أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.















المزيد.....

الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل أبجديات الفكر السياسي المعاصر، لم تكن البلاد التي تعاني من أنظمة استثنائية، ذات مشهد سياسي واضح المعالم، فكل شيء له وجه سري، رغم وضوحه وبريقه، وهذه الأبجديات بالمطلق لا ترفض السياسة التي تحاول الوصول إلى غاياتها عبر الحوار مع أنظمة ذا حضور شمولي. ولكن الخلاف دوما يكون على النسبي من الأمور، ومن حق أي فصيل معارض أن يتخذ تكتيكا تبعا لرؤاه البرنامجية والسياسية مفاده" تعليق معارضته لنظام استثنائي" مناسبة هذه المقدمة السريعة هو ما يدور الآن داخل جبهة الخلاص الوطني المعارضة في سورية. وبعد أن اتخذ الإخوان المسلمون سياسة جديدة سميت" تعليق نشاطهم المعارض ضد السلطة في دمشق" وما تبع هذا الموقف من حوارات ونقاشات، الملفت في الموضوع هو إصرار الإخوان المسلمون على اعتبار أنفسهم حتى اللحظة جزء أصيلا في جبهة الخلاص، وتجمع إعلان دمشق. كنت في مقالة سابقة قد نقدت هذا الموقف من خلال الطريقة التي تم فيها تسويق هذا الخطاب بخطاب آخر، لا يقل عن هذا التعليق للنشاط ضبابية، وتمويها. ولكن الآن بعد النقاشات والحوارات كما ذكرنا، نجد أن الإخوان المسلمين الآن. قفزوا في الفراغ مرة أخرى عندما أعلن المراقب العام للجماعة في مقابلته الأخيرة مع قدس برس" أن موقف الإخوان منسجم مع موقف جماهير الأمة "ويصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية (..) وفي مصلحة وطننا وشعبنا وجماعتنا، ومصلحة المعارضة السورية أجمع" وبالتالي هم كانوا في صف الأمة الإسلامية، وبالتالي أي موقف مخالف لهم هو موقف يخدم أعداء الأمة الإسلامية! قبل أن نمضي في التواصل مع الأصدقاء في الجماعة، لا بد أن نقف وقفة سريعة مع أحوال المعارضة السورية في هذه اللحظة بالذات، جبهة الخلاص لازالت تعاني من غياب فعل مؤسساتي سواء على المستوى القيادي، أم على المستوى القاعدي. الحزبية الضيقة و الشخصانية لازالت تحكم عمل الجبهة في بعض الأحيان. والنقطة الإيجابية ربما أنها تعمل أو تحاول إنجاز عمل معارض ما. أما إعلان دمشق وبعد خبر قرب إطلاق محطته الفضائية الكرامة، والتي نتمنى لها النجاح والتوفيق، وشكر كل الجهود التي بذلت وستبذل من أجل أن يرى هذا العمل النور. الإعلان في حالة من الجمود، ومن التشتت الخطابي. وهذا كله مفسر ولكنه غير مبرر أبدا، دون أن نتحدث عما يسببه القمع والتضييق المرعب على الحريات من قبل الأجهزة الأمنية، من تعثر لأي عمل معارض أو حتى دفعه باتجاه الفشل وعدم القدرة على التواصل بين نخب الفعل المعارض والشعب في سورية. بعد ذلك لابد من القول أن الإخوان المسلمين هم جماعة أصيلة في المعارضة وستبقى، ولا أحد يستطيع منحها هذه الشرعية أو عدم منحها. ولكن من حقنا عليها، ومن واجبنا أيضا أن نرى أن الإخوان المسلمين وقعوا في مطب الخطاب الشمولي، وهو أنهم في مواقفهم هذه إنما يعبرون عن روح الأمة، كما يتحدثوا دوما. وهذا لا يتناسب أبدا مع متطلبات العمل المعارض. لنلاحظ أيضا أن النظام في دمشق يعتبر أن مواقفه تعبير عن روح الأمة، وكثير أيضا من بقايا المعارضة الشمولية أو ذات الأيديولوجيات الشمولية. إن روح الأمة ومواقف الأمة هي تعبير عن مصالح متعددة الأهداف والوسائل، كذلك حال المعارضة في أية أمة كانت. أين كانت روح الأمة عندما وصل الجنود الإسرائيليين إلى غرفة نوم الراحل ياسر عرفات في رام الله، واجتاحوا كل مدن الضفة والقطاع، ألم تكن القضية الفلسطينية حينها تمثل القضية المركزية بالنسبة لإخوان سورية؟ تعليق الفعل المعارض هو مصلحة سياسية حزبية بالدرجة الأولى، والمحرك الأساسي للخطاب السياسي. وهذا يقتضي أن نرى أو أن يرى معنا الأصدقاء في الجماعة نسبية المواقف والتكتيكات السياسية، تماما كما هو مطلوب من كافة فصائل المعارضة، وعندما نرى نسبية مواقفنا نستطيع أن نعبر عن مصالحنا وحقيقة مواقفنا دون خجل أو إحراج من تبعات شمولية، وخطابات ذات بعد تقديسي ديني! وبالتالي ليس مطلوب من الإخوان تبرير موقفهم بتخوين مباشر أو غير مباشر لكل من خالفهم الرأي، ولم ينظر لعيني طفلة في غزة. هذا تراجع خطير في خطاب الإخوان السوريين. فمواقف إعلان دمشق وجبهة الخلاص من العدوان الهمجي على غزة كانت أكثر من واضحة، ولا تحتمل المزايدة اللفظية أبدا؟ لأنها مواقف ذات لغة نسبية ولا تدعي أنها تمثل روح الأمة. نسبية عندما تدخل إلى تفاصيل الحدث وتتحدث عن فساد في السلطة الفلسطينية، وتخطأ موقف حماس في رؤيتها لطبيعة الصراع في المنطقة. يجب ألا يكون أحدا وفق منظارنا النسبي فوق النقد، مهما كان موقعه. السلطة فاسدة وحماس استولت على سلطة دنيوية بقوة السلاح وقتلت من قتلت من الفلسطينيين. إسرائيل لاشيء جديد عندها. مشروع يعتمد اللاسلام لغة، والعسكرة صورة لمجتمع بات الآن متعصبا أكثر من أي وقت مضى ونتائج الانتخابات الإسرائيلية توضح هذا الأمر، وقد كتبنا كما كتب غيرنا الكثير عن هذا المشروع الإسرائيلي. مجتمع يميني بامتياز والبقية معروفة. والأمر الأكثر استغرابا هو أن الجميع يتحدث في الغرب والشرق من أن إستراتيجية إسرائيلية واضحة هي من لعبت وتلعب دورا في فك عزلة النظام في دمشق، ومن زاوية مصالحه له الحق كنظام يريد مصلحته القيام بما تمليه عليه هذه المصلحة. والفارق بينه وبين المعارضة أمر بسيط هو أنه يتعامل مع الحدث بسياسة ونسبية. لسنا هنا بوارد المدح والذم، بل نحن بوارد محاولة ما نراه يشكل قراءة متواضعة لسياسة السلطة في دمشق، فاتحة باب التفاوض مع إسرائيل عبر تركيا، وليست بعيدة عما يمكننا تسميته مقاومة إطلاق الصواريخ عبر حماس وتوريد السلاح للمخيمات ولحزب الله في لبنان. هذه اللوحة واضحة للمعارضة ولكن عندما تتخذ المواقف تتخذ بناء على رؤى ومواقف فكرية وسياسية تتخللها مصالح سياسية وحزبية وأحيانا شخصية. بناء عليه ليس خطأ أن يتراجع الإخوان المسلمين عن موقفهم أو يستمروا به، ولكن دون أن يؤسسوا هذا الموقف على اتهام بقية فصائل المعارضة على أنها لم تأخذ مصالح الأمة وروحها بعين الاعتبار. فليسمحوا لنا فلا أخوان مصر ولا إخوان الأردن ولا إيران هي من تحدد مصالح الأمة. مع ذلك لم نجد أن أبواب المعارضة مغلقة أمام الإخوان المسلمين وهذا أيضا نجده في موقف جبهة الخلاص وإعلان دمشق. ليس من باب التخرصات إن قلنا أن المضي في خطاب روح الأمة، ومصالح الأمة لتبرير الانتقال من معسكر إلى آخر، ربما يفضي في نهاية المطاف إلى أن المعارضة تقف في المعسكر المقابل لمعسكر الإخوان السوريين، وهذا لا يريده أحد في المعارضة السورية، وإن كان هنالك من يرغب بذلك اعتمادا على رؤيته لمتطلبات العلاقة مع المجتمع الغربي، لأنها رؤية قاصرة على فهم آحادي ومستعجل للسياسة الغربية حيال سورية، التي لم تقدم رؤية واضحة حتى اللحظة من رؤيتها لطبيعة الواقع السياسي في سورية، وكيفية عودة الشعب السوري، ليمارس حياته كبقية شعوب الأرض، ولازالت تتعاطى مع الهم السوري، بشكل عام انطلاقا من الرؤية الإسرائيلية، وهذا ما نلاحظه من خلال كثرة المسؤولين الغربيين الذي يتقاطرون على دمشق من أجل تحريك مسار التفاوض السوري- الإسرائيلي، ودون أي أفق إسرائيلي واضح.




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة على حدود نفاقنا!
- قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.
- خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.
- تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.