زياد صيدم
الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 03:32
المحور:
الادب والفن
كان يشكى تخصصه الذي لم يجعله غنيا كأقرانه من الأطباء.. تغير الزمن وتبدلت الأحوال .. أصبحت عيادته مكتظة بالمراجعين.. فكانت سكرتيرته تؤجل الزبائن على الهاتف لأيام قادمة.. حضر زميل دراسته لزيارته .. لم يسأل كثيرا ليصل إلى عنوانه.. وقع نظره على يافطة عُلقت بجانب المدخل: طبيب أخصائي الأمراض العصبية والنفسية في مدينة البؤس .!!
***
دخل مسرعا عيادة الطبيب الأخصائي .. بدت عليه أعراض مستهجنة .. جلس أمام الطبيب يتحسس جبينه تارة .. ومقدمة رأسه عابثا بخصلات منها تارة أخرى بعينين زائغتين متوجستين.. شرح هواجسه كلها... في أول لقاء أكاديمي بأقرانه .. كان الطبيب يناقش معهم ظاهرة الوهم المستجدة لبعض المرضى النفسيين.. وتلبسهم لحالة وسلوكيات الصراصير .. خاصة في عتمة الليل.!!
***
لم يحتمل ألمه مع صداع دائم على مدار اليوم كان يفقده توازنه.. انطلق إلى الطبيب باكيا يستجدى علاجا ناجعا.. سأله فأجابه المريض: نعم أستمع للإذاعات المتجولة وميكروفونات النفاق.. نعم دمروا بيتي وحرقوا مزرعتي واستشهدت زوجتي وفى حضنها رضيعها..نعم.... قاطعه الطبيب مستكفيا ؟ .. أغمض عيناه مناديا على الممرض لإرجاع ثمن الكشفية له.. بعد أن أقفل ملفه وكسر قلمه .!!
إلى اللقاء.
#زياد_صيدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟