|
على خطى هاينكة سليم إيفجي يعرّي الطبقة الوسطى، وينشر غسيلها على الملأ
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 03:32
المحور:
الادب والفن
أتاحت اللقطة المكبرة للسينما التركية الشابة التي عُرضت في الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان روتردم السينمائي الدولي لعام 2009 فرصة مشاهدة عدد من الأفلام التركية التي تنتمي الى السينما الشابة والمستقلة في آنٍ معا. وقد تضمنت هذه اللقطة نحو " 20 " فيلماً روائياً ووثائقياً طويلاً وقصيراً أبرزها " صندوق باندورا " ليشيم أستا أوغلو، " العاصفة " لكاظم أوز، " المدينة الصغيرة " لنوري بيلجي جيلان، " المسبحة الخطأ " لمحمود فاضل جوسكون، و " خطان " لسليم إيفجي الذي سنكرس له هذه الدراسة النقدية. جدير ذكره أن " خطّان " هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الشاب سليم إيفجي. وقد سبق له أن انجز ستة أفلام قصيرة ووثائقية عُرضت في عدد من المهرجانات المحلية والعالمية ونال عنها بعض الجوائز التي لفتت الانتباه الى مخرج سينمائي يعِد بالكثير. الطبقة الوسطى إختار كاتب السيناريو ومخرج الفيلم سليم إيفجي موضوعاً اجتماعياً صرفاً يتمحور حول الصراع الطبقي من زاوية اجتماعية ونفسية، ولم يتوقف عند الجانب الاقتصادي من هذا الصراع الذي تشهده تركياً منذ عقود بعد أن وجدت نفسها منحازة الى المعسكر الرأسمالي الذي يلبي طموحات حكوماتها المتعاقبة التي تحالفت مع أمريكا والغرب الأوروبي. كما أن قصة الفيلم تميل الى البحث المتأني في الجانب الوجودي للشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم. ولتأكيد صحة ما نذهب اليه لا بد من تتبع السياق السردي الذي وردت فيه الوقائع والأحداث ببطء شديد وممل في بداية الفيلم، لكن هذا الايقاع قد تسارع في نهاية الفيلم الذي نشر غسيل الطرفين مُعرياً إياهما وكاشفاً عن هشاشة القناعات التي يؤمنون بها. ربما يذكرنا سليم إيفجي بالأفلام التي أنجزها مخرجون كبار عالجوا فشل العلاقات الزوجية والاجتماعية من طراز مايكل هاينكة، بيرتران بلير، ومايكل أنجلو أنطونيوني، ونوري بيلجي جيلان أيضاً كما هو الحال في فيلم " ثلاثة قرود ". مسرحية داخل فيلم تنفتح اللقطة الافتتاحية لفيلم " خطان " على مشهد مسرحي يناقش أبطاله موضوع العلاقات الزوجية والاجتماعية وثمة جمهور يصفق لهم. وقد ضُمنت هذه اللقطة في إطار " مسرحية داخل فيلم " وربما يذكرنا هذا المشهد بمشهد مماثل حدث في مسرحية " هاملت " التي انبنى في جانب منها على تقنية " مسرحية داخل المسرحية " التي استفزت الملك والملكة بسبب الاحالات والاشارات الصريحة اليهما. إذاً، أن العلاقات الزوجية أو الاجتماعية بشكل واسع هي التي ستلعب دوراً مهماً في هذا الفيلم. وأكثر من ذلك فإن الفيلم سوف يحاول الغوص في المعنى الوجودي لهاتين الشخصيتين اللتين تنتميان الى الطبقة المتوسطة بعيداً عن أجواء الفقر والحاجة المادية التي تعصف بالطبقات العمالية والفلاحية وأصحاب المهن الحرة. تنتمي سيلين " كُول جين " الى الطبقة المتوسطة. وتتقاضى راتباً جيداً بحيث يُشعرها أنها تتميز على صديقها الذي يعيش معها تحت سقف واحد من دون زواج تماشياً مع التقليد القائم في أوروبا، وهو ما تسعى تركيا الى تحقيقه في ظل النظام العولمي الجديد الذي يستجيب للقيم والمفاهيم الأوروبية التي لا تحد من الحريات الشخصية للانسان في مجتمعاتها المتحضرة والمتطورة في آنٍ معاً. أما ميرت " كآن كَسكين " فهو مصور فوتوغرافي يحاول لفت الانتباه الى كاميرته في أي مكان يحط فيه سواء في الأسواق العامة المحتشدة أو في ساحل بحيرة مرمرة أو في الأماكن السياحية التي تغري أكبر عدد ممكن من السياح. ويبدو أن ما يتقاضاه ميرت من الأجر أقل بكثير من الأجر العالي الذي تتقاضاه صديقته سيلين. وسيلعب هذا الفرق غير الضئيل دوراً مهماً في تعميق هوة الخلاف القائم بين الطرفين حتى وإن أخذ شكله الصامت والهادئ أول الأمر، لكنه سرعان ما يتكشف لاحقاً وينفجر مثل قنبلة موقوتة سُحب منها مسمار الأمان. آلية الكسل والاسترخاء لا شك في أن متلقي فيلم " خطان " يشعر بالسأم المتأتي من بطئ الإيقاع، وشدة الكسل الذي تبديه سيلين الى الدرجة التي نراها بالكاد تتحدث مع صديقها الذي إختارت أن تعيش معه كزوجة من دون أوراق على الطريقة الأوروبية. إن الايقاع الكسول والمتراخي ينسجم الى حد كبير مع طبيعة الحياة التي تحياها الطبقة المتوسطة العليا. فسيلين تدرس الموسيقى. وتعيش حياة منعزلة وباردة. ليس لديها أصدقاء أو معارف. كما أن درجة استجابتها لصديقها ضعيفة ولا تشي بأي شكل من أشكال الحميمية التي تربط أي شخصين يحبان بعضهما البعض. من هنا تنبثق أهمية السؤال التالي: ما الذي تخبئه هذه العلاقة " الباردة " بين الطرفين؟ فكلاهما يبدو بارداً وغير مستثار عاطفياً، بل أن وجود سيلين في كثير من الأحيان لا يختلف عن وجود أي تمثال حجري أصم! غير أن حضورها الأصم البارد لا يفقدها في لحظات معينة جوانب من السحر والفتنة التي تتوفر عليهما. فثمة إثارة كامنة غامضة، وسحر نائم يحتاج الى منْ يوقظه. هذا السحر المحجوب وراء هيكل لحمي قد يتوهج إذا ما مسته الاصابع السحرية التي تعرف كيف تستثير مكامن الأنوثة النائية في جسد الانثى. وعلى الرغم من صمتها الذي ننتظره أن يتفجر ذات لحظة إلا أنها ستلعب دوراً كبيراً في تأجيج الأحداث لاحقاً. أما ميرت فهو شخص معقد أيضاً على الرغم من حيويته ونشاطه الملحوظين، لأنه كائن غير متصالح مع نفسه، ويفتقر الى السلام والاطمئنان الداخليين. كما أنه نهلستي وعدمي ولا مبالٍ في بعض الأحيان منطلقاً في رؤيته العدمية من إنكاره للمبادئ الأخلاقية للطبقة الوسطى العليا كما أسميناها. فهو شخص تلصصي يسترق النظر الى السيدتين اللتين تقيمان في صف المنازل المواجه لهما. ولا يجد ضيراً في التلصص كلما سنحت له الفرصة. ثمة مشهد شديد الأهمية من الناحية السايكلوجية. فحينما يدهم اللص منزلهما ويلج الى غرفة النوم، هذا اللص الذي لم يره المشاهدون كما لم تره شخصيتا الفيلم الرئيسيتين، يتظاهر ميرت وسيلين بالنوم، أي أنهما يمارسان دوراً مسرحياً آخراً حباً بالتظاهر والادعاء تعزيزاً لنزعة تجسيد شخصيات إفتراضية سوف تمنحهم فرصة للتغيير وللخروج من خانق الرتابة والملل اللذين يطغيان على حياتيهما. إن هذه التناقضات الحادة التي تنطوي عليها الشخصيتين الرئيسيتين لا بد أن تتصادم ذات لحظة وتفجر خبيئة الشك التي إحتشدت بالأسئلة المؤرقة التي تبحث عن أجوبة شافية وقاطعة. يغتنم ميرت فرصة قدوم فصل الصيف لقضاء إجازة مفتوحة وطويلة نوعما تخلصهما من ضغط الحياة المدينية، خصوصاً وانهما يعيشان في إستانبول، المدينة الكوزموبوليتانية التي لا تمنح مواطنيها فرصة لالتقاط الانفاس. فلا غرابة أن يشد القائمون فيها الرحال الى المدن الساحلية التي تسترخي في دعة وسلام بعيداً عن ضوضاء المدينة وضجيجها. لقد إختار الصديقين أن يذهبا الى بحر إيجة الأمر الذي منح المخرج فرصة تحويل جزء غير قصير من الفيلم الى " فيلم طريق " حيث المشاهد الطبيعية الخلابة التي منحت الفيلك بُعداً جمالياً لا يمكن للمتلقي العضوي أن ينساه بسهولة. لم تتغير نفسية سيلين في أثناء الرحلة الى الجنوب. كانت باردة، وغير منسجمة مع ميرت الذي كان يتحدث طوال الطريق عن النجوم، والمجرات، ودرب التبانة، وعن الشمس والقمر والأبدية بينما هي صامتة تتطلع بعينيها الجائعتين الى الفراغ. عينان غامضتان تتختبئان تحت قبعة باذخة شديدة الإغراء. لم تحرك سيلين ساكناً حتى عندما رأته يتوقف على قارعة الطريق ليساعد فتاتين تعطلت سيارتهما بسبب نفاد البنزين. ولم تنبس بحرف واحد عندما رأته وهو يعطيهما غالون البنزين الاحتياطي. وكالعادة فإنه لا يفوّت فرصته الذهبية في إلتقاط بعض الصور التذكارية. وحينما يعود الى سيارته المكشوفة يقول بأنهما يعيشان في الشارع المواجه لهما! لا شك في أنها كانت متذمرة في أعماقها، وأنها كانت تكظم غيظها، لكنها مع ذلك اكتفت بالنظر الى الوراء نظرة عجلى ثم عادت الى صمتها المُستفِز. وما أن تحركت السيارة لمسافة غير طويلة نسبياً حتى أعلن ميرت بأن وقود سيارته قد نفد. حمل غالونه ووقف على حافة الطريق منتظراً من يساعده. وحينما طال انتظاره إستنجد بسيلين فترجلت من السيارة وانتظرت قليلاً ثم غادرت المكان وعادت بعد مدة زمنية قصيرة مع شاب طويل القامة كان يساعدها في تعبئة البنزين. توتر ميرت ثم ترك السيارة وأخذ يمشي على قدميه بينما كانت سيلين تقود السيارة. انتهت الرحلة بساحل البحر حيث سبحا في مياهه الزرقاء مستمتعين لبعض الوقت. ثم نراهما معاً في فندق على قارعة الطريق. ونتيجة للسأم الذي أخذ منهما مأخذاً كبيراً فقد إقترحت عليه أن يلعبا دوراً إفتراضياً بأن تكون هي فتاة الفندق " شولة " بينما أسندت اليه دور عامل محطة البنزين. وبينما كانا يمارسان الجنس في الفندق إنفعل ميرت وبدأ يضربها وهو يصرخ بصوت عالٍ " إن هكذا كان يمارس معك عامل المحطة الجنس، بينما كانت هي نائمة على وجهها ". ثم أخذ يشتمها بكلمات بذيئة نابية في أثناء إنهماكه في ممارسة لعبة الجنس المتخيل الذي رفع الغطاء عن حقيقة الحياة التي كانت تعيشها ضمن إطار الطبقة الوسطى العليا التي تنطوي على كثير من الزيف الكذب والادعاء. خطان متوازيان يبدو أن المخرج سليم إيفجي قد نجح في رسم الصورة المزرية لعيّنة من الطبقة الوسطى العليا التي تعيش في المجتمع التركي. وعلى الرغم من التناقض الحاد بين الشخصيتين إلا أنهما متعايشان ولسان حالهما يقول " نحن مختلفان، ولكن نعيش معا " ولكن المهم في هذه الجملة الشعاراتية هو: ما طبيعة هذه التعايش الذي يقتصر على تناول الطعام والشراب وممارسة الجنس البارد بينما يحفظ الطرفان مشاعرهما وأحاسيسهما في ثلاجة المنزل. لقد توصل المخرج، وهو نفسه كاتب السيناريو، الى أن هذين الخطين متوازيان، ولا أمل في لقائهما ذات يوم. خلاصة القول إن هذا الفيلم جريء لأنه لا يتورع عن نقد المجتمع وأخلاقياته السائدة. كما أنه يكشف عن استعمال العنف الذي لا ينسجم مع الشخصية التركية المثقفة التي يُفترض أنها تنتمي الى الطبقة المتوسطة العليا التي تحترم القيم الثقافية والمعرفية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المتحضر، ليس في تركيا حسب، وإنما في كل مكان. ولا شك في أن المخرج كان جريئاً فيما يتعلق برصده للمشاهد الجنسية الحميمة، وفي تناوله لموضوع التمرد على نظام الأسرة التركية التي تنتمي لهذه الطبقة الاجتماعية المُشار إليها سلفاً. وفي ختام هذه الدراسة النقدية لا بد من الإشارة الى أن سليم إيفجي من مواليد أستانبول عام 1975. خريج قسم السينما،جامعة مال تبه عام 2003. حاصل على شهادة الماجستير في السينما من بَي كينت في أستانبول. أنجز ستة أفلام قصيرة ووثائقية من بينها " أنت ووهمك "، " وراء الجدار "، " الأحمر المفقود "، نهارك سعيد " إضافة الى " خطان " باكورة أعماله الروائية الطويلة.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلا نقاب: فن جديد قادم من الشرق الأوسط وشمال القارة السمراء
-
يشيم أستا أوغلو و - رحلة الى الشمس -
-
في فيلمه الروائي الجديد - خريف - أوزجان ألبير يرصد قمع المنا
...
-
تشتّت الرؤية الاخراجية لعمرو سلامة: - زي النهاردة - فيلم يتر
...
-
الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف
...
-
فيلم - بورات - للاري تشارلس . . . من السخرية الوثائقية المُر
...
-
أهمية القصة السينمائية في صناعة الفيلم الناجح
-
في فيلمه الروائي الجديد - الحقل البرّي - ميخائيل كالاتوزيشفي
...
-
الشاعرة الأسكتلندية جين هادفيلد تفوز بجائزة ت. أس. إليوت للش
...
-
الفنان البريطاني رون مُوِيك يصعق المشاهدين ويهُّز مشاعرهم
-
المُستفَّزة . . فيلم بريطاني يعيد النظر في قضية العنف المنزل
...
-
في شريط - بدي شوف - لجوانا حاجي وخليل جريج: هل رأت أيقونة ال
...
-
في فيلمها الأخير - صندوق باندورا - يشيم أستا أوغلو تستجلي ثل
...
-
المخرجة التركية يسيم أستا أوغلو في - رحلتها الى الشمس -
-
رشيد مشهراوي في فيلم -عيد ميلاد ليلى-: نقد لواقع الحال الفلس
...
-
قوة الرمز واستثمار الدلالة التعبيرية في فيلم - فايروس - لجما
...
-
أين يقف المفكر حسين الهنداوي. . . أ عَلى ضفاف الفلسفة أم في
...
-
من ضفاف الفلسفة الى مجراها العميق: قراءة نقدية في ثنائية الأ
...
-
المثقف وفن الاستذكارات في أمسية ثقافية في لندن
-
- القصة العراقية المعاصرة - في أنطولوجيا جديدة للدكتور شاكر
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|