أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - سفاح المعادي وصور المشايخ














المزيد.....


سفاح المعادي وصور المشايخ


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ أيام قليلة أعلنت الداخلية عن إلقاء القبض على "سفاح المعادي" الذي ظل طوال أربعة عشر شهر مختفي عن أعين وتحريات رجال الأمن، حيث لا يظهر الحديث عن"السفاح" في وسائل الإعلام إلا عندما تصاب سيدة بجرح من مجهول في أعضاء حساسة في جسدها لتؤكد بصمات الجرح أن مرتكبه إنسان مريض نفسياً لأنه لا يهدف من إيذاء الضحية السرقة أو الحصول على منفعة مادية كانت وإنما فقط رؤيتها تتعذب مشوهة الأعضاء التي تبرز أنوثتها بشكل أو بأخر.
قامت جريدة"الجمهورية" في عددها الأسبوعي بزيارة أسرة ذلك السفاح الشاب الذي يقطن في حي"الشرابية" بأحد أكثر المناطق شعبية هناك والجميع أكد لمحرري"الجمهورية" أن ذلك الشاب هاديء الطباع لم يسبق له التحرش ولو لفظياً بسيدة في منطقة سكنه يصلي ويصوم ويعمل في محل لتصفيف الشعر للرجال بأحد الأماكن بحي"الدقي" الراقي ويحصل من عمله هذا على ما يقرب من عشرون جنية يومياً غير الإكراميات الخاصة من الزبائن أي أنه ووفق تقييمهم"ولد مبسوط وغلبان".
ولهذا فمن غير المتوقع بالنسبة لهم ووفق المفردات التي لمسوها بأنفسهم أن يقوم هذا الشاب بالأفعال القبيحة التي أتي بها لذلك هم يعتقدون أن السفاح المقبوض عليه ما هو إلا كبش فداء لأخر لا يستطيع الأمن إلقاء القبض عليه لذلك تم البحث والتنقيب عن شاب ضعيف لتحقيق انتصار أمام المجتمع.
قد يكون انطباعهم سليم فكل التصورات وارد جداً أن تكون سليمة خاصة وأن الأمن كجهاز في الفترة الأخيرة أصبح يكثر من المظاهر التي تؤكد أنه ينظر لعقول الناس في مصر على أنها عقول "للزينة" على اعتبار أن أصحابها ليستخدمونها للتفكير وبالتالي يمكن أن يصدقوا القصص الأمنية التي روجت في الماضي القريب لخزعبلات من قبيل أن مختل نفسياً يقتل ويمثل بجثث أفراد عائلة كاملة وبعد سنوات يظهر أن ذلك المختل ليس مختل أو مجرم بل أنه غير قادر على قتل ذبابة!!أو أن شاب أخر ضعيف البنية يذبح فتاة ويقتل الأخرى بطعنات متفرقة في جسدها ثم يجلس هاديء الأعصاب"ليشفي بمزاج عالي"كالجزار الضحيتين.
ما أثار انتباهي فيما ذكره محرري"الجمهورية" هو حديث "أسمهان حنفي" جده الشاب الحاصل أمنياً على لقب"سفاح" حيث قالت أن حفيدها لا يعرف سوى المشايخ ولا يضع على باب دولابه إلا صورهم.....بعد أن ذكرت الجدة ذلك تحولت كل انطباعاتي الأولية المائلة إلى أن تكون قصة ذلك الشاب شبيهه بغيره من قصص الخيال العلمي التي تصدر لتفسير كل حادثة كبيرة مجموعة عوامل خائبة غير مترابطة.
أصبحت أميل إلى أن هذا الشاب ربما يكون فعلياً هو"سفاح المعادي" لماذا لا؟ فقدوته في الحياة الذين يحتلون دولابه ويرى سحنتهم بمجرد أن تتفتح عينيه على يوم جديد هم"المشايخ" رجال الدين الذين يحرمون ويكفرون بأفواههم الغير نظيفة العباد ليحللوا الاعتداء الجنسي على السافرات بمنظورهم ويحللوا سرقة أموال الكافرين وما شابة ذلك من أمور متدنية حقيرة تأخذ الطبيعة الإنسانية التي قد تكون في جانب منها إيجابية بالفطرة إلى أسفل وأظن أن هذا الشاب الذي يعاني حرمان عاطفي ومادي من ضحايا هؤلاء المشايخ الغير أجلاء فنزل للشارع لينفذ ما يسمعه ويظن أنه الصواب بل أنه ربما يكون شعر في داخله أن الله سيكافئه على أفعاله القبيحة فالكثير من رجال الدين يصوروا الله على أن رمز للقبح والتدمير وليس للحب والتسامح والقبول والحرية.
الأهالي يسعدون في كثير من الأحيان بتدين أبنائهم المفاجيء حيث صور الرموز الدينية وكتب الصلوات تملأ أجواء حياة أبنائهم بل والكارثي بحق أنهم- أي الأهالي- قد يشعرون أن الارتماء داخل حضن"الدين"إنما هو الحماية المثلي للأبناء وحقيقة الأمر ليست كذلك،فالتدين بمعناه المعروف في مجتمعنا مدعاه للقلق ومؤشر خطير على أن هناك خلل ما بالشخصية ينبغي الوقوف عليه لتصحيحه ليس فقط من مؤسسات المجتمع المختلفة وإنما من الأهل أيضاً فليس كل صلاة أو شكل ديني يؤدى للسماء أو الرقي الأخلاقي فتلك المظاهر تدفع أكثر لأن يكون صاحبها"سفاح" أو "قاتل" أو "منافق" بأمر من نظن المعرفة به"الله".



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء بحاجه للعناية
- المصري المستنزف
- ميكروفونات أخطر من السلاح
- البلاغة العصرية واللغة العربية للراحل سلامة موسى
- أهالي بني غني
- قلوب خضراء وأخرى عامرة بالسواد
- متى سندخل جنينة الأسماك؟
- الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟
- رشيدة داتي.. ونقاش ساخن
- كلمات تشعرني بعمق الحب
- كتاب -الثورات- للراحل -سلامة موسى-
- العلاج السيكولوجي
- نحو مزيد من العشش
- الأرمن والغرب والإسلام... جناة وضحايا ومتهمون
- عم محمود وأستاذ أحمد
- مأساة شابين
- عرض كتاب -عصا الحكيم- ل -توفيق الحكيم-
- أنه يحبني أليس كذلك؟
- في الوقت الضائع- للراحل توفيق الحكيم
- مكتئبات بدعوى الأمومة


المزيد.....




- وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن ...
- -نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
- دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة ...
- ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي ...
- شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و ...
- -ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال ...
- عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در ...
- لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - سفاح المعادي وصور المشايخ