|
في غيابالبوصلة الوطنية والقيادة السياسية الواعية تتشتت وتهدر طاقات الشعب ويتوطد الاحتلال
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتهافت اقطاب العولمة الراسمالية وفراخها على زيارة العراق مع تفاقم الازمة العامة التي يمر بها القطب الاكبر الامبريالية الامريكية وهو يترنح تحت ثقل تكاليف احتلاله للعراق وتبعاته. فقد ارتخت قبضته وهمدت منظماته الارهابية بعد ان عملت خلال ست سنوات على ترويض وتطويع الشعب العراقي واخضاع القوى السياسية لخدمة مخططاته وادامة احتلاله، ولاسيما في مجال تشويه الاستراتيجية الوطنية. فقد شخصت القوى الوطنية الاستراتيجية الوطنية منذ ما يقرب من قرن الاستراتيجية الوطنية وحددت العدو الرئيس الاحتلال، والهدف الرئيس التحرر من الهيمنة الامبريالية. وربطت كل الاهداف الانية وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالتحرر من التبعية ووحدة كل القوى التي يمكن ان تسهم بهذا الهدف الاستراتيجي رغم اختلاف منطلقاتها واهدافها الاخرى. وخاض شعبنا النضالات الجبارة مسلحا بهذه الاسترتيجية وحقق اعظم انتصاراته في ثورة 14/تموز/1958. فعملت الامبريالية لعشرات السنين على تشويه هذه الاستراتيجية من خلال مختلف الادوات السياسية والايديولوجية من انظمة دكتاتورية واحزاب رجعية وتيارات طائفية واحزاب دينية واختراق للاحزاب الوطنية وهيمنة على قياداتها. فعملت معظم القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية على تضليل الشعب العراقي وايهامه باعداء رئيسيين آخرين من صنع او تشجيع ودعم قوات الاحتلال كالارهاب والطائفية والفساد واخيرا النفوذ الايراني الذي لم يكن ليمر الا ضمن صفقة تمرير الاحتلال وادامته .. وهكذا ساهمت القوى السياسية التابعة للاحتلال في تشتيت قوى شعبنا وهدر طاقاته بمحاربة هؤلاء الاعداء الادوات والثانويين بمعزل عن قوات الاحتلال الممهدة والمنظمة والممولة والمدربة لها . فمن زيارة رئيس وزراء بريطانيا الى زيارات وزير خارجيته المتعددة والاعداد لاتفاقية ادامة حصة بريطانيا في الهيمنة الامريكية على العراق، الى زيارة ساركوزي رئيس فرنسا بعد العديد من زيارات وزير خارجيته لعقد الاتفاقيات التي تمهد السبيل لمشاركة الشركات الفرنسية الكبرى ولاسيما النفطية في الهيمنة على اقتصاديات العراق . وزيارة كبار المسؤولين اليابانين والايطاليين لنفس الغرض. كما يتهافت ممثلو الدول المجاورة الحالمون باستعادة امبراطورياتهم المندثرة من خلال تنفيذ مشاريع الهيمنة الامريكية للمنطقة . فزيارة رئيس الوزراء التركي، تمهد لمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تشكل تركيا محوره واسرائيل احد اركانه، والعودة بنا الى ايام حلف بغداد وما قبله من حلف الدفاع المشترك عن الشرق الاوسط . وزيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لتوطيد التغلغل الايراني في جميع مرافق الدولة والمجتمع بالاتفاق مع قوات الاحتلال وبالاستناد الى دعم القوى السياسية العراقية التابعة لها والمهيمنة على اجهزة الدولة . دع عنك تحول المنطقة الخضراء الى قاعدة تزدحم بمراكز اكبر الاستخبارات والتجسس العالمية بدءا بCIA ومرورا بالموساد . ان زيارة رفسنجاني لا تختلف في مضمونها عن زيارات كل هؤلاء الممثلين لاطماع حكوماتهم في الهيمنة على العراق او المساهمة فيها، التي لم تثر اهتماما كبيرا لدى الشعب العراقي الذي احكمت قوات الاحتلال وادواتها اشغاله بمئات المشاكل والكوارث. ولكنها لم تستطع ان تنسيهم جراح مئات الاف من ضحايا الحرب العراقية الايرانية . فاثارت كل تلك الاحزان لانه كان رئيس الحكومة التي رفضت وقف الحرب العدوانية التي استمرت ثماني سنوات وكبدت الشعبين الايراني والعراقي اكثر من مليون شهيد ودمرت انجازات اجيال من الشعبين. ولم تعمل أي من القوى السياسية على توضيح حقيقة تلك الحرب للشعب العراقي ، التي بدأها النظام الدكتاتوري لتحقيق طموحاته العدوانية وتنفيذا لمهمات الامبريالية الامريكية في ترويض الثورة الايرانية وتحرير دبلوماسييها المحتجزين في ايران. ولم يطالب بوقفها الا بعد ان تأكد من عجزه عن مواصلتها وتوقف محرضيه على العدوان عن مساعدته بل ومد الطرفين بالسلاح بهدف اطالتها لاضعاف النظامين العراقي والايراني واستغلالها كفرصة ذهبية لمضاعفة ارباح شركات السلاح، وبعد ان اصبحت خطرا لا يهدد احلامه بالتوسع على حساب ايران فقط بل وخطرا يهدد حكمه قبل ان يهدد باحتلال العراق . نعم ان النظام الرجعي الايراني بقيادة الخميني ورفسنجاني مسؤول عن اطالة الحرب ست سنوات برفضهم عرض النظام الدكتاتوري والمنظمات الدولية لوقفها، وعن قتل اكثر من مليون من شبيبة العراق وايران وتهديم البلدين ولابد من محاكمتهم، ولابد من العمل على وقف التغلغل الايراني والوسائل الارهابية التي يستخدمها لالهاء قوات الاحتلال بمشاكل العراق عن تهديد بلدهم منذ ست سنوات، ولكن تبقى ايران رغم النظام الرجعي الذي يمثل هيمنة البرجوازية التجارية الرجعية المدججة بالشعائر الدينية المزيفة التي عكست مهزلة سخفها فريق النساء المعبآت باكياس سوداء وراء رفسنجاني وظلام الافق الذي يعد به توسع الهيمنة الايرانية في بلادنا ، تبقى ايران بلد مجاور مهدد بالعدوان الامريكي الاسرائيلي. واحتلاله او مجرد العدوان عليه لايمكن ان يمر دون احتلال العراق وتدمير ما تبقى منه. وشعبه شعب جار تربطنا معه روابط وحدة الكفاح ضد العدو المشترك الامبريالية العالمية على مر التاريخ المعاصر وخاصة شركات النفط. فقد كان لنجاح حكومة مصدق في تاميم النفط الايراني،على قصر فترته تاثير كبير على مطالبة شعبنا وتحقيقه اول قانون للنفط يضمن حصولنا على 50% من عائدات النفط عام 1951. كما تربطنا اليوم وحدة النضال ضد مخططات الهيمنة الامريكية الاسرائيلية على المنطقة وضد النظام الرجعي الايراني المبدد لطاقات شعبينا . ويبقى العدو الرئيس والمشترك لشعبينا الهيمنة الامريكية الصهيونية على بلدينا وعموم المنطقة ومحط نضالنا المشترك دون اغفال الكشف عن مساومات ومهادنات الانظمة السائدة في بلدينا المنطلقة من الاطماع الطبقية ومحاكمتهم على جرائمهم بحق شعبينا في الوقت المناسب . دون اغفال اطماع مزاحميهم الحكام الاتراك ، والسعوديين المعادين لشعوبهم ان شعبنا بامس الحاجة اليوم الى القيادة السياسية الواعية التي توحد قواه وتوجه طاقاته نحو مقاومة العدو الرئيس الاحتلال بربط مقاومة كل اعدائه الثانويين ومحاكمة قتلة ابنائه وحل جميع مشاكله وتحقيق كل اماله بالعيش الكريم والتقدم بالنضال من اجل التحرر من الهيمنة الامريكية العدو الرئيس لشعبنا ولعموم البشرية سعاد خيري في 6/3/2009
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ويستمر الاحتفال بيوم المرأة العالمي حتى تتحرر البشرية من الا
...
-
سيبقى العراق الصخرة التي تتحطم عليها الامبراطوريات العظمى ال
...
-
استعادة الحركة العمالية لدورها الطليعي في الحركة الوطنية ضما
...
-
تحرير الشعب العراقي من سايكولوجيا جلد الذات مهمة وطنية
-
الشعب العراقي كعهده يذهل الجميع في استئناف دوره الريادي في ت
...
-
دقت جريمة اعدام قادة الحزب الشيوعي في 14/2/1949مسمارا في نعش
...
-
جماهير غزة في يومها العالمي تعزز ثقة البشرية بقدراتها على ال
...
-
اوباما اداة قطب العولمة الراسمالية لتجاوز ازمتها العامة وترس
...
-
لا تتوقف حروب الابادة الامريكية الاسرائيلية دون تجريمهما ومح
...
-
27/1/2009 اليوم العالمي لمناهضة الهيمنة الامريكية والصهيونية
...
-
جبهة النضال لوقف حرب الابادة في غزة تمتد من النضال ضد الامبر
...
-
آن الاوان لتأخذ البشرية قضية استمرار وجودها وتطورها بيدها فق
...
-
آن الاوان لتطوير النضال الوطني والعالمي ضد الامبريالية الامر
...
-
دمى الاحتلال يتبارون لشل ضمير الشعب العراقي الوطني والعالمي
...
-
وحدة البشرية وتحديها الضمان الوحيد لتحررها من الد اعدائها اق
...
-
مجلس الامن مطالب برفض الاحتلال الامريكي التعاقدي للعراق لافت
...
-
غيتس وزير دفاع بوش واوباما يأمر بضم ضيعة امريكا الجديدة العر
...
-
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدن سدد ابرعها من
...
-
من اجل كتلة وطنية جبارة تستنهض جميع مكونات شعبنا لتحرير الوط
...
-
البرامج الانتخابية للكتل والاحزاب المنضوية في العملية السياس
...
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|