أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل فائق صبري - المسرح اشعاع لجميع الحضارات.........دراسة نقدية















المزيد.....

المسرح اشعاع لجميع الحضارات.........دراسة نقدية


فيصل فائق صبري

الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 06:17
المحور: الادب والفن
    



يعتبر المسرح من الامور الثقافية الهامة و الحيوية في الممارسة الاجتماعية ورسم هوية البلد ضمن دراسة سوسيولوجية تؤكد على مدى حيوية المسرح عبر قراءات ادبية فنية جمالية تتعلق بالذائقة الشعبية و الارث الحضاري للبلد المعني,ولكن هذا لا يعني بأن المسرح هو فقط ملك الزمان و المكان الجغرافي الذي ولد فيه,لان المسرح كالطير له جنحان يطير فوق كل بقعة من الارض دون قيد او شرط , فكل زمان هو زمانه و كل مكان هو مكانه, فالمسرح اكبر بكثير من يكون له هوية او وثيقة سفر تمكننا التعرف عليه او عدم السماح له بالمغادرة,وذلك لان المسرح له وظيفة انسانية اجتماعية ترتبط باللحمة الحية لمجموعة تجارب جمعية تنير لنا المستقبل والالتقاء بالطرف الثاني من العالم.
لقد انتقل المسرح وعبر العصور ضمن مراحل عديدة وتجارب و ورشات عمل متنوعة وغنية عبر مبدعين حقيقيين, و وصل الى يومنا هذا بالشكل الذي تعرفنا عليه,وحمل معه جميع معاني الفن الانساني بصوره و تعابيره المتنوعة,بحيث قدم للبشرية و العالم خدمة انسانية نبيلة و فريدة من نوعها,من خلال الابداع الفني المتمركز عبر العاملين في المجال المسرحي,حيث ذكر جان دوفينيو في كتابه سوسيولوجية المسرح بأن(القيمة الخيرة للمسرح الذي يحررنا من الشر , عندما يقدم لنا صورته).
المسرح يقوم على الدهشة و التبادل الفكري و الحضاري,وقد تتولد آراء وأفكار مختلفة حول هوية المسرح للبلد المعني والخاص بثقافته و ارثه الحضاري ,وهناك من يعارض خروج المسرح من البلد عبر اشخاص لا ينتمون اليه ويعتبرون ذلك تشويها للذائقة الشعبية,حيث يقول روستم بهروشا في كتابه المسرح و العالم(قد أيقظ البريطانيون فنيا الوعي تجاه المفهوم الاقتصادي في الهند على نطاق دولي.انهم اخذوا منا المواد الخام و قاموا بتصديرها لمصانعهم في مانشستر و لانكاشير حيث حولت الى سلع ثم بيعت لنا بعد ذلك في الهند بالوسائل القهرية.وهكذا يتعامل بروكBrook في شئ آخر فلم يكتف بسلب بضائعنا و أنسجتنا و القيام بتحويلها الى حلل و اثاث و لكنه استولى على احد نصوصنا الهامة المقدسة ثم قام بتجريدها من تاريخها حتى يمكنه بيعها لجمهوره في الغرب),حيث اعتبر بهروشا بأن بيتربروك هو محتل و غازي و اعتبر غروتوفسكي بعباراته وغموضه حيث قال له(ربما انني لم اندلف كلية الى طريقة تفكيرك و انطباعك عن العلم,لكنني قد تجاوبت معك و انت تتحسس خطواتك في الظلام و انت على وشك بداية التحول في حياتك,و بمنتهى الحكمة ابيت تحديد كنهك و هويتك في عملية البحث فظل مستقبلك مبهما و غامضا),ولكن نسى بهروشا شيئا مهما ألا وهو ان المسرح الاسيوي بشكل عام كان منعزلا عن باقي المسارح في العالم,ولاشك ان الاستعمار يخلق عديدا من التوترات الاقتصادية و السياسة و الثقافية.....الخ,لكن المسرح يظل لسان حال البلد لا يحتل و لا يشوه مهما حصل و قابل للتنقل والابداع , يقول فوبيون باورز في كتابه المسرح في الشرق(كانت الضربة الاخيرة التي اصابت تدفق الثقافة الهندية الى الخارج,وهي ضربة اقل من غيرها جلاء,ولو انها مع ذلك ضربة حقيقية ,هي وصول البريطانيين في الهند منذ حوالي مائة و خمسين عاما,كقوة استعمارية.وحوَّل الهنود المتعلمون اهتمامهم, الواحد بعد الاخر,صوب اوروبا,اذ كانوا يطمحون على الاخص في النهوض في هذا العالم الجديد,ومجابهة حكامهم الاجانب),اذن الهنود حاولوا الوصول الى البلدان الاوروبية ونشر ثقافتهم هناك,ولكن لم يكن لهؤلاء القدرة الكافية في تحويل و فهم الرسالة الى الغرب و باقي دول العالم,لذا قام مجموعة من المبدعين من امثال آرتو و غروتوفسكي و بروك و باربا واخرين على ايصالنا بمعالم و تراث المسرح الاسيوي منها الياباني و الصيني و الهندي والجزر المحيطة بها و الدخول الى غور وثنايا هذه المسارح,و تعرفنا على تقاليد و عادات و فلكلور هذه المسارح المتكونة من رقصات الكتاكالي و الكوتي ياتام وقصة الماهبهارتا و الرامايانا و مسرح النو و كذلك اوبرا بكين وما تحتويها هذه المجموعة من فنون الرقص و الدراما ومسابقات القتال.....الخ.
لابد لنا ان نحدد موقفنا من الذين يحددون المجال المسرحي و ابداعاته ضمن دائرة مغلقة ومقيدة بقوانين البلد الذي نشأة فيه .المسرح هو ملك الجميع لا تحدده اطر و قوانين حتى لو كان المنبع الاصلي في الطرف الاخر من العالم,حيث نتلمس في المسرح القيم الجمالية و الذائقة الفنية و التطور المدني و التحول نحو الديمقراطية ومن ثم التوجه نحو حرية الانسان و بالتالي تؤدي الى حرية الرأي و الفكر ليشكل كتلة من العلم والاخلاق و الابداع, ويذكر في كتاب علم الاخلاق الماركسي من تأليف مجموعة من اساتذة الاتحاد السوفيتي السابق بأن(الجانب الفني يكون متضمنا في العلم و الاخلاق على حد سواء,والفن نفسه لا يكون مفهوما بدون الانعكاس النموذجي للقيم الاخلاقية. وعلى هذا الشكل فأن لكل أسلوب من أساليب استيعاب الانسان للعلم ليس فقط خاصيته,استقلاليته ولكنه لا ينفصل عن الاساليب جميعها,في تنوعها الذي يكمل الواحد منها الآخر,تحمل مهمة واحدة توحدها وهي خدمة تطور المجتمع البشري),والفن المسرحي هدفه خدمة البشرية اينما كان وبشتى الطرق و الوسائل.
عربيا يمكن ان نتلمس تنقل المسرح و التبادل الثقافي و المعرفي عبر مجموعة من الكتاب ابرزهم مارون النقاش الذي أمضى سنوات عديدة في ايطاليا وفرنسا,حيث قام باقتباس نص مسرحية البخيل لمولير ووظفها في المسرح العربي ومن ثم قام توفيق الحكيم و علي عقلة عرسان وآخرون بنفس المحاولة ولكن بنصوص اخرى و توظيفات مختلفة يلائم جو الجمهور العربي.
وفي هذا المجال نؤشر الى المسرح العراقي الذي كان و ما يزال مسرحا ينبض بالحياة من خلال ما قدمه المبدعون من أمثال ابراهيم جلال,قاسم محمد,سامي عبد الحميد,عادل كاظم,وعوني كرومي....وآخرون من مبدعي المسرح العراقي,حيث من خلالهم تعرف العالم العربي و الغربي على مجموعة من العادات و التقاليد و الفلكلور و الثقافة العراقية عبر مشاركاتهم في المهرجانات العربية و العالمية.
لقد كتب الفنان المبدع دكتور عوني كرومي في كتابه روبرتو تشوللي و فرقة مسرح الرور قائلا(قبل كل شئ,يجب التأكيد على ان مسرح الرور هو مسرح الثقافات المتعددة و المختلفة و المتنوعة,مسرح موجه الى فئات أجتماعية غير محصورة,وان كان الشباب يشكل عنصرها الاساس و يطرح الاسئلة و المواضيع الملحة,ويقدم وجهة نظر معاصرة حول ظواهر الحياة,بعمل من اجل التضامن الانساني مع اكثر المسائل الحاحا ليس في اوروبا فقط و انما في العالم اجمع),اذن فالمسرح هو فن شامل يمكن مزج جميع الحضارات و وضعها على شكل هوية عامة من دون نكران البلد الاصلي .
لا ريب ان المسرح يحدد هوية البلد,ولكن في نهاية المطاف هو العالم الذي يجمع فيه جميع الهويات و الجنسيات المختلفة,كما تتبين في تجربة بيتر بروك عندما شكل فرقته المسرحية المتكونة من جنسيات متنوعة و منتمين الى ثقافات مختلفة و تنقل بهم من بلد الى آخر كي يقدم فيها عروض مسرحية متنوعة,ولاشك تعد هذه التجربة دليلا ماديا ملموسا على ان المسرح هو مصدر ثقافي موحد ولكل بلد خاصيته الملموسة ضمن عالم معرفي وجمالي الذي لا يمكن ان نضعه في موازين سياسية متطرفة تحت ما يسميه الاخر الغزو الثقافي,لربما لا يمكن لتعليم ثقافة الآخر أن تأتي إلا عبر الآخر و عبر باحثين و مبدعين في المجال الفني و المسرحي و الثقافي.
ولا ننسى ان الرسالة السماوية و الاديان تنقلت بين البشر من خلال البشر,و الهدف منها توحيد المجتمع,و المسرح مع بقية الفنون لا يختلف عن انه رسالة مقدسة يهدف الى تطوير الثقافة و التقدم نحو الازدهار وخاصة عبر غناه بالمعلومات التاريخية و التجارب العملية الحقيقية التي تنبض بالحياة وتشع عبرها مختلف الحضارات.



#فيصل_فائق_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المسرح العالمي


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل فائق صبري - المسرح اشعاع لجميع الحضارات.........دراسة نقدية