أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري: لواعج ومواجهات (9)














المزيد.....

الجواهري: لواعج ومواجهات (9)


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


بعد الحلقات السابقة من هذه الدراسة التي تهدف للتوثيق بشكل رئيس، والساعية إلى رصد وتأرخة بعض يسير من بحر لواعج الجواهري العظيم، ومواجهاته... بعد ذلك تأتي هذه الحلقة الجديدة، وقبل الأخيرة، جاهدة أن تغطي كماً آخر من نماذج ذات صلة، ومن مجموعة قصائد عديدة هذه المرة... وان اختلفت الأغراض والتفاصيل والسياقات، وحتى الأزمنة:
فقد جاء في قصيدة "شباب يذوي" المنظومة عام 1931:
ذوى شبابيَ لم ينعم بسراء ِ
كما ذوى الغصن ممنوعاً من الماء ِ
سَدت عليّ مجاري العيش صافية
كف الليالي ، واجرتها باقذاء ِ

ومن رائية الشاعر الكبير التي حملت عنوان "المحرّقة" عام 1931 نقتطف:
أحاول خرقاً في الحياة فما اجرا
وآسف ان اروح ولم أبق لي ذكرا ...
لبست لباس الثعلبين مكرها ،
وغطيت نفساً انما خلقت نسرا ...
وما أنت بالمعطي التمرد حقه ،
إذا كنت تخشى أن تجوع وان تعرى

وفي تعبير عن لواعج مباشرة، يكتب الجواهري قصيدته "معرض العواطف" عام 1935 وجاء في مقدمتها:

أبرزت قلبي للرماة معرضا
وجلوت شعري للعواصف مَعرضا
ابرمت ما ابرمته مستسهلاً
ان حان موعدُ نقضهِ ان يُنقضا...
ومدحت من لا يستحق ، وراق لي ،
تكفيرتي بهجائه عما مضى ...
ووجدت في هتك الرياء مخاضة ً
وحلفت ابرح ما استطعت مخوضا

أما في عام 1944 فينشر الجواهري قصيدته الموسومة "إلى الرصافي" وفي عمومها اذكاء للتقدير، وتقريع للجحود:
تمرست "بالأولى" فكنت المغامرا
وفكرت "بالأخرى" فكنت المجاهرا ...
واني اذ اهدي اليك تحيتي ،
أهز بك الجيل العقوق المعاصرا
أهز بك الجيل الذي لا تهزه
نوابغهُ ، حتى تزور المقابرا

وبعيّد وثبة كانون الثاني عام 1948، وإذ يتحرش نهّازون وتجار سياسة بمواقف الشاعر الوطنية، يرد الجواهري بقصيدة "غضبة" العنيفة، ومما جاء فيها:

عرت الخطوبُ وكيف لا تعرو ، وصبرت انت ودرعك الصبرُ ...
عرت الخطوب فما خفضت لها ، من جانح ٍ وكذلك النسر
ومضيت تنتهب السما صعداً ، لك عند غر نجومها وكر ...
عرت الخطوب وكيف لا تعرو وطريق مثلك ، صامداً، وعر
عدت الضباع عليك عاوية ، ظناً بأنك مأكل جزرُ
فتذوقتك فقال قائلها: ان الغضَـنفر لحمه مرُّ ...
حسدوك انك دست هامهمُ متجبراً ، ولنعلك الفخر...
مثل اللصوص يلم شملهم خيط الدجى ، ويحله الفجرُ

ومرة أخرى، ولن تكون أخيرة بالتأكيد في حياة الجواهري "العامرة" باللواعج، والمواجهات، يتعرض الجواهري عام 1952 لتطاول جديد، فينال الادعياء بعد ذلك جزاءً "خالداً" بالتعبير المجازي:

غذيت بشتمك – سيد الشعراء -
ديدانُ أوبئة ٍ بغير ِ غذاء ِ
علقت زواحفها بمجدك مثلما
طمع العليق ُ بدوحة علياء ِ ...
نفسي الفداء لمخلص متعذب ٍ
اما الدعيّ ففدية لحذائي

ويمر الشاعر عام 1954 بأزمة نفسية "طارئة" بسبب تجاوزات "طارئين" على السياسة والثقافة، فراح يخاطب الذات مستنهضاً الهمم والعزائم الجواهرية، معيباً الاستسلام والتردد، فقال:

خبت للشعر أنفاس ، أم اشتط بك الياس ...
أم الفكر باظلاف الوحوش الغبر ينداس ُ ...
نَعَوْك كأنما منعاك للغربان أعراس ...
ترفق ان جُرح "القوم" فتالٌ وحساس ...
وياصلّ الرمال السمر لا يرهبك نسناس ...
فما أنت وأقفاص ، بها يزحف خنّاسُ ...

وفي عام 1960، حين كان الجواهري في آن واحد: أول رئيس لاتحاد الأدباء العراقيين، وأول نقيب للصحفيين في البلاد، تسف صحف لئيمة، وأقلام أجيرة، وبتحريض زعامات رسمية وسياسية، فتتصدى لها بائية ثائرة، أدت الغرض بأبيات أربعة وحسب:
سيسبُ الدهرُ والتأريخ ُ من اغرى بسبي
لا أُولى سبوا ، فهم عبدان عبدان ٍ لربِّ
يا لخزي المشتلي كلباً لسب المتنبي ،
عرض كافور تهرى ، وله مليون كلب ِ

... وهكذا، ومع ثورة التنوير التي بقي الجواهري يواصلها ما عاش، يترافقُ تطاول هنا، ومحاولة تجاوز هناك، يترفع عنها الشاعر الكبير مرة، ويتجاهل غيرها مرة ثانية، ثم ليطلق عنان غضبه مرات أخر... وفي الحلقة القادمة، والأخيرة، خلاصات وتأشيرات إضافية.



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري: لواعج ومواجهات (8)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (7)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (6)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (5)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (4)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (3)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (2)
- الجواهري: لواعج ومواجهات (1)
- الجواهري في براغ، ومنها ... وإليها *
- أسماء وشؤون عراقية في ذاكرة باريس
- أسماء وشؤون عراقية في ذاكرة موسكو
- وقفة أخرى حول التاريخ العراقي في براغ
- لماذا اهمل النقد العربي الجواهري ، شاعر -عصره-؟
- تاريخ عراقي في ذاكرة براغ ... 3/3
- تاريخ عراقي في ذاكرة براغ ... 2/3
- تاريخ عراقي في ذاكرة براغ ... 1/3
- وصفي طاهر ... رجل من العراق – 2 / 2
- وصفي طاهر ... رجل من العراق 1-2
- حين رقص الجواهري ذات ليلة
- شهادات وأسماء ومشاركات في حركة طلابية عراقية مجيدة 2/2


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري: لواعج ومواجهات (9)