أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - بلا اعضاء














المزيد.....

بلا اعضاء


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 05:26
المحور: الادب والفن
    



الدّفق جف
و الوجود الخفيف تدحرج تحت الأفق
الأفق:
حصير الوجه علي وجهه
حصاد الأماني وفواكه الذاكرة
كتابة التاريخ بأعواد القرنفل و انتظار
هيام بثورة الياسمين البارد في النهار و انتظار
وفي الليل
حلاوة الحب حبّا لإرادة النسيان وانتظار
شيخ هزيل يصارع ألما ممل
وانتظار و انتظار
طيب القلب مغلق الجبين كالقبر
حسن ا لنوايا بطيء السمع ثقيل الاحتضار
و انتظار و انتظار و انتظار
بشاعة مثالية طاهرة لم تكتفي بما سبق
الأفق:
فسحة بين المعابر
قفز الحصان علي الحصار كأنه قطار طائر
والأفق سكّة طائرة بخارية
مربط خيول العرب
تجريبا لمعني الانتصار علي الانتصار
تجريبا للانتصار علي معني الانتصار
لغز نجاة الهزيمة بمعجزة
وتحت الأفق الأفق
الأفق:
قنديل ثمل
انحناء الجماجم
إصبع من طين
ميل دائم للهراء
كسر رقاب الأسماء
و الأفعال والألقاب
مقاطعة العناق وسفك الميل إلي اللغة
قطع الرؤوس ومنع الأمّ من ضمّ أمّها وتسليم النقاط لحروف الأعداء
وتوجيه رصاص التّاء لأختها الهاء
والاقتتال بين الفاء والقاف
والتسابق المسلّح علي النقطة بين الحاء والخاء
وإلهاب سيف الفتنة بين الصاد و الطاء
فسخ القبل من اجل القبل
رتق الصرخة من اجل اللحظة
غسل البكاء من اجل البكاء
وتأجيل الأجل حتى تكمل الأبدية دورتها في الأبد
وتنتهي الشورى بين شتات الكواكب
علف للبشر اسمه الأمل
الأفق:
بلا أعضاء
يغزل جلد المدينة بخصلة فناء
يعجن بعطر الموتى غابات البقاء
يطهّر بالوباء أرواح الملائكة من لهو الجنين وهو في قصر أمّه
يخفف عنا بواسطة الوفاء عناء الولاء لأحكم الحاكمين
أفق تمدّد يسيرا علي العرش يمدّد علي الأرض افقأ من علّيين
أفق تصريف أعمال وتصريف أحلام
كفن القمر هو الأفق
سريع الانقضاء بلا قدر واضح
أفق بثقب الأنف
شديد الانهيار إذا طار طار بجناحي ذ ل
وانحطت النجوم هوت إلي قاع البحار
و العصافير حلّقت في فارغ الصّبر
بفرح هائل طويل المدى
تمرّ في المداخن علي مهل
تحيّي نقاوة الجمر بكلّ حياء
وتقتبس بعض الحدوس عن قصص المستقبل القصير
الأفق:
ظلّ عظيم يحجب الشمس
هي مصنع فحم حجري تحجب الحرائق القصوى
ولذلك فان البصر و البصيرة و السيرة و السريرة و الرؤية والرؤيا و الرسالة و الأميرة ... كلها أمور لا يفهمها إلا رؤساء البجع و وزراء الاقتصاد والإعلام و النقل
ولذلك أيضا يجترّ الأفق المدافن في لغم الأفق
يفوح من كلّ المزابل الوطنيّة و العالميّة كأنه وعد:
لما تبقى من ا لقصب و الزهر المبعثر
لوجه ليل لا عيون له
لمعركة بكر
لديارنا الأولي
لما تبقى من القطرات المكحّلة بماء مر
لمنفي لا عمر له
للصّدفة و أخواتها تبيعني بحزمة بلح
لباقي السنابل المستلقيات في عرق المكدوحين
أودع أعضائي
لوردة جبلية تسحب الفجر من وجه العدو
لقلبي يسحب أنفاسه من مدينة قاتلة
لجسد يترك مكانه لتنبت شوكة
لكل شيئ حي و ميت
لرفاق يشربون من البحر علنا و طواعية
للطيور المهاجرة في الخلايا
لرفاقي خذوني رملة رملة و هيموا في البحار
و انسجوا من لحمي خيمة واقفة
قطّعوا الخطوط و أحصدوا من جذوعي ما استطعتم
و لو ظل مني شبح دون وجه
أوفقرة بلا عمود بلا منتهى
تعزف من لحمي غناء الغمام
و تشتهي رقص الضباب علي الضباب
الأفق:

يسحب أنفاسه من مدينة قاتلة ...بلا أعضاء وينشد:
أنا أعوّضك عن الصحراء
و الواقع
أنا عن تعازي الخيال وروح الخيار
وقسوة اغتصاب برق الخلاء الخلاء
أنا أعوّضك عن الفراغ المهين
عن العدم المبين
عن الوجود الثاني
عن الحق في الحق الأوّل
عن ويل الحياة ثانية وعن هلع الحياة عارية
أنا أعوضك أيتها الريح عن كل الخسائر في الضمائر و الأرواح و الأنفاس التي أهدرتها الّرئي سدي
و اسحب أنفاسي بأسرها
من رؤية بلا أعضاء

صلاح الداودي
2009تونس: فيفري



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغصن الذهبيّ,غزة 2009
- حملُ الاطفال
- وطني....
- غزّا غراد
- ضحايا وقتلى ام ابطال وشهداء
- هجرة الحواس
- سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم
- كوريغرافيا المذبوحين 2
- كوريغرافيا المذبوحين
- نحو -جمهورية الجماهير- أو الجمهور كواقعة ما بعد ديموقراطية


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - بلا اعضاء