حنان فاروق
الحوار المتمدن-العدد: 2564 - 2009 / 2 / 21 - 03:24
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
ملامح
أخبرتني هذا الصباح أنها لم تعد تحبنى..لا أعرف ماالذى انتابنى..وجهها الثلجي ونظرتها الجامدة اعتقلا لساني فلم يستطع الإفلات بتساؤل..أدارت ظهرها لي وعادت إلى مكتبها المواجه لمكتبي..تشاغلت بالأوراق التى فرّ مني محتواها..اكتشفت اليوم فقط أنى ممثلة بارعة فرغم أن كل جزء بأعماقي كان يغلي إلا أني استطعت إرهاب تعبيرات وجهي ونهيها عن القفز إلى ملامحي..شعرت بعلامات استفهامها تحيط برد فعلي فهي تعرفني جيداً حين أثور وأعترض… لكن اللغة الجديدة التى كتبتنى بها منذ لحظات استعصت عليها..التقطت جوالي بحثت بين الأسماء عنه..لم نتكلم منذ زمن بعيد..لا أعرف لماذا اتصلت به.فقط كنت أريد أن أتكلم….جاءنى صوته من بين أغطية الشتاء متثاقلاً..حين تأكد من صوتي نفضها..حاول أن يبدو هادئاً لكن فرحته بعودتي تقافزت من بين حروفه…لم أتحرك من فوق مقعدي ..رمقتني بنظرة نارية ثم غادرت الغرفة محدثة ضجيجاً مبتعداً..لم أجد ما أقوله ..سألني عنها ..أجبته باقتضاب….وسط اندهاشاته أنهيت المكالمة..أرسل لي رسالة ..محوتها دون أن أقرأها..لملمت أشيائي واستأذنت مبكرة..قذفت بي فى المصعد وتركته يهوي بما تبقى مني…قبل أن ينفتح الباب راودتنى المرآة المثبتة خلفي لأتأكد من ملامحي ..التفت فلم أجدها..
#حنان_فاروق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟