أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة حين تنتصر














المزيد.....

حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة حين تنتصر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 07:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وضعت الحرب اوزارها في غزة ، لتعلن انتصار المقاومة ومن راهن عليها ، رغم كل الخسائر والآلام والدماء التي تعد ثمنا زهيدا للكرامة والشرف اللذين اراد لنا دعاة الانهزامية والتواطؤ ان نخسرهما ، لنعيش جبناء نتسول حياة اسوأ من الموت ، مسلمين بعار الذل ومستسلمين لعدو قهره ليس بالمستحيل ، خاصة اذا ما امتلكنا ارادة الصمود والتصدي.
ربما يدعى البعض من معسكر التخاذل العربي رافعي شعارات " الواقعية " أو بالأحرى الوقوعية ، ان هذه رومانسية ثورية او خطابا عفا عليه الزمن يتجاوز معطيات الواقع ، الا ان عليهم ان يفتحوا اعينهم على الحقيقة ، ان كان ما يزال لديهم بصر او قدرمن البصيرة ، ليروا انه خلال اقل من ثلاث سنوات تعرض المشروع الصهيوني الامريكي لضربتين قاسيتين ، ليس على يد جيوش غفيرة لدول وممالك ، وانما على يد جماعات مقاومة لا تملك ترسانات عسكرية ، قدر امتلاكها ايمان راسخ وارادة فعل شجاع واستعداد للتضحية من اجل قضية عادلة ، سواء في لبنان او فلسطين ، وان عليهم ان يخجلوا من انفسهم وهم يسيئون الى من اعاد للعرب قدرا من كرامتهم المهدرة وثقتهم في انفسهم المهزوزة ، بفضل خيارات خاطئة ذات طابع استسلامي لحكام ارتموا في احضان الامبريالية الغربية بقيادة واشنطن ، وبالغوا في التودد اليها بارضاء حليفها الصهيوني في المنطقة ، والتماهي مع مخططاته العدوانية جهلا او قصدا ، ولو على حساب مصالح شعوبهم ، وعبر نهج القهر والاستغلال المشترك.
ان كنا نرفض منهج التكفير او دعاوى اهدار الدم ، من زاوية الخشية من امكانية استغلال اللغة التكفيرية في غير موضعها ، وفي سياقات اخرى تخدم اجندات معينة لاحقا ، اضافة الى تقديس حق الحياة ، والابعد من ذلك ان مثل هذه التصرفات تجعل من هؤلاء ابطالا وشهداء امام الجماهيرعلى غير الحقيقة ، فاننا في الوقت ذاته ، لسنا مع الصمت على الانهزاميين الانتهازيين الذين يفتون في عضد الامة ، وعلينا ان نواجههم بذات السلاح ، سلاح الكلمة والحجة لنفضح تهافت خطابهم واهتراءه ، فضلا عن اعلاء ثقافة المقاومة في كل موقف وموقع ، وعبر كل منبر لاخراس الاصوات الشريرة التى تقف ضد القيم الانسانية النبيلة من حرية وعدل ، وليس ضد تطلعات وخيارات الشعوب العربية فحسب ، الي جانب وضع قوائم سوداء لكل هؤلاء المنتمين الى الطابور الخامس واغتيالهم معنويا بتجريسهم واسقاط اقنعتهم وسحب اي رصيد لهم لدى الرأي العام ، مع ضرورة الاحتفاء في الوقت نفسه بهؤلاء الشرفاء الذين يتصرفون بنبل ، مقدمين النموذج الجدير بالاحتذاء في الوطنية والشعور القومي ، بل والانساني .
ولعل الجراح العالمي الدكتور محمد غنيم واحد من هؤلاء الذي شعرت بالامتنان له ، وانا اراه يدخل غزة تحت جحيم الحرب ، يحركه ضميره وواجبه تجاه اشقائنا الفلسطينين وقت الشدائد وحين البأس ، دون طنطة او ادعاء وطنية وعروبية واستعراض امام الكاميرات .. ذهب وهو الرجل المسن غير المسيس ليسجل موقفا بالفعل وليس بالكلام الاجوف ، وهو يعلم حجم الخطر وانه قد يدفع حياته ثمنا لهذا التصرف البطولي ، فيما راح عادل امام الذي سبق ان لعب دور " الهلفوت" و" سيد الشغال " يصب جم غضبه على المقاومة ويتهمها بارتكاب حماقة ويردد خطابا انهزاميا عن ادراك فارق القوة مع العدو، وطالما هو الاقوى ويملك الترسانات فلابد ان نعي ذلك ولا نواجهه ، فضلا عن انتقاده لمظاهرات التأييد الشعبية التى تعد ابسط شئ تقدمه الجماهير لهؤلاء المقاومين في وجه عدو يهددنا جميعا.
ويبدو ان عادل امام بعد ان لعب دور" الزعيم " في احدي المسرحيات ، واوجد حوله جوقة اعلامية تردد هذا اللقب صدق نفسه ، أو بالاحرى تلبسته حالة " زعامائنا الاشاوش " وراح يتكلم بلسانهم ، ناسيا ان شهرته وثروته صنعها الشعب الذي صدمه بانحيازه لجبهة الحكام الذي يقلدهم في التخاذل وخطاب الهزيمة والضعف.
وكان اشرف له ان يصمت ، بدلا من ان يتكلم كفرا ، طالما عجز ان يسجل موقفا محترما .
المثير للشفقة ان عادل امام حين راح يبرر موقفه ويدعي الحس الوطني العروبي، فعل ايضا كما الحكام تاجر بتاريخ غيره ، بحديثه عن دور مصر " الناصرية " ، وانه اثناء العدوان الثلاثي حضر خطاب ناصر في الجامع الازهر ، وكأن حضور خطاب الزعيم وهو يدعو للجهاد يتساوى مع حمل السلاح او القيام بعمليات فدائية.
ثم اذا كان فعلا لعادل امام دور وطني وقومي كما يدعي فاين هو ولماذا لم يتضح اثناء العدوان.. هل خرج على رأس مظاهرة احتجاج مثل غيره من الفنانيين الشرفاء او قاد حملة للتبرعات مثلا ؟!، على العكس جلس في قصره هانئا ، ثم سافر الي باريس ليتكلم بهذه اللهجة المستفزة الجاهلة الغبية والانهزامية.
ويؤسفني تضامن نقابة الممثلين معه ، رغم انها احدى النقابات ذات الانتماء القومي الواضح ، وذات المواقف المشرفة ، اذ كان عليها ان تعنفه ، بدلا من ان تدافع عنه بالباطل ، لان ما فعله جريمة اخلاقية يستحق عليها العقاب ولو المعنوي.


*كاتب صحفي مصري
Email: [email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة حين تنتصر