أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - الله كبير!














المزيد.....


الله كبير!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


هي صديقتي الغَزّاوية الجميلة. صداقةُ عُمر طويل. رفيقةُ دربٍ ووجودٍ وكتابةٍ وحيراتٍ وهواجسَ وتساؤلاتٍ جمّةٍ، وطبعا، لا إجابات. صديقتي التاريخيةُ، رغم أننا لم نلتقِ أبدا، وأظننا لن نلتقي! إذْ تفرّقُ بيننا أشياءُ لا أفهمُها اسمها: جوازاتُ سفرٍ، وتأشيراتُ دخولٍ، وسياسة. تلك أمورٌ أكبرُ من قدرتي على الاستيعاب، أشدُّ تعقيدًا من منطقي البسيط في تداول الأمور. منطقي يقول إن الأصدقاءَ يتزاورون حينما شاءوا، وإن الإنسانَ من حقّه أن يحطَّ على المكان الذي يريد، وقتما يريد! هذا كلام شعراء؟ وللسياسة والنظم آراءُ أخرى؟ نعم صحيح! فالفلسطينيُّ يحتاجُ تأشيرةً لدخول مصر، بينما الإسرائيليُّ والأمريكيُّ لا!! حسنٌ. ألتقي بها إذن عبر الشاشة الزرقاء. تبادرُني بزهرة "ماسينجرية" حمراءَ، فأردُّ لها زهرتَها بأحسنَ منها. تخبرني أن زهرتها جورية، وأقول إن زهرتي توليب ، فتردُّ بأنما تلك زنبقةٌ... ثم تلتفتُ كلٌّ منّا إلى عملِها. فهي صحفيةٌ في جريدة "الصباح" الفلسطينية. وهي، فوق ذلك، قاصّةٌ جميلة. نسيتُ أن أخبرَكم عن اسمها! وماذا تعني الأسماء؟ هكذا قالت جوليت لروميو: "إن الأسماءَ اصطلاحاتٌ عُرفيةٌ لا تعني شيئا! فالوردةُ سيظلُّ لها شذا ورحيقٌ وإن أطلقنا عليها أيَّ اسمٍ آخرَ غير "وردة".
اسمُها منال خميس. أيامَ قصف غزّة السود، تملكني الرعبُ عليها وعلى ابنها محمد وعلى زوجها. أهاتفُها فلا ترد. يشِلُّني الخوفُ. ثم تردُّ أخيرا لتخبرني أن شقيقَ زوجها قد اِستُشهدَ اليوم. بعد يومين: كيف حالك يا منال؟ فتجيبني: "أنا لسه عايشة بس ابن عمي كمان صار شهيد!" بات لقاءي بها هلعًا من جانبي، وإشفاقًا من جانبها! فهي من العذوبة لدرجة أن تتجرعَ الجمرَ في صمت النبلاء، ثم تشفقُ على أصدقائها من لمحة حزنٍ في عيونهم! أسألُها: "عاملة ايه طمنيني؟" فتجيبُني: "الله كبير". وهو عنوان إحدى أغنيات فيروز. ثم ترسل لي الأغنية، ونغنيها سويًّا:
"بتُذكُر يوم ال قِلْتِلّي/ مهما يصير/ انتظريني وضلّك صلي/ الله كبير/ من يومها شو عاد صار/ ع مدى كذا نهار/ ما صار شي كتير/ كل اللي وبعده بيصير/ الله كبير/ ذاكر قد ايه قِلْتِلّي/ هالعمر انو قصير/ وانو انا ما في متلي/ وحبي أخير/ من يومها شو عاد صار/ ما صار شي كتير/ كل اللي صار/ وبعده بيصير/ الله كبير."
أطمئنُ عليها قليلا، ثم أرجو اللهَ أن تظلَّ معنوياتُها فيروزيةً. ذاك أن صوتَ فيروز يمنحنا دِرعًا ضدَّ الخوفِ والقنوطِ والترقّب. الحياةُ أجمل مع صوت فيروز. تسألني عن فريدة النقّاش. فهي عاشقةٌ لها. ومَنْ بوسعه ألا يعشقَ هذه السيدةَ رفيعةَ الوعي والاستنارة؟ أطمئنُها عليها، وأعدُها أنْ سأبلِّغُها سلامَها. ولا أفعل! يمنعني الخجلُ والكسلُ. لا، بل (أدافعُ الآن عن موقفي ببعض السفسطة المشروعة)، بل تمنعني وجهةُ نظر تقول إن تحيةَ قامةٍ عاليةٍ بحجم فريدة النقّاش، لابد أن تكون علنيةً! لا عبر هاتفٍ معدنيٍّ بلاستيكيٍّ عبوس، أو حتى عبر زيارة إلى جريدة "الأهالي" التي تترأسُ تحريرَها. وعليه، فقد طلبتُ إلى صديقتي الفلسطينية أن تكتبَ تحيتَها الخاصة إلى هذه المصرية الجميلة، على وعد بنشرها في زاويتي هنا. منال خميس، تُصبحينَ على وطنٍ يا حبيبتي! وطبعًا طبعًا، الله كبير! "المصري اليوم" 2/3/09




#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وهي مصر بتحبني؟-
- الحقلُ هو سجادةُ صلاتي
- مصرُ الكثيرةُ، وأمُّ كلثوم
- أيها العُنُقُ النبيل، شكرا لك!
- مصرُ التى لا يحبُّها أحد!
- قديسٌ طيبٌ، وطفلٌ عابرٌ الزمن
- رُدّ لى ابتسامتى!
- ومَنْ الذى قتلَ الجميلة؟
- كانت: سيفٌ فى يدِها، غدتْ: شيئًا يُمتَلَكُ!
- بالرقص... يقشّرون أوجاعَهم!
- الجميلةُ التي تبكي جمالَها
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار
- حين ترقصُ الأغنيةُ مثل صلاة
- من أين يأتيهم النومُ بليلٍ!
- هنا فَلسطين!
- لا يتكلمُ عن الأدبِ مَنْ عَدِمَه!
- سارة
- المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ
- لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - الله كبير!