فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة(الحلقة الثانية)

سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( الصراع على الثروات وتحديد ملامح النظام العالمي الجديد)
عموما لنعود إلى ما بعد الثورة الصناعية وما حققته من فائض لا ينكر في الإنتاج لكن كانت هناك سلبيات كثيرة أدت بالمجتمع والواقع السياسي والاقتصادي إلى معاناة و مشاكل لا حصر لها بل إن حلول تلك المشاكل . لقد قام الأوربيين وخصوصا البرتغال والأسبان خلال القرنين 15 و16بمجموعة من الرحلات البحرية عرفت بالاستكشافات الجغرافية بدأ البرتغاليون الاستكشافات باحتلال مدينة سبته سنة 1415م، ثم استمروا إلى أن وصلوا لأقصى جنوب
إفريقيا ( رأس الرجاء الصالح )، ثم للهند سنة 1498 على يد فاسكودي كَاما.
ركز الأسبان رحلاتهم غربا بالطواف حول الكرة الأرضية للوصول للشرق، حيث اكتشف كريستوف كولومبس
سنة 1492م جزر أمريكا الوسطى معتقدا أنها الهند، ثم جاء أمريكيو فسبوتشي ليؤكد اكتشاف القارة الأمريكية
ليتمم بعده ماجلان الطواف حول الأرض بوصوله للهند.
كانت هذه المعلومات التي حصل عليها الأوربيين مدعاة لئن تدفع بنظرهم للبحث عن الحلول خارج حدود قاراتهم خصوصا وان بوادر الحرب الأهلية أخذت تعصف في كثير من البلدان وبدأت رحلة جديدة للبحث عن مصادر الثروة المواد الأولية وأسواق لتصريف منتجاتهم والتخلص من البطالة والتوسع على حساب الشعوب الفقيرة الأخرى إضافة إلى العامل الديني حيث كانت رغبة رجال الكنيسة الاوربيه يرغبون بنشر الديانة المسيحية في مناطق الشرق .
كانت اسبانيا والبرتغال سباقتان في عمليات الاستعمار إلا إن حضوضهما لم تكن مثل بريطانيا العظمى التي أصبحت لا تغيب عن ممتلكاتها الشمس خصوصا وإنها احتلت وستعمره الهند درة الشرق واغني بلادها حيث التوابل والحرير. وبعدها بداءت المنافسة الحقيقية بين البلدان الاوربيه فدخلت فرنسا لاحتلال مصر عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت نكاية ببريطانيا وكذلك لتقطع الإمدادات الوجستية بين بريطانيا والهند وكذلك احتلت المغرب والجزائر ودخلت ايطاليا لتحتل ليبيا إما هولندا فلم تعمر طويلا في الخليج العربي وسرعان ما حلت محلها بريطانيا في حين سيطرة الدولة العثمانية على العراق قبل إن يسقط هوا الأخر في قبضة بريطانيا 1914-1917م بعد دخول الدولة العثمانية الحرب إلى جانب ألمانيا .
واندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914م نتيجة للتنافس بين الدول الأوربية الاستعمارية على الأراضي الغنية بالموارد و ايظا للحصول لمجد جديد للدول الأوربية التي قامت على أساس قومي كانت في خلال هذه الفترة الولايات المتحدة بعيدة عن مسرح الإحداث بعد انتهائها من الحرب الأهلية التي عصفت بها بسبب إعلان الولايات الجنوبية الإحدى عشرة المتمسكة بنظام العبودية عن الولايات المتحدة واستمرت الحرب الأهلية الأمريكية منذ عام 1861-1865م . وتفرغت بعدها الولايات المتحدة لبناء قدراتها الاقتصادية والعسكرية ولم ترغب الولايات المتحدة في دخول اي حرب او معترك مع إي دولة كانت وتخذ المحافظون الأمريكان سياسة انعزالية إزاء الإحداث في أوربا .
ومن الأسباب المباشرة للحرب قام أدولف هتلر باستعادة رينانيا ودخول الألمان إلى إقليم الغربية بعد إن قامت فرنسا بتحالف عسكري مع الاتحاد السوفيتي عام 1936م . في حين كانت رغبة هتلر احتلال المزيد من الراضي أوربا الشرقية كما قام باجتياح بولونيا عام 1939 فأعلنت حينها فرنسا وانكلترا والاتحاد السوفيتي الحرب على الألمان . كما قامت القوات اليابانية بقصف القاعدة الأمريكية في المحيط الهادي 1941فاعلنت الولايات المتحدة الحرب على دول المحور خصوصا بعد إن أجبرتها اليابانيون دخول الحرب بما يعرف" بأزمة بيرل هاربر"1941م كان الوفد الياباني ذاهبا للتفاوض مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وفي نفس الوقت الذي كانت أساطيل (ياماموتو) تطلق طوربيداتها على الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي وتغرق أكثر من نصفه في ميناء (بيرل هاربر) بجزر هاواي ..انتهت الحرب بإلقاء قنبلتان نوويتان على مدينتي هوراشيما وناكازاكي اليابانيتين عام 1945م .

يتبع الحلقة الثالثة ..

-----------------------------------------------------------------------------
بعض المصادر المعتمدة :
• كتاب (الحرب والتغيير في السياسة العالمية) روبرت جيلين . مطابع دار الشؤون والثقافة العامة . بغداد 1990م .
• كتاب ( حرب الخليج أوهام القوة والنصر) محمد حسنين هيكل . مؤسسة الأهرام للترجمة والنشر. الطبعة الأولى . 1992م .
• كتاب ( القضية الفلسطينية في كلام الإمام الخميني) سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية- دمشق .2000م .
ملاحظة : ذات المصادر اعتمدت في الحلقة الأولى .

#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات