أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - وسام جواد - القوة والتغيير في التاريخ















المزيد.....


القوة والتغيير في التاريخ


وسام جواد

الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 09:08
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تعتمد التغييرات المادية الحاصلة في الطبيعة على القوة اللازمة لإحداثها من الناحيتين الكمية والنوعية. واذا أسلمنا بتباين قوى الطبيعة وما لها من تأثيرات على الكائنات الحية وغيرها, فإن الفضل في تحديد كيفية مجابهتها أو التكيف معها أو تسخيرها يعود الى تثبيتها وتحليلها في العقل البشري,الذي تنعكس عليه الضواهر وتؤثر فيه بشكل يدفعه الى التأمل والتفكير في كيفية التعامل معها. ومن البديهي أن يتخبط الإنسان في بداية صراعه مع قوى الطبيعة ويلجأ بعد استحالة الاعتماد على نفسه الى الكفاح الجماعي لدرء الأخطار وتنظيم العلاقات بين الأفراد في نظام إجتماعي بدائي عرف بالمشاعية البدائية.
إن فهم الإنسان في الماضي السحيق,لضرورة الاتحاد في مجاميع, تطلب الإعتراف والخضوع للأقوى, وهيأ المناخ تدريجيا, لظهور التسلط وبناء علاقات جديدة في نظام إستغلالي يفرض القوي فيه إرادته على الضعيف. وقد وُلِدَ هذا النظام في مرحلة الاقطاعية وترعرع في مرحلة البرجوازية ونضج في الرأسمالية وهرم في مرحلة الإمبريالية, المتمثلة حاليا بالولايات الصهيونية المتحدة. ولعل ما عانت منه البشرية خلال هذه المراحل بسبب الصراعات, يفوق بكثير ما عانته من كوارث وغضب الطبيعة. فقد كانت الحروب العدوانية تحصد عشرات وربما مئات الألوف من الضحايا في مرحلتي الاقطاعية والبرجوازية, بينما بلغت عشرات الملايين في ظل النظام الرأسمالي, وباتت تهدد مصير البشرية والطبيعة بالفناء التام في حال إشتعالها, بسبب حماقات النظام الإمبريالي .
لقد أدى التنافس بين دول النظام البرجوازي الى نشوب نزاعات وحروب عديدة في أوروبا, بلغت ذروتها باندلاع الحرب العالمية الاولى ( 1914- 1918 ) الأكثرها دموية والأشدها فتكا, والتي كان من بين نتائجها الاتفاق على توزيع الحصص, والسيطرة على الدول الضعيفة, ووضع الحد لهيمنة السلالات الحاكمة, ذات الأصول الممتدة جذورها الى الاقطاعية, وقائدة الحملات الصليبية آنذاك . وعلى الرغم من أن عدد ضحايا الحرب العالمية الاولى قد تجاوز العشرين مليون بين قتيل وجريح ومشوه, ورغم تغيير الواقع السياسي في أوروبا وانتشار الأيديولوجيات المختلفة,الا أن ذلك لم يحل دون استمرار الصراعات,التي أدت في النهاية الى إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية .
لم تغفر المانيا وقوف فرنسا وانجلترا وروسيا القيصرية الى جانب صربيا في الحرب العالمية الاولى , وما فرض من تعويضات وترتب عليها من ديون, فسلمت أمرها لرجل إستطاع انتشالها و تخليصها من ديونها ( أدولف هتلر) وبناء ماكنة عسكرية ضخمة, لم تكن خشية أوروبا منها عبثية, حيث بدت ملامح أعنف صراع عرفته البشرية تلوح في الأفق, والذي بدأ فعلا في 7 تموز 1937 في آسيا, واتسع ليشمل أوروبا في 1 أيلول 1939, ولم يتوقف إلا في بداية مايس 1945 بسقوط برلين, مخلفا خسائر بشرية جسيمة, قدرت بـ 70 مليون بعد معارك رهيبة في البحر والبر والجو, شاركت فيها سبعون دولة.
أما بالنسبة لشعوب الدول المُستعمَرة, فلم يكن بوسعها سوى الكفاح لنيل حريتها والتخلص من السيطرة الأجنبية, فنالت ما أرادت بعد نضال طويل, ولكن بطرق ونتائج مختلفة, حيث نجح البعض في التحرر وبسط كامل السيادة الوطنية ( كالصين وفيتنام مثلا ) وحصل بعضها على استقلال شكلي , بينما بقي في الواقع, تحت سيطرة ونفوذ الدول المُستعمِرة, كما هو الحال مع معظم الأقطار العربية والدول النامية .
إن ما يُطيل أمد العلاقة وبقاء الارتباط بالدول الاستعمارية هو مصالح الطبقة الحاكمة,المتعاونة مع الاحتلال, وتفضيل الدول المُستعمِرة لإسلوب الإحتلال غير المباشر للأسباب التالية :
- تجنب الخسائر البشرية والمادية في صفوف قوات الاحتلال .
- جعل الصراع داخليا, بين الأجهزة القمعية للحكومات العميلة والقوى الوطنية الرافضة لها .
- الإبتعاد عن النموذج المقيت للاحتلال المباشر,غير المقبول وطنيا ودوليا.
- تحقيق الأهداف والغايات عن طريق العملاء وأعوان الاحتلال, وشراء ذمم ضعاف النفوس في القيادات العسكرية والسياسية والدينية .

يبين التاريخ في مختلف مراحل التكوينات البشرية أن القوة كانت ولا تزال الوسيلة, لفرض إرادة وسيطرة الأقوياء, وإحداث التغييرات داخل المجتمعات, وشن الحروب لأهداف توسعية خارجها . وكان القادة الأقوياء يدركون تماما, حقيقة أن لا قوة بدون الوحدة,التي إن تحققت, قد تقلق وتثير حفيظة منافسيهم وتدفع بهم الى تحطيمها. ويمكن في هذا الصدد, أن نتذكر ما قام به بسمارك من جهود لتوحيد الإمارات في الرايخ الألماني الثاني أو المملكة الألمانية في الداخل, ودوره في تحجيم روسيا القيصرية وإهانة فرنسا وضرب النمسا في الخارج, وفق مبدئه المعروف"إن الحق مع القوة, وطالما لدينا القوة, إذن لدينا الحق".
لم يكن العراق بعيدا عن هذا الواقع, مع أخذ الفوارق المتعلقة بالقيادتين العسكرية والسياسية بنظر الإعتبار. فقد توفرت للعراق فرص النهوض الاقتصادي والعلمي ( رغم الخلل في الاوضاع السياسية ) لم تتوفر لغيره آنذاك, وقد تجلت بوضوح في منتصف سبعينيات القرن الماضي فاثارت مخاوف الامبريالية الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية, ودفعتها الى تقييم أخطارها المستقبلية على مصالحها بوجود عراق قوي اقتصاديا وعسكريا في المنطقة, وكان لا بد من إزالة هذا الخطر المحتمل, فتم إضعاف العراق في الحرب العراقية – الإيرانية الضروس,التي استغلتها اسرائيل لضرب المفاعل النووي, وحرب الخليج الثانية, وفرض الحصار, والتدخل السافر,الذي قاد الى سقوط القيادة العسكرية والسياسية,التي حكمت العراق الداخل بقبضة حديدية, بدت ورقية أمام الخطر الخارجي, بعد أن انهكتها حروب مدمرة, تخللها التفرد والتسلط وغياب الوحدة الوطنية .

الخلاصة :
لا تردع القوة الا القوة, ولا تمنع الأخلاقيات ولا القوانين الدولية الإمبريالية الأمريكية والصهيونية من ارتكاب الجرائم بحق الشعوب ما لم توجه لها صفعات قوية, توقضها من أحلام الهيمنة والسيطرة على العالم. وهذا لا, ولن يحدث إلا بيقظة ووحدة القوى الوطنية المناهضة للإحتلال, ووقوفها صفا واحدا في وجه العدو المشترك. وبقوة الوحدة الوطنية فقط , يمكن تغيير الموازين وهزيمة قوى العدوان .



#وسام_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - وسام جواد - القوة والتغيير في التاريخ