أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - نفاق الحكومات العربية














المزيد.....


نفاق الحكومات العربية


سامي الرباع

الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتميز الحكومات العربية عن غيرها من حكومات العالم بكثرة بالنفاق. باستثناء الحكومة العراقية بعد الاطاحة بنظام صدام حسين والنظام اللبناني السياسي الذي يقوم على التحالف بين اقلياته، فان كافة الحكومات العربية استولت على السلطة اما عن طريق الوراثة او عن طريق انقلاب عسكري. تدعي هذه الحكومات بأنها وطنية وشديدة كل الحرص على المصلحة الوطنية وترفض اي تدخل بشؤنها الداخلية وهي مستعدة للفداء بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على استقلال الوطن كما انها تسعى ليلا نهارا من أجل توفير العيش الرغيد لشعوبها.

منذ دخول القوات الامريكية للعراق والاطاحة بنظام صدام والحكومات العربية تطبل وتزمر مطالبة بخروج هذه القوات. كافة وسائل الاعلام العربية الحكومية والخاصة منها اكتشفت في الاستقلال الوطني مفتاحا لحفظ السلام والازدهار الاقتصادي علما بأن صدام كغيره من الحكام العرب استفردوا بشعوبهم وبسطوا سيطرتهم عليها ناهبين خيراتهم ومقيديت لحرياتهم. فباية وطنية واي استقلال تطالب الجكومات العربية ؟ يبدو ان الحكومات العربية تعني بالوطنية بسط سيطرة قله حاكمة على مصير شعوبها وزج الالاف في السجون وتعذيبهم لمجرد انهم طالبوا بالحرية والديمقرطية والكف عن الفساد .

كثيرون هم العرب من كبار السن الذين عاشوا فترة الاستعمار يترحمون على ايام زمان، ايام الاستعمار، نعم الاستعمار، ويقولون انها كانت نسبيا ارحم من بشط الحكومات الحالية . طبعا لاتزال الحكومات العربية ووسائل اعلامها الموجه وكتبها المدرسية توجه اللوم للاستعمار على الوضع التعيس الذي تعيشه شعوبها في محاولة للتنصل من المسئولية.

أما عن التواجد االعسكري الاجنبي في المنطقة وبالتحديد الامريكي فحدث ولا حرج. فالحكومات العربية تتعامل مع هذا التواجد بمكيالين مختلفين . منذ الحرب الباردة هناك قوات امريكية في المملكة العربية السعودية ولاتزال هذه القوات في المملكة. هناك ايضا قوات عسكرية في الكويت وقطر والامارات بالالاف . لماذا لاتطالب الدول العربية اخوانها في هذه الدول لطرد هذه القوات؟

أما عن الاستقلال المالي فحدث ولاحرج . فمصر تتلقى مساعدات امريكية بقيمة اربع مليارات دولار سنويا لقاء قبولها بمعادة كامب ديفيد . لولا هذه المساعدات لانهارت الحكومة المصرية . اذ ان معظم هذه المساعدات تصرف على دعم السلع الاساسية في السوق المصرية من قمح و سكر وغيره. اما اذا تلقت احدى المؤسسات العلمية دعما ماليا من جهة اجنبية فهذا الخيانة بعينها . حين تلقى د. سعد الدين ابراهيم دعما ماليا لتمويل معد دراسات ابن خلدون الذي تعرض من خلاله لغياب الديموقراطية في مصر وسوء معاملة الاقليات في الدول العربية ، قدمت الحكومه المصرية ابراهيم للمحاكة بعد سجنه وتعذيبه واتهمته بالاساءة لسمعة مصر على حساب الاستقلال الوطني والرشوة.

الوطنية في الدول العربية تعني التقوقع والكف عن المطالبة بالديموقراطية و عدم التعرض لحال الاقليات الاثنية والدينية في العالم العربي وعدم التعامل بعقلانية مع اسرائيل. العراق تحت حكم صدام وسوريا تحت حكم البعث رفضتا التعامل مع القضية الكردية بشكل ديموقراطي وعقلاني. لايزال النظام السوري يرفض وجود مشكلة كردية على الاراضي السورية . الاكراد في سورية عرب سوريون وبس! ولكن الاكراد في سورية يعيشون في جو مفعم بالخوف والارهاب اليومي ويمنعون من التعامل مع تراثهم بأي شكل من الاشكال. اذ يحظر عليهم تدريس اللعة الكردية في المدارس المحلية. أي نقاش حول المسألة الكردية يفسر على انه محاولة لتجزأة الاراضي السورية وتفتيت الوحدة الوطنية. سورية والحكومات العربية الاخرى تتعامل مع شعوب المنطقة بمعيارين مختلفين . فهي تتطالب باقامة دولة فلسطينية من جهة وترفض الاعتراف باقلياتها على الاقل.

ثم من يصدق بأن الحكومات العربية جادة في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية . فهي تتاجر بالقضية منذ زمن طويل ووجدت في القضية عذرا مسليا لتأجيل كل القضايا الملحة من ديموقراطية وتنمية .

حتى الدول العربية التي وقعت على معاهدات سلام مع اسرائل، مصر والاردن لاترغب في تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية . اذ ان تطبيع العلاقات على المستوى الشعبي سيضع حدا للمتاجرة بالقضية والمطالبة في بالاستحقاقات السياسية والاقتصادية التي تم تأجيلها لستة عقود مضت.

النفاق الوطني مستمر والشعوب العربية تنتظر الفرج.

طبعا لايمكن للعالم الغربي ان يتنصل من مسؤلياته تجاه شعوب المنطقة . بعد نهاية الحرب الباردة تركت الحكومات الغربية الحكومات العربية تسرح وتمرح دون مواجهة دول المنطقة بضرورة ادخال اصلاحات سياسية واقتصادية . واكتفت الدول الغربية بالاهتمام بمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية وعلى راسها البترول .واكتفت الدول الغربية بالتنديد بالصين وروسيا وبورما ازاء البطش الذي تمارسه هذه الدول تجاه القيادات السياسية الدبموقراطية ومنظمات حقوق الانسان. أما تجاه البطش الذي يمارس في الدول العربية تتصرف الدول الغربية وكانها لا تسمع ولا ترى . ولا يبقى لشعوب المنطقة الا ان تقول لا حول ولا قوة الا بالله .



#سامي_الرباع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنوك الاسلامية بين الدجل والواقع


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - نفاق الحكومات العربية