|
البراغماتية الايرانية شيء ، والعقائد والمبادىء شيىء آخر !
اديب طالب
الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا ما قله صديقي ، شاعر العامية المصرية ، احمد فؤاد نجم ، عقب خروج الشاه " العلماني " ، وتجنيبه بلده حربا اهلية عقب سيطرة التيار الديني على ايران 1979 . من حسن الحظ ن آهاتالشاعر وتمنياته لم تنقلب واقعا . ومن حسن الحظ ايضا ان " الخميني " لم يكن عمنا ولن يكون !! . " الثورة " الايرانية ، ثورة معاكسة للطبيعة البشرية التاريخية العاكسة لمجرى الحضارة الانسانية . وقد جيشت الظلامية والتخلف والجمود لدى الجماهير الجاهلة ، جيشتها اولا ضد التنوير وحقب الانوار واللذان كلفا البشرية 600 عام ومئات الملايين من الضحايا للوصول اليهما . وثانيا ضد شرعة حقوق الانسان العالمية وابسط مثال على ذلك ما ورد في تقرير لهيومان ووتش رايتس لعام 2005 حول تطبيق احكام الاعدام للاطفال ان " العدد وصل الى 32 في ايران واثنان في كل من السعودية والسودان وواحد في اليمن "
ثمة حبل عقائدي مضفور جيدا بين " جهاديي " السنة ابن لادن مثالا وبين ملالي الشيعة الايرانية . ولقد انتج هذا الحبل شيئا واحدا هو الارهاب ولقد تجلى في 11 سبتمبر وفي قتل عشرات الآلاف من الابرياء في الدول المجاورة لايران ، وحتى بعيدا عنها وحوثي اليمن مثالا . اما الشعار المخادع فهو شرعية الحرب على الاستعمار الاسرائيلي والاستكبار الامريكي .
لم يكن الشيخ " القرضاوي " مخطئا ، حينما استعمل جملة " غزو ايراني " ؛ فلقد اصبح واضحا ان طهران جاهزة لتصدير الحروب والفتن معتمدة على زيادة قوتها واتساع تأثيرها ، بل اكثر من جاهزة فعلا . صرح المرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد خامنئي ان حرب تموز وحرب غزة انتصاران للثورة الايرانية ، ومثالان ناجحان لمقولة تصدير الثورة الى الخارج . وكما صرح نائب قائد ميليشيا الباسيج الايرانية بان بلده تدعم بالسلاح جيوش الحرية في المنطقة .
" الثورة " الايرانية " حققت للملالي الاغنياء حكما اقرب الى الاستبداد وابعد ما يكون عن العدل الديمقراطي ولقد احكمت صنع هرم ضخم من رجال الدين ، وجعلت – قهرا – الديني والزماني ، جعلتهما شييئا واحدا تحت سلطة ولاية الفقيه والتي لا تقبل النقض او النقد . وكما جيشت " الثورة " جماهيرها فانها تعمل على تجييش الاوساط العربية السنية لتاييد سياساتها في فرض نفوذها " الديني " الفارسي ، وهي تعتمد في ذلك على ثلاثة ، الاول : المال " الحلال " ، الثاني : ان طهران رمز الشجاعة والتضحية ونكران الذات ، الثالث : شعور الجماهير الغفورة بتنامي ايران كقوة عسكرية ستتوج بقنبلة نووية " اسلامية " في القريب العاجل – سبق وهلل الكثيرون للقنبلة النووية الباكستانية على انها قنبلة المسلمين الا ان ذلك لم يحصل ولن يحصل ابدا ، وما حصل فعلا ان ايران غير باكستان وانها ستقاتل من اجل تحرير فلسطين من البحر الى النهر حتى آخر عربي ، اما الشهداء الايرانيون فلم يتجاوزوا الصفر في معركة التحرير .
ان ايران بعنصريتها الفارسية وجموحها التوسعي الايديولوجي الشيعي الضيق هي واليمين الاسرائيلي " نتنياهو ، ليبرمان ، شاس " ؛ يريان ان ابقاء الوضع الجيوسياسي للمنطقة على حاله مشوشا وغير مستقر هو افضل الحلول لانه يتيح لهما معا فرص التدخل المناسب في الوقت المناسب . وبالنسبة لايران وحدها تعاظم،سيطرتها الاقليمية والدولية واستخدام هذه السيطرة في اي مفاوضات مع امريكا والغرب حول خريطة المنطقة وتقاسم المصالح والنفوذ شيىء جوهري . ان السيطرة الايرانية تأكدت اولا بعد حرب تموز وثانيا ان الغلبة في العراق للاحزاب الشيعية الموالية لها والمرتبطة بها عقائديا وثالثا في " نصر " حماس في غزة بعد حرب اسرائيل العدوانية عليها
ولقد صرفت ايران مئات الملايين من الدولارات لاحكام تلك السيطرة ؛ الا ان ما صرفته يبدوا زهيدا قياسا لدخلها والذي بلغ 85 مليار دولار في عام واحد . لقد استطاعت ايران عبر تلك السيطرة منع الامن والسلام في المنطقة واعاقة امكانات التقدم والنمو فيها ؛ وبعيدا عن عقل المؤامرة فان ايران حققت بذلك المنع وتلك الاعاقة نفس الاهداف الاسرائيلية وعلى رأسها تعزيز الانقسام الفلسطيني ، والا لم لم تساعد ايران الفلسطينين عندما كانوا موحدين قبل انقلاب حماس ؟ .
بعد ثلاثين سنة من " الثورة " ما يزال يعيش تحت حد الفقر ما بين 35 الى 40 بالمئة من السكان وهذا تم رغم الارتفاع الكبير في اسعار النفط الذي لم تلمس نتائجه الايجابية غالبية الايرانيين – حاليا البرلمان الايراني يبحث عن مليار دولار ضائعة من اموال النفط لعام 2007 -- . واذا اعترف رئيس ايران السابق خاتمي انه خلال سنوات رئاسته الثمانية لم يحل الاشكالات الاقتصادية فان هذه الاشكالات اصبحت اكثرقسوة على الشعب في عهد نجاد . وقد تلقى الرئيس الحالي انتقادات صريحة من ملال وآيات ايرانية حول سوء الادارة وسوء الاقتصاد وتدني مستوى المعيشة وارتفاع معدلات التضخم التي وصلت الى 35 بالمئة في كانون الثاني 2009 .
ورغم ان لدى ايران نزوع الى امبراطورية دينية متزمتة تتجه للتوسع فان الحس البرغماتي قادر على تأطير هذا النزوع في حدود المصالح . وان مباركة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية لترشيح " خاتمي " الاصلاحيي واضافة الى تصريحات نجاد الاخيرة حول اقامة علاقات مع امريكا على اساس المساواة هما امران يؤكدان ما ذهبنا اليه من برغماتية ايرانية ناجحة ، وهي شيىء والعقائد والمبادىء شيىء آخر . استخدمنا في الكلام السابق الفاظا ك سنة وشيعة وفرس ... نحن لسنا طائفيين ولسنا عنصريين ولم نكن يوما انما هي الوان حقيقية يتم استثمارها في الواقع بهدف اغتصاب السلطة والثروة معا من الشعوب وهذا ما فعلته الثورة الايرانية .
د. اديب طالب – معارض سوري
#اديب_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- كمان - و -كمان- اوباما والجنتلمان ميتشيل !
-
ليتنا ما رأينا عناترة آخر الزمان
-
اوباما .... وما توعدون
-
تقاسموا بالحسنى لكم المال - الحلال - لهم المال - الحرام -
-
كبف وبم وأين ستقاومون ؟؟
-
الحرب العدوانية على غزة ... بعض الاسباب والاهداف والنتائج
-
داعية اسلامي شيعي : المقاومة كلما قاومت قوبت
-
سوريا لبنان .. أيهما أكثر تأثرا بالزلزال المالي الدولي ؟؟
-
اذا قال بيلمار فصدقوه فان القول ما قد قال بيلمار !!
-
النظام السوري ولعبة -الثلاث ورقات - !!
-
النظام السوري بين الانهيار الاقتصادي والشراكة الاقليمية المق
...
-
أوسمة الجنرال ... انتصارات ؟ .. هزائم
-
ارهاب وفوقه قرصنة كمان
-
النظام السوري بين العصا والجزرة العصا لمن عصى والجزرة للمطيع
...
-
من جمهوري الى ديمقراطي ... والخائب لا يتغير ! مبررات التغيير
-
اوباما ديمقراطي قوي
-
الغارة الامريكية- البوكمالية السكرية
-
لبنان آخر الموقعين على سلام مع اسرائيل
-
حزب الله : دولة ولاية الفقيه مؤجلة ودولة لبنان راهنة الوجوب
-
حزب الله بين مطرقة اسرائيل وسندان المفاوضات والحشود
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|