عبدالحسين الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 06:16
المحور:
الادب والفن
أنا اليوم حزين
منكسر من هول الصدمة
أُ رجعت لي قبضة الحناء
وجميع أحلامي التي تشبه ليل البنفسج
لم أرش بماء الورد
أو أتذوق شاخة نبات
أعيدت لى جميع أشعاري مهشمة مثل المرآة
صوت ينبئني بجرح جديد
الموت آت أيها الحالم بغد سعيد
كل مرة تنجو بإعجوبة
ترمم نفسك
تتخلص من حتفك
اليوم حق عليك الموت حبا
ليس أمامك متسع من الوقت
أختر طريقة تناسبك لموتك الأخير
هذا هو خيارك المتاح
أوصي وصيتك الأخيرة
قل ما شئت وأرحل
.............................
أنى لي أن أحضر الشهود
أنفاسها ودفء جسدها
وكل ما لدي قلب لا يختزن سوى الحزن
كانت تقول ها هنا سرك
ما كنت أخشى الرحيل
قالت سأضمد جرحك
سأجلي همك وحزنك
كانت تفرش كتفيها وتقول ها هي وسادتك
دعني أمسد شعرك الفضي
وأعبث بشفتيك
نركض وسط الغابة مثل الأيائل
قالت أنا أنت وأنت أنا
ظلي ظلك وظلك ظلي
...............................
تعال يافارسي
مدني مشرعة الأبواب
تنتظرك الشبابيك
وفنجان القهوة
وصدري المحموم بنار الشبق
تعال أني هنا مذ زمن بعيد
أنتظرك وأنت تباهي مدن الأندلس
خضرة عيوني ملك يمينك كما أنا
شفتاي مباحة أمام شفتيك
سألبي رغبتك
وأرقص لك بثوبي الشفيف
أضع أحمر الشفاه الذي تشتهيه
سأتخضب بالحناء
وأرش سريري بعطر الياسمين
أعمل من زهرة السوسن طوقا
يزينك قبل أن أزفك الى فراشي
مبخرتي تتدلى
شموعي يتمايل وهجها طربا
وحبات اللوز أخفيتها تحت وسادتك
تعال موسم الزرع آت
تالله بقبضة الحناء راضية
برشفة من شهد شفتيك راضية
بغفوة على صدرك
بشهقة منك
راضية أن عبثت بي
أن تتركني كقميص يحتاج الى كي
بأي شيء
المهم عندي أن تزرع قصيدتك في أحشائي
أن تأخذني الى ينبوعك المقدس
أن تحيل صحراء عمري الى بستان
أن تحلق بي
وتجعلني في قبضة يمينك
أشتهيك كما تشتهي الأرض المطر
تعال سأشعل أوارها
وأطفئها أن أشتهيت
أنت درويش لا يملك سوى القرطاس
تكتب لي قصائدي التي أحبها
سأجعلها جزء من مهري
سأتسلى بها وقت فراغي
.......................................
عند سفري
سأقول حينها كم مجنون هذا الشاعر
صدق خضرة العيون
ودفء الصدر
وجمرة الشفاه
أنا أمرأة ليس كل النساء
ليس لها قرار
أنا قادمة من عمق التاريخ
من عالم الأنوار
لا يملكني غير فارس ولد قبل ألفين عام
يحمل بيمينه قنديل
وفي الأخرى مرشته
يعمدني في النبع المقدس
لأصلي في محراب عينيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نوع من الحلوى بيضاء وذهبية شفيفة سميت تيمناً بأسم معشوقة وحبيبة الشاعر الفارسي حافظ وتوضع ضمن مواد المهر المقدم للعروسة
#عبدالحسين_الساعدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟