أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم - قصة قصيرة ...النقطة الرابعة














المزيد.....

قصة قصيرة ...النقطة الرابعة


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


المدى يوحي بترقب اصوت اطلاقات قادمة لم تكن ذات معنى في إدراك المجموعة المتسربلة بلباس محاربين . ظل "باسل " ينصت الى جهاز الارسال في الطنين المزعج في ساعات الليل يبدو انه اعتاد الى ذلك كثيرا بينما تصفح احمد اخر اعداد الجريدة (مازالت هناك اشياء كثيرة في هذا العالم يجب ازالتها بالحديد والنار) قراها بصوت هادئ ومن وسط جو السكون انتفض (جاسم) من سباته (انه يومي الاخير) وركل السلاح برجله اراد القائه في الماء الممتد الى ما لا نهاية دار وجلس منزعجا اراد ان يحرك ما حوله لكنهم كانوا صامتين (متى ياتي زورق الارزاق ..... ساكون اول المغادرين هذا القصب الساكن في هذه الاهوار البعيدة) .
(الى اين) وتنبه الى صوت (ساكار) المستلقية على خوذتها والى يمينها ركنت بندقية( دراغونوف) ذات المنظار الليلي وتاهت عليه الاجابة ... ماذا يقول . جلس وفكر نعم .. هل بقي هناك مكان يضحك فيه شباب مع فتيات . صالات العاب بليارد . منتديات شعر حر ام دمر البرابرة كل شيء . ظل يفكر لابد ان عصاباتهم داهمت بيته المليئ بالازهار الملونة واحرقت مكتبته الثمينة ورموا صحن استلام القنوات الفضائية نحو الشارع .
ومسك جهاز الراديو الصغير .. اللعنة لا اشارة ارسال غير التشويش والنواح .
(ومن بقي في الاذاعة هرب المغنون والملحنون مع الاتهم حتى اولئك الذين لا يبصرون طردوهم بلا ضمان) ضحك باسل .
(ماذا يا طفلنا المدلل اتريد شكولاته بالنستله .. ساصنعها لك) تكلمت ..ساكار... وضحك الجميع . ..جلس متهالكا واستشعر صغره امام المجموعة في هذه النقطة النائية . وتمتم في دواخله . . اه أي مكان هذا الذي لا يقاس فيه الزمن بالثواني والساعات بل باصوات الرصاص وتتحول فيه ارقام الوقت الى وجوه اشباح ميتة . ونظر الى السماء .. كم الساعة الان .. وادرك انه لا معنى لسؤاله ماذا سيقولون له .. الواحدة .. وانتابته انةّ ...اة الواحدة ... كانت تعني له شيئا اكثر من نفس حياة صاعد حين يتداخل في اذناه صوت (كوكب شرقه) ونظر الى هيئته الرثة كانه احد جنود افلام احراش الاكشن وردد في نفسه .. لا لا فانا الان احدهم .
وعاد ببصره الى ساكار المتاملة .. أي طفل انا نيف على الثلاثين . مهندسة فاتنة تعلم محارب ملئت جسده شظايا القنابل فن الحرب . أي زمن هذا الذي انصهر في سطره جمال الانوثة مع عضلات محاربين في ساحات وغى .. وهزه احمد .. اين ذهبت .. انا لا . وربت باسل على كتفه كانه عراف يقرا افكاره .. لا تقلق ستعود كوكب شرقك . وقطعت ساكار ورقة قصب ووضعتها في احدى فوهات البنادق .. هذه زهرية .. سنقيم حفلة واشارات بيدها بسرعة . انبطحوا . واطلق احمد دفقة من رشاشه ودوى في الجو صوت انفجارات وتشابك جسد ساكار مع احدهم ضربته بالاخمص مرة واردفت اخرى خر ساقطا وعم سكزن اخر النقطة البعيدة .
ربما كشفونا .. اجاب باسل كونوا متاهبين .. وردد الراكال اشاراته البعيدة .. النقطة الرابعة . النقطة الرابعة اجب . من 27 .. تشكيل راس التنين المتقدم . وحلل باسل الموز بسرعة .. (ر . أ ) انه الرفيق القائد واضاف بسرعة . تجهزوا . لقد تجمع الرفاق في نقاط الاقتحام . ومسك جاسم جهاز الراديو الصغير ربما سيردد جملة طال سماعها في شواطئ الامل (ما احلى يوم الاستقلال والحرية) .
ضحك احمد كثيرا وهو يستمع الى قصة جاسم الخيالية ومسك جبينه . ربما انت محموم . انا وباسل وضحك اكثر وساكار محاربون واين في الاهوار . ورزم اخر اعداد الجريدة . هذه لكم . ومسك جاسم من كتفه وهو يغادر دكانه ويتلاشى وسط حشود الشارع الاسن بالمجاري وعربات الحمير المتداخلة مع اصوات النواح والبكاء الحزين المنبعثة من مكبرات الصوت . وعاد احمد الى تفكيره .. ربما لم تكن قصة خيال بعيد وفتح درج مكتبه ونظر الى سلاحه الشخصي وتداخل في مسامعه اصوات النواح مع ضجة الشارع وهو يعيد فصول قصة حلم عجيب وتمتم في نفسه (واين هو الاستقلال والحرية)



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة :: الرجل الذي هو انا
- الرامبو....... العراقي الوسيم
- ديمقراطية ..الشيخ الجامع..والملى .المبارك
- لصوصنا قبيل الرحيل
- ..الاولي ...... والثانوي... في الاتفاقية الامنية


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم - قصة قصيرة ...النقطة الرابعة