محمد وائل البيطار
الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 07:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعلن في تونس بشكل مفاجئ إلغاء اجتماع القمة العربية ، وهي الفرصة الأخيرة التي كانت متوفرة للأنظمة العربية كي تبقي شيء ولو ضئيل من مصداقيتها وتعطي الإذن ببدء عملية إصلاح شاملة قبل أن تعصف رياح الثورة في المنطقة كلها وتحرق كل شيء وندخل في فوضى عارمة لن ينجو منها أحد وخاصة أصحاب المصالح المعرقلين للإصلاح .
هل تأجلت أو ألغيت القمة العربية بناء على املاءات أمريكية ؟ هل ألغيت لأن الأنظمة العربية ترفض الإصلاح والتغيير؟ هل ألغيت القمة لأن انعقادها كان سيشكل أكبر فضيحة في تاريخ المنطقة ؟ هل بقي ما يمكن أن تتستر به الأنظمة العربية بعد الآن ؟ .
لقد آن الأوان للشعوب العربية أن تأخذ زمام المبادرة ، وتنظم قواها ، وتعقد مؤتمراتها ، وتنتخب قادتها الحقيقيون ، الذين يعرفون كيف يوظفون طاقات الشعوب في الدفاع عن الأوطان وكرامة الأمة ، ويستفيدوا من أجواء الحرية والديمقراطية في تمتين الوحدة الوطنية على نطاق كل قطر عربي وعلى تكاتف الأمة العربية وتضامنها الفعلي كتعبير عن إرادة الشعوب العربية .
لقد باعت الأنظمة العربية كل شيء ( الشعوب والأوطان ) مقابل بقائها في السلطة واستمرار نهبها لشعوبها ، ولكن الشعوب قادرة على الوقوف في وجه الطغيان والانهزامية .
إننا نطالب النظام في بلدنا الحبيب سورية أن يبدأ فورا بعملية إصلاح حقيقية ، ويدعوا إلى مؤتمر وطني واسع تحضره جميع الأطياف السياسية والقومية ، ويوقف العمل بقانون الطوارئ ويلغي الأحكام العرفية والمحاكم الإستثنائية ، ويطلق جميع السجناء السياسيين ويوقف التدهور المعاشي والفقر المستفحل والهدر في الإقتصاد والفساد والإفساد في ادارة الدولة ويعيد النظر في سوء توزيع الثروة الوطنية ويوقف التدهور الأخلاقي والبيئي ويضع سورية على طريق وحدة وطنية حقيقة .
طرطوس في 28/3/2004
محمد وائل البيطار طبيب
خليل صارم مخلص جمركي
#محمد_وائل_البيطار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟