عزيز الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 02:32
المحور:
الادب والفن
يحتفظ لاصدقائه بكل قيم المحبة ،طلب منه صديقه العسكري ان يفتح موزع الوقود لسيارته الفيات GL فلم يتواني ارتدى ملابس العمل وأنجزه بدقة. كان دارهم في شارع ذو ممر واحد للسيارات والآخر ممر للمشاة حجمه لايتسع لسيارة لذا دلف بسيارة صديقه للشارع العام الطويل ليفحص تسارعها وموهبيته في جودة التصليح فأطلق العنان لنمر موزع السرعة حتى وصل نهاية الشارع وقرر العودة للفحص بنفس المسار، لم ينتبه لوجود مفرزة (غير طبية) للفاشست تبحث عن اصطياد الهاربين من الخدمة العسكرية او المتسربين من جبهات القتال ليوم او يومين، أوقفته المفرزة لانه لايحمل اوراقا ثبوتية ويداه مغلفة برائحة البنزين وملابسه لاتوحي بمصداقية أي ادعاء وترتدي الكفان قفازات من بقع البنزين الأبيض انزلوه ولم يستجيبوا لعرضه بأن يعود مع احدهم لداره ليريه سلامة موقفه فهذا ضرب من الخيال فهو الآن غنيمة ستنال عليها المفرزة تكريما وتعميما وشهرة بين الوسط الفاشستي... ركب معه احد الرفاق للفرقة الحزبية القريبة معه سلاحه على الفخذين استغرب وضعية السلاح غير المشهور دردم وتململ وتمتم بكلمات غضب خافتةمن غير شواظ للاتقاد لم يقو على إطلاقها من مكبوتاته ومكنوناته فسيرى الويل من الانضباط العسكري والمبيت ومفاتحة التجنيد كل هذا وعائلته مع قربه الجغرافي لاتعلم عنه سوى انه في باب الدار!
التفت الى الرفيق المجاور معاتبا بنظرة منكسرة تعرف مسار انقيادها للأذى.. وصلوا الفرقة ترجلّ الرفيق دون ان يطلب منه النزول! قال له اذهب من هنا صدقت قولك ولكن اترك السيارة أمام فتحة شارعكم الضيقة وترجل واذهب للدار واجلب مستمسكاتك لان هناك مفرزة أخرى ستستوقفك! لم يصدق صحوة الضمير في فاشستي...انطلق من مقام السجن المفترض وصل فتحة شارعهم المغلقة ،ترجل مندسا في الزقاق الضيق وأنسل للدار جلب أوراقه وقاد السيارة واثق الخطوة لايمشي ملكا.. كانت هناك مفرزة اخرى تبحث عن جرحى الهروب العسكري لتعالجهم بالزج في غياهب السجن لوّح بأوراقه لهم مع بوق المنبه المهذب للسيارة.. فلم يستوقفوه وعاد لمسار الدار من بابه الاوسع غير مصدق لطوق النجاة! فقد كاد موزع الوقود ان يوزع جسده بين سجون الفاشست لولا نسمة يتيمة هربت من قيظ رفيق!
عزيز الحافظ
#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟