الشاعرة الأسكتلندية جين هادفيلد تفوز بجائزة ت. أس. إليوت للشعر وتنفض الغبار عن الشعر الانجليزي

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2557 - 2009 / 2 / 14 - 09:42
المحور: الادب والفن
    

خلافاً لتوقعات المراقبين للشأن الأدبي فازت الشاعرة جين هادفيلد بجائزة ت. أس. إليوت للشعر لعام 2008 عن مجموعتها الشعرية " قريباً من لا مكان ". وقد وصفها رئيس لجنة التحكيم، وشاعر البلاط الملكي البريطاني أندرو موشن بأنها " شاعرة أصيلة ولافتة للنظر " لما تتمتع به من قدرات إبداعية فذة في كتابة نص شعري مغاير لما سائد ومألوف. وقد مُنحت جائزة نقدية أيضاً قيمتها " 15,000 " جنيه إسترليني تسلمتها الشاعرة في حفل خاص أقيم في صالة " ذي إسكنرز " في لندن. كما نوّه القائمون على هذا الجائزة بالموت المفجع للشاعر ميك إملاه وهو في سن الثانية والخمسين والذي كان مرشحاً لنيل هذه الجائزة. وقال موشن أن هادفيلد التي تعيش في شتلاند " كانت على مقربة مما يمكن تسميته بشكل واضح من السيرة المميزة " وقالت صحيفة الاندبندنت " أن مختاراتها الشعرية بما فيها من معرفة بسيطة بلهجة شتلاند تنطوي على قدرة واضحة في نفض الغبار عن الشعر البريطاني". تُنظم جائزة ت. أس. إليوت من قبل " جمعية كتاب الشعر " التي أسسها إليوت عام 1953. وقد أُسندت أول مرة للشاعر كيّاران كيرسن عام 1993 لمناسبة إحتفاء " جمعية كتاب الشعر " بالذكرى الأربعين لوفاة الشاعر إليوت. أما القيمة المادية للجائزة فتقدمها السيدة فاليري إليوت لأفضل مجموعة شعرية جديدة تطبع في المملكة المتحدة وآيرلندا قبل سنة من ترشيحها لنيل هذه الجائزة. وقد وصفت جين بأنها شاعرة مبدعة وخلاقة قادرة عى استيلاد صور شعرية جديدة ومبتكرة، فلا غرابة أن تنال هذه الجائزة الاعتبارية التي سبق أن فاز بها كل من شيموس هيني، تيد هيوز، كارول آن دفي، دون باترسون، أليس أوزوالد، هوغو وليامز وعدد آخر من الشعراء المتميزين. ومن الشعراء الذين وصلوا الى المرحلة النهائية في هذه المسابقة نذكر منهم مونيزا ألفي دلويج، ماورا دوللي، مارك دوتي، روبيرت كروفورد، ستيفن رومر وبيتر بينيت. ضمَّت لجنة التحكيم، إضافة الى رئيسها أندرو موشن، كل من لافينيا غرين لو وتوبياس هيل. قالت السيدة سايون هاملتون، صاحبة مكتبة فويلز " ربما تعتبر جائزة ت. أس. إليوت أهم جائزة في الشعر الانجليزي " وأضافت " أنها تحظى بدعاية اعلامية جيدة، ومبيعات عالية، كما أنها تَمنح أكبر مبلغ مادي يُسند الى جائزة شعرية في المملكة المتحدة " وربما يكون أحد أسباب نجاحها حتى من الناحية التجارية هو بساطتها، فهي بالنتيجة جائزة واحدة تمنح لمجموعة شعرية واحدة، لكنها تستطيع أن تلفت انتباه المعنيين بالشأن الشعري تحديداً. ولدت جين هادفيلد في جيشر عام 1978. تقيم وتعمل في شتلاند. تمتهن كتابة الشعر، كما تزاول مهنة تدريس الكتابة الابداعية، وهي فنانة تشكيلية أيضاً، وتعمل أحياناً مساعدة مبيعات في أحد المتاجر. أصدرت مجموعتها الشعرية " تقاويم " عن دار النشر المعروفة " Bloodaxe Books " عام 2005 وفازت بجائزة أريك غريغوري التي تمنحها " جمعية الكُتاب " والتي مكّنتها بالنتيجة من كتابة مجموعتها الجديدة " قريباً من لا مكان " في كندا. كما فازت بجائزة ديوَر عن معرضها الشخصي في شتلاند. تستغرق الشاعرة هادفيلد منذ ديوانها الأول " تقاويم " في حُب الطبيعة والتعلق بها، وربما تكون من الشاعرات النوادر اللواتي تعاملن مع الطبيعة بحاسية شديدة، لكنها لم تفرّط باللمسات الفلسفية المبثوثة في متن تجربتها الشعرية التي تتمحور على الرحيل وما ينطوي عليه من اكتشاف لمشاهد كثيرة ومختلفة من الطبيعة التي صادف أن تقع عليها عينا الشاعرة في أثناء رحلاتها المتكررة بين سكتلندا وكندا على وجه التحديد. وحتى حينما تنأى بنفسها الى أمكنة بعيدة فإنها لا تتخلَ عن اللهجة العامية، ولا تبتعد عن الموسيقى الشعبية، ولا تغض الطرف عن الأساطير الحديثة التي تحب أن يتشرّبها النص الذي تكتبه. إنها باختصار شاعرة حساسة ومتأثرة بالمحيط الخارجي الذي يحتويها ويمكن استشعار عناصر البهجة والرضا في قصيدتها من خلال التناغم العجيب بين تجربتها الحياتية الخاصة واللغة المتفجرة التي تكتب بها بانسياب قلّ نظيره. جدير ذكره أن الشاعرة هادفيلد هي مؤدية بارعة لقصائدها، وتقرأ غالباً قصائدها بطريقة مسرحية معبرة ويجد النقاد صعوبة في تصنيفها ضمن خارطة الشعر البريطاني المعاصر. تُقارن هادفيلد روحياً بشاعر الأمة الأسكتلندية الكبير إدوِن مورغان. وهي لا تُعد شاعرة واعدة حسب، إنما هي مُجترحة لاتجاه جديد في الشعر لأقرانها من الشعراء الشباب الذين يقتفون أثرها في كتابة النص الشعري شكلاً ومضموناً. بقي أن نقول إن هادفيلد تحمل الجنسيتين البريطانية والكندية. وهي خريجة جامعة أدنبره، وحاصلة على درجة الماجستير بامتياز في الكتابة الابداعية من جامعتي غلاسكو وستراثكلايد حيث أشرف على رسالتها الشاعر الأسكتلندي المعروف توم ليونارد.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات