محمد سمير
الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 03:47
المحور:
الادب والفن
أيتها الريح ُ الغربية
أيتُها الريح ُ الغربية
هُبّي صوب َ الشط ِّ الشرقي ِّ
خُذي روحي
مع أوراق ِ الورد ِ الجوري ِّ
مخضَّبة ً بندى
يتدفّق ُ من مِرجَل ِ عيني َّ
ضَعيها فوق الطاولة ِ اللاتي
كانت تفصلنا
حيث ُ تعوّدنا أن نجلس َ كل َّ مساءْ
ونثرثر َ في كل ِّ الأشياء ْ
.....
يا أيّتُها الريح ُ الغربية
قولي للراحلة ِ اللاتي
تختبىء ُ ببستان ِ النخلات ْ :
النهر ُ وشى لي
أخبرني عن مخبئها
وحروفي صارت تتجافى
عن مضجعِها
في ليل ٍ يأبى أن يندحِر َ
كأنَّ الفجر َ استوقفه ُ
كي يسألَه ُ
عن حب ٍّ حاول َ أن ينتحر َ
فذاق َ العاشق ُ والمعشوقة ُ أصناف َ الويلات ْ
......
يا أيّتُها الريح ُ الغربية
كوني عَبَقا ً وعبيراً
وخُذي منّي أعذب َ قُبُلات ْ
لتُدَغدِغ َ مرمر َ خدّيها
وإذا كانت نائمة ً
دَعيها تحلُم ُ
وتحلِّق ُ فوق َ الغيمات ْ
فلعلّي أمسي جزءا ً ميسورا ً
من حُلُم ِ اللاتي تسكن ُ بستان َ النّخلات ْ
أوّاه ُ.. قد أزف َ الرحيل
عجز َ التّوسُّل ُ
واستحر َّ القتل ُ
في أرواحِنا
فالسهم ُ مسموم ٌ
ودمّي َ جاري
...
هيّا
انسفي القصر َ الذي شيّدتُه ُ
فأنا أرى كوما ً من الأحْجار ِ
سيكون ُ نُصْبا ً
أو مزارا ً
يستفز ُّ مشاعر َ السّيّاح ِ .. والزُّوّار ِ
ولتجْلِسي فوق ُ الرُّكام ِ ..وتندُبي
يوما ً عَبوسا ً قمطَريرا ً
كنت ِ فيه ِ وِسادتي ودِثاري
......
واخترت ِ أن تمشي بليل ٍ حالك ٍ
يا حسرَتي ...
فاز َ السّواد ُ على ضِياء ِ نهاري
دوسي على قلب ٍ تشظّى من لهيب ِ النّار ِ
ألقي القصائد َ عند َ باب ِ الدّار ِ
فلعل َّ عمال النظافة ِ يسرعون َ بحرقِها
أو قد تصير ُ لعاشق ٍ متسكّع ٍ
يُهدي عشيقَتَه ُ صدى أفكاري
......
مَن ْ ذا الذي كان الرحيل ُ لأجلِه ِ ؟؟؟؟؟
قولي بِرَبّك ِ:
إنّني متوهِّم ٌ
بل طمئنيني
خدّريني
جامليني
لا ضَيْر َ عندي لو كذبت ِ ، لعلّني
أخبو .. وتبرد ُ حِدّتي ...وسُعاري
.........
فلترحلي إن شئت ِ
لا تتردّدي
وإلى اللقاء ِ
بثورة ِ الإعصار ِ
رِجس ٌ من عمل ِ الشيطان
تراتيلُك ِ يا سيدتي
رِجس ٌ من عمل ِ الشيطان ْ
جعلَت ْ كلماتي زانية ً
ورمَت ْ أحرُفَنا بالبُهتان ْ
رجمَتها دون َ محاكمة ٍ عادلة ٍ
ألقَتها في أعماق ِ بحور ِ النّسيان ْ
......
كلماتي يا سيدتي
لا زالت طاهرة ً
صاخبة ً
ومجلجِلَة ً
صارخة ً :
" تلك َ المرأة ُ ...
تنتَحِر ُ .. وتنحَرُني معها
تلك المرأة ُ
قطعت منا الشريان ْ"
#محمد_سمير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟