أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البلاطة الخضراء














المزيد.....


البلاطة الخضراء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 08:23
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا طبعاً ما حدى بقدر يحكي عني إني كذاب , على شان 80% من الشعب الأردني بعرفوا هاي القصة إللي بدي أحكيلكم إياها , عن رجالات الوطن الأوائل , طبعاً ما حدى بقدر يلومهم على جهل بعضهم على شان إمكانيات التعليم كانت عندهم محدودة , بس الآن بنقدر إنلومهم إذا كرروا نفس القصة والتجربة .

أراد أحد الضباط في الجيش الأردني أن (يصب( صبة باطون إسمنت مسلح (بلاطه) هيك إسمها العلمي وغير العلمي : (صبة بلاطه) طبعاً سُمك هذي الصبة الإسمنتية 10سنتمتر , وأحيانا ً في بعض المواقع بتكون 5 سنتمتر , وبعد الإنتهاء من عمليةالصب الإسمنتية , جاء أحد أفراد الجيش ودعس في الصبة وهي ما زالت خضراء , فنظر أحد الضباط الكبار في تلك الوحدة العسكرية إلى الأقل منه رتبة ً عسكرية ً وطلب منهم أن يقوموا بتوقيف غفير على الصبة ريثما تنشف .

وفعلاً أطاع الضباط أمر الضابط الأكبر منهم رتبة . وقاموا بإستحداث وضيفة أسموها (البلاطة الخضراء) .
لو تعرفوا قديش كانت خطة الضابط الكبير ؟ يعني كانت ما يقرب من يوم واحد أو حتى ساعات وبعد أن تنشف الصبة الإسمنتية بروح كل شيء وبرجع مكانه , يعني وظيفة الغفر يجب أن تكون ساعات أو يوم واحد.
وشاءت الأقدار أن ينتقل هذا الضابط من نفس الوحدة العسكرية في نفس اليوم وأوصى الضباط قائلاً : يا شباب ديروا بالكوا على الصبة والوضيفة إقفوا عليها مليح ..لا حدى يقترب منها حتى تنشف .
وبعد أكثر من عشر سنين شاءت الأقدار مرة أخرى أن يعود الضابط إلى نفس الوحدة العسكرية وفوجأ هنالك بما رأى:
ماذا رأى؟
شاف العسكر بعدهم بقفوا على البلاطة الخضراء وظيفة عسكرية منذ عشر سنوات .
فقال :
يا شباب مالكوا ؟ أنا بذكر إني قلت بتقفوا عليها حتى تنشف .

############################

يا شباب أسمعتم شو قال ؟
سمعتم شو حكى الضابط؟
البلاطة الخضراء هي رمز أمتنا , ويجب أن يموت الجندي في سبيل الدفاع عنها خشية أن يعبث بها أحد العابثين , والبلاطة الخضراء هي رمز الصمود والتضحية , أنا لا ألوم الأفراد في ذلك الوقت, ولكنني الوم اليوم من يكرر مثل تلك القصة .
البلاطة الخضراء اليوم موجودة في الجامعات والمؤسسات المجتمع مدنية , والبلاطة الخضراء مزروعة اليوم على الأرصفة والنوادي وفي الطرقات وفي المدارس والجامعات والكليات العلمية , والدكاكين والسوبر ماركات والأتوبيسات والمساجد .

إنها تعني عدم التحديث والتطوير إنها التقليد الأعمى للأوامر , وعدم الإجتهاد , إنها مكافحة التنمية الشاملة والمستدامة , إنها تطوير للعقول وللقلوب وللرؤى.

كان الجيش العربي في ذلك الوقت في بداية تشكيلاته ولم يكن في الأردن وقتها ولا جامعة علمية , ولكن اليوم وبفضل القيادة الحكيمة عندنا أكثر من 21جامعة منتشرة في كافة أنحاء الأردن العزيز, ولكن هنالك من يريد أن تبقى البلاطة الخضراء والغفير الذي عليها , هنالك مستفيدون من البلاطة الخضراء , فالذين يقفون على البلاطة الخضراء في الجامعات والمدارس والكليات والمؤسسات هم مستفيدون منها إستفادة ً كبيرة , وإلا لما وقفوا عليها .
التشكيلات القديمة ما زالت موجودة ومدراء البلاطة الخضراء ما زالوا موجودين , كلهم موجودين يمكن إنهم طوروا مؤسساتهم وأحضروا مكاتب جديدة وموكيت جديد وسجاد جديد وإستبدلوا المراوح بالكندشنات , ولكنهم لم يستبدلوا العقول التي تقف على البلاطة الخضراء, فما زالوا الى اليوم مندهشون .

تغيرت كل الأ شياء والجمادات ما عدى العقول والقلوب .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان الأردني والتلفزيون
- ملاحظات على شخصية موسى اللاوي
- درس مهم في التوراة
- درس في التوراة
- من أين جاءت التوراة ؟ثلاث دروس في التوراة
- فلسفة الفلاحين
- فلسفة الصحراء
- فلسفة نهر الفرات
- فلسفةُ نهر النيل
- فلسفة نهر النيل
- سرُ أسرارِ اللهْ
- التعديل الوزاري الأردني
- أوقفوا بناء السدود المائية وحفر الآبار الإرتوازية
- يقولُ اليابا نييون: نحن لسنا عرباً!
- إنهض يا عبد الله
- سقوط الحضارة الإسلامية
- نعمة الله
- الديانة الشعبية أقوى من الديانة السماوية
- رسالة من الديوان الملكي الهاشمي الأردني العامر
- وجهُ الشبهِ بينَ الله وبعض الحُكّامِ العَرب


المزيد.....




- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
- الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر ...
- حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البلاطة الخضراء