قراءة في اوراق شاعر

رسمية محيبس

الحوار المتمدن-العدد: 2561 - 2009 / 2 / 18 - 03:44
المحور: الادب والفن
    

شاعر اخر ميلاده كثيرا واخفى دموعه مكتفيا بالصمت حتى اذا اجتاز المحطة الاولى وازيحت الظلال الكئيبة التي رافقته طويلا عندها تريث ربما جاءت ريح اخرى لا يعرف لها قرارا تمارس لعبتها معه وتفزع القبرات النائمة في شجرة روحه غير انه ضاق بالصمت فقرر ان يمد يديه ويلتمس الجمر لم يشغله الدخان الذي حجب الرؤية بل نهض مثل طائر حن الى الفضاء المتسع وراح يحلق بسرور اجتاز محطات كثيرة واشعل الغابة الوادعة في اعماقه
لعل عام 2003 هو بداية التحليق فقد كان يكتب ويخفي او يكتب ويمزق لكنه قرر ان يجرب قوة جناحيه فمارس طيرانه ىوحطت على اشجار روحه سحب داكنه سحت اكثر من غمامة كان مطر عذبا يجيد العزف على الشبابيك الموصدة
فالشاعر جبار عوده الخطاط ابرز نشاطا ملحوظا في اواخر عام 2008 فكثف من النشر في المواقع الالكترونية والصحف المحلية محاولا تعويض ما فاته في زمن النظام السابق ومحاولا التمرد على التهميش الذي ما زال يعانيه حتى هذه اللحظة هو وجمهرة كبيرة من الشعراء تانف ان تقدم نفسها لوسائل الاعلام التي تعددت وتشعبت واصبح لكل منها جمهوره وجوقته ومريديه
ان اهم الشعراء الذين تاثر فيهم جبار الخطاط هو الشاعر مظفر النواب الذي يحفظ اغلب قصائده ويرددها في لقاءاته وكتاباته
لكنه يبقى صوتا شعريا يمتلك ميزات كثيرة فهو هادىء جدا ومتزن يبتعد عن اجواء المهرجانات وصخب الاعلام يسخر في كتاباته من اشياء كثيرة عايشها في مدينته في قلب العاصمة بغداد ونتيجة مشاهداته اليومية لاحداث الحرب وما اعقب السقوط من احداث عصفت بهدوء مدينته تولدت لديه نزعة التمرد والسخرية من الواقع المرير لكنها سخرية مبطنة فهو لا يصرخ بشعارات وانما ياتي ذ1لك في ثنايا القصيدة
ويتوزع نتاجه بين القصيدة الشعبية التي لها مواصفات خاصة في شعر الخطاط وبين العمودي وشعر التفعيلة وقصيدته العمودية بسيطة غير متكلفة له مجموعة شعرية بعنوان قط او القط تتنوع قصائده وتتعدد المواضيع التي يكتب فيها فقد كتب القصيده الوطنية التي تنطوي على سخرية مريرة مرارة الواقع الذي يعيشه
كتب عنه الناقد صادق بشارة الدبي دراسة موسعة بعنوان شظف العيش في شعر جبار عوده الخطاط
فاز الشاعر مؤخرا بجائزة مهرجان النور للابداع عن قصيدته الشعبيه شبابيج وما زال يواصل نشاطه الادبي

#رسمية_محيبس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات