أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نورالدين علاك الاسفي - الأسطورة.. العقل المقصي و النسق المنسي














المزيد.....

الأسطورة.. العقل المقصي و النسق المنسي


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 03:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



انتهى قلم الأستاذ محمد الساسي إلى أن يشملنا في موضوع ينشغل بتساؤل حارق لا قبل لنا لتجاوزه.. عما إذا كنا اليوم كمجتمع مغربي، ورغم وجودنا في القرن الواحد والعشرين، وارتفاع معدلات التمدرس وإيقاعات التحديث التقني، نحمل حاجة إلى إنتاج الأساطير..حيث رأى أسس اندلاقها على ثلاث معتقدات:
-الأساس الأول: الاعتقاد بوجود أشخاص استثنائيين بيننا قادرين على صنع المعجزات، بطرق لا يدركها العقل.
-الأساس الثاني: انتظار حصول المعجزات، باقتناع أنها ستحل أعقد المشاكل فتغير وضعاً وتقوم عوجا و تعالج عطلاً.
-الأساس الثالث: الاستناد في التسليم باستثنائية الأشخاص وتحقق المعجزات إلى مستند ديني وتفسير مغترف من ثقافتنا الإسلامية.
وتساؤل بسيط ينطرح بقليل من إعمال الفكر.. هل هذه الأسس كافية وحدها لتتآلف مجتمعة لتثمر زخما أسطوريا يقلب الطاولة على المتلقي لينتهي به المقام إلى حد معاداة العلم والعقل والمنطق..؟
كثيرة هي الاجتهادات التي قاربت مفهوم الأسطورة ..كيف تصنع..؟ من هم صانعوها.؟ وسائلهم في تكريسها .؟غاياتهم في تفريخها..؟؟
قد نستطيع الوقوف عند كل الدراسات التي عنيت بالعلاقة بين الأسطورة والأبعاد السياسية والاجتماعية قديماً وحديثاً بداية من أرسطو حتى الآن.. بل لا نجد حرجا.. فنقول بداية من الحضارات القديمة إلى الآن، ولكن ما نطمئن إليه هو أن هناك علاقة بين الأسطورة والعلم وبينها وبين السياسة والتاريخ.
ففي كتاب الأسطورة والسياسة لمؤلفيه تركي علي الربيعو و فاضل الربيعي؛ حيث ابرزا استناداً إلى مقولة لشتراوس : لاشيء يشبه الفكر الأسطوري أكثر من الإيديولوجية السياسية.. حيث حلت هذه الأخيرة محل الأولى ضمن مجتمعاتنا المعاصرة.‏ كما أفاد منها سياسيون عديدون قديماً وحديثاً في تلفيق التاريخ والأحداث والوقائع السياسية والتاريخية، وضحية التلفيق هذا في كل حقبة زمنية البسطاء والمهمشون والمسطحون فكرياً.
وهذا الزخم الذي يطلع علينا مالئا الأجواء في مجتمعاتنا سوى جديد الأساطير الحديثة التي ترعاها وسائل الإعلام و تجد في إنتاجها فتمتزج فيها قدرة الفاعل على الخداع مع قدرة النصوص على إغراء المتلقي و خداعه.. مزودة بتقنيات سردية تتضمن كل ما يلزم من التلاعب بالمتلقي وتشكيل وعيه للعالم والأحداث وذلك ما يدلل عليه تصوير العراق- الآن إيران- طوال سنوات عدة وعبر وسائل إعلام أميركية وأوروبية فرضت سيطرتها على الخيال الغربي بصورة مطلقة في هيئة قوة شريرة تستعد لمهاجمة معقل الحضارة الغربية.
لقد صنع الغرب أساطيره عن الشرق وجعلها إيديولوجيا تقوده.. ودفع بها إلى الأمام إلى أن تحولت إلى دم ونار واحتلال. وما زالت ماكينة إسرائيل محصنة في شرانق أسطورية تعلمها في المدارس.. كل من حاول المس بها اتهمته بمعاداة السامية و لنا في كتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية للمفكر الفرنسي روجي غارودي المثال الصارخ.
و مجتمعاتنا العربية أليست هي مثل السواد الأعظم من الشعوب، تخترق كياناتها العديد من أنساق الاعتقاد: فهناك مجموعة متنافرة من الممارسات الطقوسية السابقة على التوحيد، واديان سماوية واحترام للعلم الحديث..التنافر، بل و التناقض حاصل.ومع ذلك فإن هذه المعتقدات المتعدِّدة تحتاج إلى كثير الجهد كي ينفي بعضها بعضا.
إن الأساطير والمعتقدات تُنتعش باستمرار في علاقة نسق بآخر، تتحول و تتآكل، ثم تولد من جديد.. .بحبل سري واصل مع أحوال و مضامين اللاوعي الجمعي التي هي نفسها في كل مكان و عند كل إنسان.
إن نسق الأساطير والمعتقدات قائم على التلفيقية.. احترام المتواجدة منها والتعايش معه قبل التحالف أو التنافس. و ذاك هو منطق سياسة الغايات التي تبررها الوسائل. فالسياسة في نظر ميشيل فوكو عند المبتدأ و الخبر القدرة على تحديد سلوك الآخرين و التحكم به.
و مقام الحال في مجتمعنا آنا لا يستثنينا ..من هذه القرية الصغيرة. فمن سؤال الأساطير المؤسسة إلى شخصنة الأساطير والمؤسسات.. تجدد لعبة الأمم حياكة خيوطها.
----------------
- محمد الساسي: المغاربة اليوم والحاجة إلى الأسطورة. المساء-العدد 752 الجمعة 20 فبراير 2009
- بول باسكون:الأساطير والمعتقدات بالمغرب.
- ميشيل فوكو: المفرد و الجمع. نحو نقد العقل السياسي.
-Foreign Policy. The Israel myth -May-Jun-2008.Gershom Goreberg. Israel.
كارل غوستاف يونغ: النماذج الأصلية و اللاوعي الجمعي.





#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الجماعية بالمغرب في موعدها
- ديمقراطية الوقت بدل الضائع في السياسة المغربية.
- هكذا تكلم عروة الزمان الباهي..
- الديمقراطية .. على الطريقة الإسرائيلية
- ستون سنة..و المواطن فلسطيني
- يَجبُ أَنْ نعْرفَ بشكل أفضل،; وعلى بلادَنا .. أَنْ تَتصرّفَ ...
- صرير الصحافة اليوم .. نفير الإصلاح غدا..
- شذرات
- يا حروف العالم اتحدي
- الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نورالدين علاك الاسفي - الأسطورة.. العقل المقصي و النسق المنسي