أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - عاشقا















المزيد.....

عاشقا


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 01:22
المحور: الادب والفن
    



فــــي تلك اللحظة مِـــن لحظات حُـلم أحـــببت أن لا أصــحو

مِـــنها أبداً كان الكَـــلام عَــن ضوء الياسمين وامتداد عِـــطر

المساء مَـــــع أغنية فيروز "ع ضو القمر"وكأنَّ نَـجمة تَـــسهر

عَــــلى ضوء قنديل القَـمر.

شَـــعرت بأنَّ هذا المُتكلم لم تسنح له الفرصة لِــرسم خيالات

حضارته الغامِــضة لأي أنثى وهو ما زال مُــــنتظراً ضوءاً

يسكنه ..

تردَّد ت عَــــلامات الأستفهام في فِـــكري وقَـــلبي؟...

وزادت عَــــــلامات التعَجب !!..حين شَـعرت وأنا أكلِّمه عَــن

حُــزن مدفون بقوة في روح تَـضجُّ بالحياة وبالقدرة عَلى توحيد

القلب والروح كان سُــــؤالي حينها هل هو رجل أم ذكر؟..

وفي كلتا الحالتين هو إنسان يملك قَـــــلباً فاتناً وخُلق يشبه خُلق

الأنبياء ولسانا مُحملا برطَب القول وسحر البيان ...

لكن استوقفتني عِـــبارته وكأنّــها جَــعلتني أستفيق من ذهــــول

ودهشة رافقتني وأنا أواكِــب حُـــروفه التي تَــصلني وكأني أراه

أمامي بَـــــل وأكثرإكتشفت ألف معنى مختبأ خَـــلف حروفه..

كان سؤالي في داخلي يَـــتردد من هو؟.. مَــن يكون؟.. أدرك تماما

أنه شاعر !. لكنه إنسان ويَــحمل رجولة شاعر مُــــــختبئة فــي طيات


نفسه !!..وما أحوجني لشاعر تَــغرورق عيناه فَــــيرتسم القلب عَـــــلى

كل قطرة من حُـــروفه ، فالشعرصغير بـــــــــحروف كَــــلمته كَــبير

في مَـــعناه محيط شامل بكُـــــل الحضارات التي يحتويها..

قلت له :"أرسل صورتك سيدي ."

أردت اكتشاف ذاك الأنسان المحمَّل بفكر يَـــضج عن حروب خاضها

وهو يَحمل الياسمين ليضعه أبيضاً ناصِـعاً قرب أي شهيد سَــقط حولَه

في مَعركة...

شَـــعرت بهذا وارتعاشة نشوة تَـــختلط بحرف كَــتبه!!.. بــــكلمة

مُتعبة مَــرَّت تحت وطأة السنين وكأنه في قصائده يحمل فكراً متناهياً

وبعداً لم تُـــدركه الا حَــضارة كحرف سومري لَــــــم تفسره رسوم

في جدار بعد!....

حرف بقي آلاف السنين قبل أن يتم إكتشافه لكن هذه المرة نقش حَرفه

في قلب أنثى ...

لم ينسَ أنه مُحارب وفي المعارك لا بد من رسم خطة ما لأســـتدراج

العدو الى أرض المعركه!... لكنه هنا مُحارب مختلف يرسم خـــريطة

للوصول إلى حصن شديد وهو قلب أنثاه الضائع وكأنه يريد إمــــساك

حَضارة فرعونية وحَضارة سومرية مَمزوجة بأسطورة طائر الفنيق

إنتظرت كي أرى خطة الوصول لقلبي كيف سينفذها بدقة وكنت أدرك

من أعماقي أنه يَــحمل صفات رجل محارب شجاع كشمس مَساء مُتعبة

مِـــن طول نهار ربيعي، و فـــي قلبه كُـــل زهـــــرة ياسمين تَــــفتحت

وكأن كلامنا عبر صفحة صغيرة تَــتدافع منها الحروف والكلمات هِي

روضة مزهرة مبهجة للنظر يلعبُ فيها طفلان لم يقع عليهما عبء كل

السنين....

يُــــــلغى الوقت، فلا نشعر بالعقارب ولا بالساعه كَـــيف تدور؟..

فيتوقف الزمن!.. وأضواء القناديل الخافتة تتحدى الظلمة التي عشنا

فيها والتي يحاول قهرها بضوء زهـــرة ياسمين ، فتصطدم أهـــدافه

بعواطفه وحياته بمماته وأمنياته بيأسها حـين سألني كَيف لِـــقلب أن

يَــــــــحتوي حُبين ...نَــسي أن القلب لا يَـــدخله النور إلا حـــــــين

نحِب بصدق ..

قد يجاور القلب ألف حُـــب لكن لا يدخله إلا حب واحد وكأننا وراء

حجاب شفاف يَرى كل واحد منا الآخر !..

عَــبر معنى مختلف ،حتى شعرت للحظات كأننا نَـــــلعب الشطرنج

لكن بفكر لا نهاية لَــه...وكأننا في فَـــلك نسبح فــــي زمان مختلف

لم تدركه بعد العصور...

في لحظة ما ساد صَمت كأنَّه لغة تتكلم صمتٌ ألغى وجود الحَياة بين

هذه المجرات لِـــتأخذ الذكريات مَكانها فتتوالى كَـــــشريط بـــــداية

بدأنا فيه لنصل إلى الدرجة الرابعه والتي تُشبه زوايا الحياة الأربعة

فاتضحت الرؤيا ،وكانت اليقظة الكبرى في حَـــياة كل منا...

رأيت رجلا بحثت عَــنه عمراً ولم أجده إلا على جدار حَـــضارة

منقوشا برسوم لا تُــفسر الا من خلال من يفهم لُـــــــغة البابليين

أو هاروت وماروت لفك الكثير من الرموز لولا أن الله هَــــداني

لأكون كهدهد سليمان ،فأطير إليه وأعود محملة بأخبار مِنه عَـن

حضارة يَــــسكنها وسكنها وما زال فيها...



شَــعرت بقوة المُحارب المجاهد المخطط الذكي كَـــي يصل إلى

الأنتصار ذُهلت أصبت بدهشة حفرت معالمها عَـــــــلى جدران

قلبي فلم أشعر إلا وقد اخترق حصون مملكتي ووصل لِــمكنون

ذاتي عِـــندها وقفت الحواس للدفاع عَـــن القلب...

وأنا مدركة أنه وصل لكن لشموخ الأنثى كبرياء كَـــنجوم تبرق

في سماء عالية ...

بَــدأت أنفي أي سؤال وأمتنع عن أي جواب وأنا مرحَّبة ممتنعة

أخفي ما وصل إليه ، وأنا مدركة أنه وصل لِـــمبتغاه..

فرحة حزينة فرحةبوصول رجل لقلبي وحزينة لأنه تَسلل في جنح

العاطفة التي لم تَسكن يوما، فسكَن قلبي وسكن مهجة الروح لكِــن

للحياة عنوانا إما اللقاء وإما الوداع ولا أدري متى !..كيف!..

وهل سيكون!...

نَــظرت لملامح وجهه فرأيت عُـــمق عينيه كنهر الفرات ورأيت

خَـــط جبينه الفاصل كخط يفصل بين الليل والنهار وخَــــط يجمع

بين فجر وغروب..

رأيت كل متناقضات الحياة في صورة طِــفل صغير يَــحمل قلب

رجل كَـــبير أشبه ما يكون بالقائد إسكندر المقدوني أو بأنـــطونيو

حبيب كليوباترا...

لكنه أكبر مِـــن هذا وذاك على الأقل هَــــذا ما أشعر به..

فجأة عاد ذاك الضوء المنبعث من قناديل الحياة لدغدغة

اللغة من جَــديد وكتابة أشواق قلب بات على عهد زمن

جَــديد حاولت التوغل في غابات روحه !..

لكن لم يترك الا التساؤلات التي لا جواب لها الا أنه ولد

الآن وكُل ماضي قد محي بفن وعبقرية فَـــــكادت الشفاه

تتجمد والذاكرة تتوقف والأقدام ترتعش وهي تقف على

أمجاد حضارة جديدة رسم معالمها في روحي وكأني سبأ

وهي تكشف عن ساقيها لتظن أنها في لجة حين تَـــــــراءى

لها عرشها من بعيد ومن ثُم " آمنت برب سليمان"

آمنتُ برب سليمان......

بقلم وردة الضحى

مُـــــهداة إليك أنت
محارب في قلبي الصغير
ضحى عبدالرؤوف المل



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصافير الشتاء


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - عاشقا