حكم الاقلية الاحتكارية الدولية وحروب ومؤتمرات شرم الشيخ؟

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يسود في ابحاث المحللين الاستراتيجيين احصائية تورد دائما للدلالة على ادوات تفسيرية للنظام المالي الدولي وبالتالي الاقتصاد الدولي في صيغته الاساسية الانتاج فالاقتصاد الحقيقي او الانتاجي يبلغ حجم تداوله اربعة واربعين تريليون دولار في حال ان الاقتصاد الوهمي او التوظيفات المالية في البورصات وما شابه تصل الى الفي تريليون دولار وهذا ان دل فانه يدل على حجم اللصوصية التي توفرت لحكم الاقلية الاحتكارية الحاكمة في واشنطن ونيويورك اساسا وفي اماكن اوروبية واخرى بدرجة
اقل فهذه الاقلية الاوليغاركية التي تمثلها خير تمثيل مؤتمرات دافوس وشرم الشيخ مازالت رغم ازمتها القاتلة تتبع اسلوبها التقليدي في نهب اموال العالم
وحين تقع في انهيار مالي منطقي بسبب ان ما يدار لايمكن الا ان يصل الى هذا المأزق مادام محكوما بالاحتكار والشجع الذي تحميه القوة العسكرية الامريكية
التجمع الأخير في دافوس او ماجرى من كرنفال لادارة خراب العالم العربي تحت تسمية اعادة اعمار غزة كان يمثل حقا ممثلي التجمعات الاحتكارية التي تقبض على القرار الاقتصادي اساسا في العالم وتجد لنفسها تعبيرات سياسية في قمة الهرم السلطوي في واشنطن وبروكسل..
لهذا يسود انطباع عام حقيقي ان الشعوب التي عبرت بعشرات الملايين عن تضامنها مع شعب غزة في وادي وادارة الارهاب الامريكي من بوش الى وريثه اوباما ووزراء خارجية الاتحاد لالاوروبي والمفوضية الاوروبية في واد آخر بل ان التناقض واضح بين برلمانات عبرت بخفر عن ارادة الشعوب الاوروبية في معاقبة اسرائيل على جرائمها المروعة بحق الانسان في فلسطين المحتلة وجرائم الابادة الجماعية المقترفة يوميا في غزة وتصل ارادة الشعوب الى حصار اسرائيل ومطاردتها كما نتابع ما يحصل لممثلي الكيان النازي الصهيوني في اوروبا من الشعوب الاوروبية ومنظماتها الحية بينها من جهة ومن جهة مقابلة عصابة الاقلية التي يمثلها اوباما وكلينتون وسولانا واولمرت وليفني وال سعود والصباح ونهيان ومكتوم وعصابة مبارك
لم تعد هناك امكانية للتحدث عن غزة دون التعرض لتفاصيل ما يجري في البرازيل كما يقول غوار الطوشة فاذا اردت ان تعرف ما يصاغ في واشنطن عليك ان تعرف ما يحاك لغزة في مؤتمر شرم الشيخ الأخير لتجمع القلة الطفيلية التي تدير التوظيفات المالية وتشفط ما يتم في الاقتصاد الحقيقي وما تسببه من ركود في الاقتصاد الحقيقي بسبب شجعها في المقامرات المالية التي اسستها الادارات الامريكية المتعاقبة لفرض صياغة معادلة البلطجي الامريكي الذي يعيش عالة على الاقتصاد الانتاجي الدولي وعلى ثروات الشعوب
النظام الارهابي المصري وعصابة دايتون الارهابية في رام الله تدرك بحسها الغريزي البدائي اين يقع الدولار لهذا تحالفت مع القلة الطفيلية التي تتحكم بمسار القرار الاقتصادي الدولي للحصول على الفتات ومعها ايضا موظف البنك الدولي سلام فياض حيث ان الاموال الامريكية الاوروبية تخصص لتصفية كل اشكال المقاومة الانتاجية والابداعية والانسانية من خلال دفع مرتبات لبعض الموظفين في غزة مقابل استنكافهم عن العمل لخدمة المواطن الفلسطيني وهذا شكل غريب غير مفهوم الا اذا وضعناه في سياق ما يجري في المنظومة الدولية التي تدار من حفنة من التجمعات الاحتكارية المالية والصناعية والتي تحاول الالتفاف على نظام رأسمالي متآكل وعجوز عن مواكبة التغيرات العميقة في المجتمعات
فنرى اليوم الانهيار المالي وبداية افول الدور الامريكي في اي ازمة حقيقية حيث لانسمع الا جعجعة وكمثال عجزها عن مناصرة فريق المقبور رفيق الحريري وعجزها عن مناصرة وكيلها في جورجيا وحتى عجز الكيان الصهيوني عن انجاز اي نصر والاكتفاء يالتدمير الشامل والارهابي واعتقال رغيف الخبز وسيخ الحديد وكيس الاسمنت الذي عادة يزيد ارادة المقاومة شراسة ويقويها ويفضح الكيان النازي الصهيوني ويضعه في خانة المجرمين الذين ينتظرون اوامر الاعتقال بحقهم
كان ساركوزي قد طالب المقاومة بمواقف محترمة بينما صرح في التصريحات التي صدرت عنه مؤخرا انه يولي اولوية لاطلاق سراح مجرم الحرب الاسير شاليط اي ليس صدفة ان عدم الاحترام للنفس فاضح في هذه الشخصيات التي تمثل التجمعات الاحتكارية فهناك اكثر من عشرة الاف رهينة في سجون الاحتلال النازي الصهيوني بينما لم يعنه الا شاليط فنحن هنا امام حكم الاقلية التي تدرك مأزق وكلائها وتعرف انهم من الهشاشة لكي تفكر بحجم اسر مجرم حرب صهيوني كشاليط على نفسية التجمعات التي تخدمها كالتجمع الارهابي الاسرائيلي في فلسطين المحتلة
ان رأسمالية التجمعات الاحتكارية وعبر حكم الاقلية التي تمثلها في واشنطن وبروكسل وصندق النقد الدولي والبنك الدولي قد حملت مصير الكرة الارضية على كف مأزق وجودي نهائي لمتابعة حجم التدمير الذي ينجم عن سياساتها في اكثر من مجال كحروب السيطرة على الثروات كما تابع العالم في احتلال العراق وافغانستان من اجل نفط الخليج الفارسي ونفط اسيا الوسطى وليس انتهاء بنهب الاموال الخرافية دون اي جهد لمئات ملايين المساهمين وايضا من خلال المحاولات اليائسة لفرض البلطجة على قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية والافغانية والدولية لابقاء العالم في حالة استسلام لنهب موارده
ان تأميم التجمعات الاحتكارية المالية وتوزيع الاراضي على الشعب واحترام ارادة الشعوب وتصفية الاحتلال الصهيوني والامريكي وتصفية كل اشكال الاستعمار الجماعي كما جرى في افغانستان والعراق وتصفية حلف الناتو و التحرر من النمط الاستهلاكي والسياسات الليبرالية الفردية وصيغ تدمير الكرة الارضية بيئيا ان هذه الحزمة مجتمعة تستطيع ان تقدم حلولا للمأزق الوجودي للعالم اليوم
اما ضخ الاموال العامة لهذه التجمعات الاحتكارية لانقاذها ومحاول دعم قوى البلطجة الارهابية ممثلة بالناتو واسرائيل والنقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية ومجلس التعاون والتنمية الاوروبي ومجلس الامن والانظمة الارهابية المصرية والاردنية والسعودية والكويتية والامارتية والقطرية والبحرينية للابقاء على سلطة حكم الاقلية في التجمعات الاحتكارية المالية والصناعية والنقلية والخدماتية ليس الااستقطاعا للوقت لن يؤدي الا للهروب الى الامام من كارثية ادارة الاقلية الاحتكارية بانتزار انفجار اعنف في المنطقة والبورصات ومصير الكرة الارضية ومن عليها من بشر
.......................................................................
احمد صالح سلوم
لياج - بلجيكا

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات