أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهر العامري - أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !














المزيد.....

أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 09:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حمل المتأسلمون الجدد أوزار القبيلة العربية بحق المرأة على ظهورهم من فيافي العرب ، وجاءوا بها من أزمان سحيقة معتمة الى زمن منير ، بهي ، طافت فيه النساء السماء من فوق رؤوسنا نحن الرجال ، ونظرن لنا من علٍ صائحات بلسان فالنتينا : ها نحن نسبح بين النجوم !
هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس ، والمشرقة اشراقة القمر ، لا يريد نفر من منا في العراق ، وفي عالمنا العربي والاسلامي التسليم بها ، فالمرأة عند هؤلاء هو ذلك المخلوق الذي خلق للمتعة وللخلفة ، وما عدا هذا بات كل شيء حراما عليها ، فهي مخلوق ضعيف خلق من ضلع زائدة في الرجل ! وعلى هذا توجب عليها أن تظل تحت رحمته وحمايته ، فحين تنبري هي لشغل عمل ما، أو وظيفة من وظائف الدول تستفز مشاعر هؤلاء ، وتقوم قيامتهم ، متوجهين الى الدين ، محتجين بالذي فيه ، وبالذي ليس فيه ، قائلين : البيت هو مكان المرأة ، والحجاب هو سترها ، والمتعة ثم الخلفة هي وظيفتها !
الذي قادني الى هذا الحديث هو صرار هؤلاء المتخلفين على قتل وزيرة الاشغال العامة العراقية نسرين البرواري ، فقبل أيام تعرضت لمحاولة اغتيال من قبلهم في زيارة لها الى مدينة الموصل، وراح ضحيتها ثلاثة من حراسها الشخصيين ، وقبلها تعرض لمحاولة قتل أخرى وهي في زيارة لمدينة كربلاء ، فلماذا هذا الحقد الأعمى ، وهذا الاصرار على قتل ؟
يبدو لي أن الذي أغاض هؤلاء المتأسلمون الضالون كون الأنسة نسرين البرواري أمراة من نساء هذا الزمن ، اللائي امتلكن العلم والمعرفة ، ووزيرة قديرة بزّت الرجال من الوزراء في عملها الدؤب ، فهي دائمة الحركة ، تتابع أعمال وزارتها عن كثب ، متنقلة بين مدينة عراقية وأخرى ، وليس كما يفعل غيرها من الوزارء الرجال الذين أغرتم كراسي الحكم ، أو أخافهم الارهاب . ها هي نسرين على خلافهم ، مع جماهير النساء في الشوارع ، تناضل مع بنات جنسها من أجل اسقاط قانون جائر يريد أن يبحر بنساء العراق الى عهود خلت ، وها هي تلقي نفسها في مهاوي الردى ، تمضي للموت بخطى واثقة فتصده عنها الصدف ، وتكافح من أجل أن تثبت أن نساء العراق قادرات على العمل والابداع ، وأنهن يرفضن أن يكون البيت مقرهن ومستقرهن ، وبرغم من أنها لن تكون أول مظلومة عند المسلمين من النساء ، حين يفلح القتلة الجدد في الوصول إليها ، فقد سبقتها نساء كثر الى هذا الظلم الذي انزله بهن رجال القبائل تحت ظلال من الدين ، وتحت تفسيرات لنصوصه ما انزل الله بها من سلطان ، فإذا كانت النازية قد نهضت بافكار الفيلسوف الالماني نتشة ، في تقديس القوة ، وذم الضعف ، وذلك حين تبناها هتلر، فإن الارهاب القائم على القتل عند المسلمين قد قام على صول فكرية ، تلغي الاخرين بالقتل ، ففي مثال ابن لادن وقاعدته فإن اصولهم الفكرية قامت على الحركة الوهابية التي تشبعت بافكار ابن تيمية الذي احلّ لاتباعه قتل من لا يراهم هو ليس من الاسلام في شيء ، حتى لو اقاموا الخمس ، واذنوا جهارا ونهارا ، ولم يقف ابن تيمية عند هذا الحد بل مضى الى حوادث تاريخية مشينة اقترفها المسلمون الأوائل وقام هو بتبريرها فيما بعد ، فقد قاد رجل من المسلمين ، اسمه قنفذ العدوي ، وهو من الطلقاء ، وبامر من عمر قبل توليه الخلافة ، عصابة من الرجال ارادوا كشف ( تحري ) بيت فاطمة الزهراء بنت نبيهم محمد ، وبعيد موته بقليل ، هذا بعد أن حرموها من ارضها ( فدك ) التي تملكتها زمن ابيها ، وبعد أن ضربوها بالسياط واسقطوا جنينها من بطنها ، وأحرقوا بيتها عليها ، وحين منعت قنفذ العدوي وعصبة الرجال الذين معه من تحري دارها عنوة ، عادوا الى المسجد ليخبروا من أمرهم ، فصاح فيهم : ما لنا وللنساء ! ثم كان ما كان من اسقاط جنين ، واحراق للبيت. لقد مات فاطمة الزهراء كمدا بعد ستة أشهر من موت أبيها ، وبعد أن رأت من المسلمين ما رات ، وقد قيل انها مات ميتة جاهلية دون أن تعرف امام زمانها ، ودفنت ليلا ، ولكن حركة فكرية عقلانية للمعتزلة نهضت في البصرة بعد موتها بعشرات السنيين ، وزمن الخليفة المأمون ، أقامت محكمة للتاريخ ، وابطلت زيف وبطلان حجج من منعها حقها في ارضها ، وردت لها اعتباراها بذلك ، حين تسلم وريثها محمد من نسل بنها الحسن ، زمن المأمون ، ملكية فدك ، تلك الارض التي وهبها لها ابيها في حياته ، بينما نجد ابن تيمية ، وبعد عدة قرون ، قد برر تصرف الطليق قنفذ العدوي في تحري دار فاطمة الزهراء بحجة الكشف عن اموال المسلمين فيها ، وهو ذاته الذي كان يبيح لمريديه واتباعه قتل المسلمين من المذاهب الاخرى في الشوارع ، ودونما سؤال وجواب ، والعجيب أن الرحال المسلم والقاضي الشهير ابن بطوطة كان يروي بنشوة وفخر قتل فتوات ابن تيمية في دمشق لاتباع المذاهب الاخرى فيها دون جرم ، وعلى غير بينة ، وعلى هذا يمكن لي أن أقول : إن منظمة ، مثل القاعدة ، في افغانستان أو مثل ثار الله ! في البصرة ، تستقي من منابع فكرية على هذه الشاكلة ، لا ينتظر منها غير مطاردة النساء وقتلهن ، وكأني بهولاء ما زالوا يرددون ما قاله الأوائل من المسلمين : ما لنا وللنساء!!



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !
- ظرف الشعراء (9) : إبن مناذر
- عام على سقوط القتلة !
- ظرف الشعراء (8) : كثير عزة
- صبيحة والموقف الايجابي من المرأة !
- ظرف الشعراء (7) : أبو نواس
- الزرقاوي ورسالة مخابرات الدولة !
- أزمة السكن و تصريحات الوزير !
- ولكنه ضحك كالبكا !
- حين صار كوكس مُلا !
- رشى صدام من القصور الى الشوارع !
- ظرف الشعراء (6) : ليلى الأخيلية
- شباط : الماضي والحاضر !


المزيد.....




- فتح باب التقديم: مهمة استشارية للتدريب على مهارات المفاوضة ا ...
- الكوريات في رحلة المطالبة بالإبقاء على الجامعات النسائية
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- البرلمان العربي يطالب بتمثيل المرأة الفلسطينية بفريق العمل ف ...
- السويد.. القبض على شرطي من ستوكهولم للاشتباه في اغتصابه طفلا ...
- “سيلفيا فايز” استغاثة جديدة لمكاتب مساندة المرأة الجديدة
- دراسة: سمع النساء أقوى من سمع الرجال.. فما السبب؟
- العمال البريطاني يوقف أحد نوابه بعد اعتقاله بتحقيق في مزاعم ...
- شروط طلب منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر وطريقة التسجي ...
- مصرع ملكة جمال أوروبا التركية غولر أردوغان أثناء محاولتها ال ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهر العامري - أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !