أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجليل النعيمي - خاتم خاتمي وعجائب الانتخابات الإيرانية















المزيد.....


خاتم خاتمي وعجائب الانتخابات الإيرانية


عبدالجليل النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدثنا الأسبوع الماضي عن التطور الحلزوني للنظام الذي ولدته الثورة الإيرانية. وعلى مدى الثلاثين عاما الماضية استمر هذا النظام في التطور الذي لايزال في حدود توسيع أو تضييق الأطر التي تسمح بها الحدود المرسومة من قبل مرشد الثورة. وفي عهد الرئيس أحمدي نجاد تميزت حلقة التطور بسعي النخبة، بهدف الاستمرار بالإمساك بالأمور لصالحها، لعدم السماح بمضي الاتجاه القيمي للتطور بخط مستقيم، متصل وصعودي في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بينما ارتقت البلاد إلى مستويات عالية من التطور التكنولوجي الذي وجد تعبيره في البرنامج النووي الإيراني وبناء القدرات العسكرية الذاتية الكبيرة وفي إطلاق أول قمر صناعي حول الأرض احتفالا بثلاثينية الثورة. وفي هذا كمن التناقض الداخلي لتطور الثورة الإسلامية في هذه المرحلة.
الآن تقف إيران على أعتاب انتخابات رئاسية جديدة ستجري في 12 يونيو/ حزيران المقبل. فإما أن تعمق نتيجتها هذا التناقض وإما أن تسمح بوصل بين ما تحقق على المستوى التقني العلمي وما يجب أن يتحقق على أساسه من تحولات في المجتمع. ذلك سيعتمد على من سيفوز.
انشغال الإيرانيين بموسم عاشوراء والتظاهرات ضد العدوان الإسرائيلي على غزة ومساعي تشكيل جبهة إسلامية ضد إسرائيل جميعها صرفت، إلى حد ملحوظ، أنظار الرأي العام والإعلام عن القضايا السياسية الداخلية المرتبطة بالانتخابات الرئاسية. أما من وراء الكواليس، في اللقاءات الشخصية والمناسبات العائلية وحفلات الزواج وبعدها في مجالس العزاء الحسينية كانت المشاورات وجهود التنسيق حول المرشحين للانتخابات الرئاسية تجري بنشاط.
بقي القليل قبل البدء الرسمي لتسجيل مرشحي الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك فقد تأخر جناحا المحافظين والإصلاحيين في تقديم مرشح موحد لكل منهما للانتخابات. وهذا يدل على وجود تعقيدات كثيرة في داخل كل طرف. العمليات الجارية في أوساط المحافظين في الأسابيع الأخيرة تبين التفاف كثير من القوى الرئيسية حول شخص أحمدي نجاد. بينما قبل شهر واحد فقط كان نجاد لا يجد تأييدا سوى في أوساط مؤسسة ريحيه خوش خدمت ، أما باقي الاتجاهات - المحافظون البراغماتيون وحتى التقليديون فكانوا يهاجمونه بشدة ويحاولون إيجاد مرشحين بدائل عنه، حيث جرت تسمية 10 - 21 من السياسيين المعروفين ضمن تحالفات محافظة مختلفة كالمكتب المؤتلف (م. رضائي) وحكومة الوحدة الوطنية (ناتج نوري، رفسنجاني، روحاني) وغيرهما. ولحسم الأمور في داخل معسكر المحافظين لصالح أحمدي نجاد أعرب مرشد الثورة خامنئي بشكل غير مباشر عن دعمه له في كلمة ألقاها في جامعة العلوم والصناعة. وفي الوقت ذاته رمى ببعض التلميحات لغير صالح خاتمي قبل أن يلتقيا فيما بعد. وكذلك فعل قادة الحرس الثوري والباسيج. غير أن ذلك لم يمنع عددا من كبار رجال الدين في قم من أن يعربوا بشكل مكشوف عن موقفهم السلبي تجاه نجاد ومناصريه.
ورغم بعض التوقعات بأنه لو أجريت الانتخابات هذه الأيام لفاز نجاد بلا منازع، إلا أن مؤشرات تطورات الأوضاع تشير إلى تدني سمعته السياسية بسبب الأزمة الضاربة. مدير معهد التكنولوجيات السياسية في موسكو أ. ماكاركين يرى أن الأزمة المالية العالمية قد أصابت الاقتصاد الإيراني بأكثر مما أصابت روسيا، حيث إن إيران تعتمد بشدة على عائدات النفط التي انخفضت أسعارها دراميا خلال نصف العام الأخير. كما أن السياسة غير الرشيدة التي اتبعتها حكومة نجاد في مجال الاقتصاد الجزئي أدت إلى ارتفاع البطالة والتضخم إلى مستويات جدية. وللتغطية لم يكن لدى نجاد سوى تأجيج الخطاب السياسي داخليا وخارجيا. وقد جاء التفاف كثير من المحافظين حوله بداعي قلقهم وتحشدهم لمواجهة احتمال ترشح خاتمي. أما تأخر خاتمي عن ترشيح نفسه فيعود إلى التأجيلات المتكررة للقاء الذي كان ينتظره مع المرشد الأعلى الذي تم في 16 يناير/ كانون الثاني فقط. ورغم كل التعتيم الإعلامي حول ذلك اللقاء، إلا أن صحيفة كيهان وحدها نشرت في 18 يناير/ كانون الثاني خبرا بأن القائد أكد موقفه الحيادي في مسألة الانتخابات الرئاسية.
وبمجرد أن أعلن خاتمي نيته ترشيح نفسه حتى اتضح أن دائرة مؤيديه ستكون ليس من غالبية الإصلاحيين فقط، وإنما المجاميع المستقلة المعتدلة أيضا. وقد يجد دعما بين المحافظين البراغماتيين. وكان مرشحان من معسكر الأصوليين (م.ب. غاليباف وم. بورمحمدي) قد أرسلا إشارات عن استعدادهما لعدم الترشح دعما لخاتمي. وبدأت تتسرب الأخبار عن دعم لخاتمي من بعض أنصار رفسنجاني الذين ظهرت خلافاتهم مع نجاد للعلن.
التأخير المستمر في إعلان خاتمي نيته الترشح والدعاية النشطة الموجهة من قبل الرئيس الحالي للنيل من سمعة حركته الثاني من خورداد كل ذلك ساهم في خلخلة الاستقرار في صفوف الإصلاحيين وقلص من عدد أنصارهم. لكن ما أن قطع خاتمي الشك باليقين وأعلن بالفعل رغبته في الترشح بعد لقائه بخامنئي حتى شرعت إدارة عملياته في إعداد برنامج التحولات الاقتصادية في البلاد. وبدأ خاتمي يخطف الأضواء.
السيد محمد خاتمي كان رئيس إيران لدورتين. وبسبب الإصلاحات التي أجراها أو وعد بها في ذلك الوقت أطلق عليه غورباتشوف إيران . وفي آخر فترة حكمه أصبح هدفا لسهام النقد من على يساره ويمينه. بعض أنصاره رأوا فيه متهاونا وغير ثابت على طريق الإصلاحات السياسية. أما خصومه من المحافظين، فعلى العكس، اتهموه بالتواطؤ، وحتى العمالة، مع الغرب. التناقضات بين ما أعلنه وحققه خاتمي أفضت إلى نتيجة لم تكن متوقعة بفوز رئيس بلدية طهران حينها أحمدي نجاد، الذي أتى على ما استطاع خاتمي إنجازه. وولدت إحباطا وعزوفا لدى أوساط واسعة من الليبراليين الذين عزفوا عن الاشتراك في العمليات السياسية في طهران خصوصا. وبسبب ذلك حصد المحافظون كل مقاعد البرلمان الثلاثين عن العاصمة طهران، في حين فاز بعضهم بـ 12% من أصوات الناخبين فقط. فهل ستفضي تناقضات فترة نجاد إلى فوز خاتمي ويتحقق الصعود إلى حلقة أخرى من التطور هذه المرة؟ إلى جانب من سيرمي مرشد الثورة بثقله في نهاية المطاف؟ عندها ستقول الديمقراطية الموجهة كلمتها الفصل. وقد يكشف خاتم خاتمي عن عجائب صندوق الانتخابات الرئاسية في إيران.





#عبدالجليل_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الإيرانية بعد ثلاثين عاماً وقبل الانتخابات المقبلة
- من الرأسمالية إلى رأسمالية الدولة.. وماذا بعد؟
- سيناريو أوسيتيا الجنوبية وتغيرات دولية ودولتية
- ثمن ضعف الإمبراطوريات
- أحمد الذوادي .. حقك باق
- إرهاصات التغيير في انتخابات الكويت 2008
- في عامها السادس.. انعكاسات حرب العراق أميركياً
- حليب 2008
- يسار العالم وتحديات القرن
- كي لا يضيع شريعتمداري بوصلتنا
- إيران.. من يمين إلى وسط المحافظين
- 11 سبتمبر.. كل عام وأنتم بخطر


المزيد.....




- المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
- الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ- ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
- مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان ...
- ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
- روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد ...
- واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا ...
- المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم ...
- الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات ...
- روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجليل النعيمي - خاتم خاتمي وعجائب الانتخابات الإيرانية