بيان مؤتمر حرية العراق حول برنامج الجزيرة ( جيفارا عاش)

مؤتمر حرية العراق

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

عرضت قبل ايام قناة (الجزيرة) الفضائية فلما وثائقيا بعنوان (جيفار عاش). وحاولت هذه القناة الناطقة باسم الاسلام السياسي السني دس السم في ذهن المشاهدين بتصوير ابي مصعب الزرقاوي واسامة بن لادن، بأنهما جيفارا القرن الواحد والعشرين، جيفارا (العرب والمسلمين) من خلال عرض ذلك الفلم.
ان جيفارا عاد الى اذهان البشر في جميع اصقاع العالم لان العالم بحاجة الى رمز للنضال ضد وحشية سياسة الادارة الامريكية وحليفاتها في العالم حيث حاولت طوال هذه العقود طمس هذه الصورة وتشويه صورة جيفارا لأنه كان رمز لكسر شوكة النفوذ الامريكي في امريكا اللاتينية ورمزا للجسارة ضد المخابرات وعملائها وجيوشها في العالم.
ان قناة (الجزيرة) المعروفة بمعاداتها السافرة للحركات التحررية والثورية والتقدمية والاشتراكية في العالم والتي تندرج في اولوياتها تشويه صورة ورموز تلك الحركات طوال هذه السنوات كاحدى الدعائم الاعلامية القوية للجماعات الاسلامية، تحاول اليوم ذر الرماد في العيون بأنها تبغي اعلاء شأن قائد ثوري وتحرري واشتراكي مثل جيفارا الذي عرف بمعاداته للانظمة الاستبدادية والمخابرات المركزية الامريكية وعصابات شركات المافيا الاحتكارية. ان هذه المحاولات الفاشلة ليست بسبب اكتشافها الجديد وحبها للقادة التحرريين والثوريين مثل جيفارا، ولا لان سياستها تغيرت تجاه الحركات التقدمية في العالم العربي وبتمريرها لمشاريع الاسلام السياسي السني والمروجة لافكارها وتصوراتها، بل لان صورة جيفارا عادت من جديد في العالم لتزيين القمصان والفانيلات التي يرتديها الملايين من شباب العالم كرمز للتمرد والثورة ضد الانظمة الاستبدادية والمخابرات المركزية الامريكية والاقلام المأجورة التي روجت للخرافات والاساطير الدينية لتخليد تلك الانظمة والنيل من قيمة وكرامة الانسانية.
ان محاولات الجزيرة هذه تأتي قبل كل شيء لتجميل الصورة القبيحة التي عرفها جميع انحاء العالم عن اسامة بن لادن و ابي مصعب الزرقاوي وخاصة لدى جماهير العراق بسبب جرائمهما بحق الآلاف من الابرياء. ان ابي مصعب الزرقاوي المعروف بفتواه الشهيرة (ابادة دم الشيعة) في نهاية عام 2005 والذي اطلق العنان للعصابات الطائفية السنية بقتل الآلاف من البشر على اساس الهوية واعطت المبررات الكافية للعصابات الشيعية لتكملة جرائم الزرقاوي ضد المصنفين بالسنة، هي احدى الاعمال المشينة التي ارتكبها بحق جماهير العراق الى جانب العمليات الارهابية في المناطق المدنية لحرق المجتمع العراق بحرب اهلية طائفية طاحنة.

لقد جاء جيفارا من صلب الحركة التحررية والثورية من اجل تحقيق الحرية والعدالة والرفاه. فيما صنع اسامة بن لادن وابي مصعب الزرقاوي في دهاليز ومصانع المخابرات المركزية الامريكية. ان جيفارا ناضل واغتيل من اجل ان يحيى الانسان كريما وحرا ومرفها في جنة الارض. بينما قتل الزرقاوي الآلاف من العراقيين وساقهم الى عالم مجهول ليخلد هو وجماعته على جنة الارض. ان العالم الذي يريد ان يفرضه الزرقاوي وبن لادن على البشرية هو عالم القرون المظلمة، ولقد اختبرنا هذا العالم في العراق حيث اعلنوا في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها عن أعادة النساء الى البيوت وتزويج الاطفال البنات عنوة الى افراد عصاباتهم في سن الثانية عشرة من العمر، وفرض اطلاق اللحى ومنع بيع الثلج بحجة انه لم يكن هناك وجود للثلج في عصر الاسلام الاول، ومنع بيع الخيار والطماطم معا لانها ترمز الى الذكر والانثى وقتل كل من لا يدين بالإسلام ونظمت عمليات الذبح بحق كل من يخالفهم ومنعت في تلك المناطق كل الاشياء التي ترمز الى التحضر والمدنية...في حين كان العالم الذي ينشده جيفارا عالم الحرية والمساواة والتقدم والقيم الانسانية. ان جيفارا رمز للتحرر والنضال من اجل عالم افضل. في حين ان الزرقاوي وابن لادن رمز للجرائم بحق الانسانية وعالم لا يسوده الا الظلام.
ان مؤتمر حرية العراق يدين تشويه الجزيرة لصورة جيفارا وتشبيهه بالمجرمين. وان هذه المحاولات لن تسعف (الجزيرة) لإنقاذ صورة الزرقاوي وبن لادن رموز الإسلام السياسي السني من المستنقع الذي يغرق فيه.
مؤتمر حرية العراق
22-2-2009

#مؤتمر_حرية_العراق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات