضر بكل حرية وغالبا ما يكون تدخل السلطات في هذا الشأن امرأ تنظيميا أو امنيا ولا تخفي السلطات مباركة هذه المواسم ،في حين تكون للناس وجهات نظر متباينة إزاء هذه المواسم والزيارات تتراوح بين التأييد والمباركة والإسناد وبين التدخل بالقوة المسلحة لمنعها كما تفعل تنظيمات القاعدة ومؤيدها أو الإنكار أو السكوت على ابسط تقدير...إن هذه المواقف بكل تجاذباتها ماهي إلا مظهر من مظاهر الصراع السياسي على السلطة في العراق التي أخذت وتاخد أنماطا متباينة من الظهور ،ويمتد التباين في المواقف إلى القادة الروحانيين فمثلا لا تتحمس بعض المرجعيات الدينية في العادة في إظهار مواقفها في هذا الشأن حتى وان كان يبتنى على أسس شرعية تتبناها خشية السقوط في معتركات العمل السياسي وغرفه الزرقاء ،على الرغم من أنها مشاركة فيه من النواحي العملية حتى وان لم يكن ذلك رغبة منها ،في الوقت الذي يعلن البعض الآخر تأييدها الشديد أو رفضها الأكيد لتلك الشعائر.
لقد مرت القوى الأمنية الغضة التكوين بابتلاءات كثيرة لم تكن أولها ذكرى عاشورا ولم يكن آخرها الزيارة المليونية الأخيرة لسامراء ،فمن المعروف إن شيعة العراق هم شيعة امامية في معظمهم وهذا يعنى إنهم يؤمنون بعصمة أئمتهم الاثنا عشر(ع) فضلا عن الرسول(ص)وابنته الزهراء(ع).إذا استثنينا الإمام المهدي الذي يرى الشيعة غيبته فان الأمر يقتضى وجود سبع وعشرين مناسبة تستدعي الحشد والإحياء في اقل تقدير وإذا ما أضيفت لها مناسبات أخرى لا تقل أهمية مثل بيعة الغدير والإسراء والمعراج وغيرها فان القوات الأمنية ستضل في حالة إنذار دائم حتى يخرج المهدي فيملا الدنيا قسطا وعدلا وينصف هؤلاء المساكين الباحثين عن لقمة العيش من خلال تطوعهم وانضمامهم للقوات المسلحة!
من الناحية الأخرى فان الناس سيستنزفون جسميا وعاطفيا إذا استمرت وتيرة الفعل كما ذكرنا ،فالناس كانوا قد خرجوا من ظروف صعبة تضمنت حروبا كثيرة استمرت لعشرات السنين وحارا قاسيا عرضهم للجوع والمرض ثم وصلوا إلى مرحلة الاحتراب والشديد والجذب الداخلي كل ذك يجري في ظل غاب الخدمات الأساسية من مياه صالح لشرب أو غير صالحة للشرب أو انقطاع الكهرباء لمعظم ساعات اليوم فضلا عن قصور شديد في الخدمات الطبية ولتعليمية وتفشي ظاهرة البطالة .إذن فليس القوات المسلحة لوحدها بحاجة إلى تأهيل نفسي وجسمي واجتماعي بل إن المجتمع العراقي بأسره بحاجة إلى هذا النوع من التأهيل.
يدرك العقلاء إن ليس من وظائف الدين سد الحاجات المادية للإنسان ،بل على العكس فلطالما استغلت القضية الدينية لتمرير رؤى معينة من قبل القائمين بالأمر فيما مضى فرجال الكنيسة في أوروبا عملوا بجهد في الضد من مصالح الناس المادية ،وقد مارس الكثير من الشيوخ الإسلاميين نفس الدور وخلال فترات عديدة ،نعم ربما كان للدين تأثيرا ايجابيا في التزام قيم الفضيلة والحق والصبر إلا إن الوعد بالجنة لم يكن ليسقط حسابات الفرد في حياة كريمة تحت طائلة الوعود بالفوز الأخروي..يقول النص القرآني في سورة القصص(وابتغ في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك).
إذن يتعين على الحكومة إن تعمل كل ما في وسعها من اجل وضع الخطط التي تستهدف تفكيك حالة التوتر النفسي والاجتماعي التي يعاني منه الفرد العراقي والمجتمع العراقي.إن ذلك لا بد إن يتم بالرجوع إلى أهل الدراية والمعرفة والتخصص من أساتذة الجامعات والأطباء النفسيين والباحثين الاجتماعيين.
تلعب الفنون والآداب والرياضة والسياحة و النوادي والجمعيات الثقافية والعلمية والاجتماعية والمهرجانات والعروض الفنية والمسرحية والسينمائية دورا كبيرا في التأهيل النفسي والاجتماعي ولا بد من إعداد البرامج والخطط وتخصيص الموارد اللازمة لها.
إن نجاح تجربة التأهيل هذه جنبا إلى جانب إعادة تأهيل البنى التحتية المدنية سيكون لها ابلغ الأثر في إعادة صياغة الفكر التحرري الديمقراطي الذي ينشده دعاة قيام الدولة المدنية للمرحلة اللاحقة ،وهي ضرورة ملحة لابد منها نتمنى جميعا النهوض بها رغم العوائق التي قد تواجها وبخلافها ستعمل الظروف السائدة حاليا عمل ماكنة تفريخ لدكتاتوريات دينية أو قومية أو مذهبية ،وعلى المثقفين العراقيين داخل البلاد وخارجها إن يطلقوا حملة التأهيل هذه إلى جانب مشروع الدولة المدنية العراقية العصرية



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمهودة وحكاية اللطم الوطني
- نظرية الدولة العراقية
- مقلوبة...!


المزيد.....




- فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط ...
- قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية ...
- مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا ...
- لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
- للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من ...
- مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
- حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
- كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
- الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف ...
- -مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن الشرع - التأهيل النفسي والاجتماعي والدولة المدنية العراقية العصرية