|
بوسيدون يستبدل إكليل الغر بالغتره
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 05:20
المحور:
الادب والفن
د. أبو الحسن سلاّم لو كان (بوسيدون) إله البحرعند الإغريق موجوداً على أيامنا ، لما أتيحت للسفن الحربية الأمريكية أن تعبر قناة السويس في اتجاه بغداد إلاّ بعد أن يقدم صاحب قرار الحرب التضحية اللازمة وهي ذبح ابنته على رصيف الميناء ولخضب كاهن بوسيدون بدمائها كفه اليمنى ثم يطبعها على مقدمة كل بارجة وكل حاملة طائرات. ومع أن بغداد ليست طروادة وأمريكا ليست اليونان وصدام حسين ليس (باريس) والكويت ليست (هيلانة) التي اختطفها (باريس ابن بريام) ملك طروادة وأمير الكويت ليس (منيلاوس) الملك وشقيق (أجاممنون) ملك بلاد الإغريق ومع أن ( بوش) ليس أجاممنون ومع أنه لا مثيل (لإخيل) بطل بلاد الإغريق عند العرب في عصرنا ، إلاّ إن البحر لأنه الأحمر ولأنه على أيامنا ضاحك أبداً بأصوات الغناء الشعبي التي تردد أصداء الأغنية الفلكلورية (البحر بيضحك ليه) في مصاحبة بنات العرب ربات الدلع من كل الأبواق الإعلامية العربية المسموعة عند نزولهن إلى البحر لملء القلل والبلاليص والزلع ، فلم يحرك إله البحر بوسيدون ساكناً ، ليطلب من بوش أن يقدم ابنته قرباناً حتى يأذن للرياح أن تدفع بسفنه وبوارجه الحربية خارج موانئ الـ USA في اتجاه طروادة العرب . ولما تساءل العباد على جانبي البحر شرقه وغربه عن ذلك صرح كاهن بوسيدون بأن الإله بوسيدون تخلى عن جنسيته الإغريقية بعد أن حصل على الجنسية العربية واستبدل إكليل الغار بالغترة . غير أن السفن الحربية والبوارج قد تحركت نحو طروادة العرب لأن بوسيدون العرب معتكف في سونيستا طابا منذ انتهى التحكيم بملكيته للفندق والهضبة التي بنى عليها. وإذا كان أجاممنون قد خدع زوجته كليتمنسترا بقصة خطبة البطل أخيل لابنتيهما إيفيجينيا حتى تحضرها إلى الميناء الحربي للإحتفال بالخطوبة ، في حين أنه يطلبها ليقدمها قرباناً لإله البحر بوسيدون حتى يأذن للجيوش والسفن الحربية بالتحرك لمهاجمة طروادة ، فإن بوش قد خدع الأمم المتحدة ودول العالم بقصة امتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل وإذا كان أجاممنون قد قاد جيوش الممالك الإغريقية في حربه المقبولة بمقاييس ثقافة عصره التي تهون الدنيا في نظرها في سبيل امرأة فإن بوش قد قاد جيوش دول الديمقراطية الغربية – المزعومة – في حربه غير المقبولة وفق أي مقاييس سواء على المستوى الثقافي أو السياسي أو الأخلاقي: قاد جيوش العالم وهو راقد على فراش النوم بمزرعته الخاصة محتضناً أعز مخلوق لديه وهي كلبته الأثيرة. وإذا كانت جيوش الممالك الإغريقية تفرض على قائدها العام أن يتقدم صفوفها عند مواجهة العدو الطروادي فقد قبلت جيوش دول تحالف ديمقراطية الغرب الزحف بحراً وجواً وبراً تحت راية بوش دون أن يتقدم بوش نفسه صفوفها وإذا كانت حرب طروادة قد استغرقت تسع سنوات قضتها جيوش الممالك اليونانية المتحالفة حتى يتحقق لها النصر على طروادة بعد تهديم حصونها وقتل ملكها (بريام) وقتل ابنة (هيكتور) وسبي زوجته (أندروماك) فإن حرب التحالف الاستعماري لديمقراطية (بوش/بلير) وقد مر عليها أكثر من ثلاث عشرة سنة ولم تنته ولم تحقق جيوش التحالف الاستعماري لديمقراطية بوش/بلير وأذنابهما شيئاً سوى جر ذيول الخيبة وإذا كان أجاممنون قد عاد من حربه ضد طروادة متأبطاً ذراع (أندروماك) أميرة طروادة فإن بوش قد عاد متخفياً تحت جنح ليل بغداد كما دخلها متسللاً بعد ساعة واحدة أدى فيها دور (المتردوتيل ) لضباطه في ليلة عيد الفصح ؛ عاد بخفي حنين. وإذا كانت حرب طروادة التي جيّشت لها جيوش تحالف الممالك اليونانية القديمة قد فشلت في العثور على السيدة (هيلانة) زوجة (مينلاوس) المختطفة ، بعد حرب استمرت لتسع سنوات متتالية ، كذلك فشلت جيوش الغزو الغربية بقيادة بوش/بلير في العثور على السيدة (أسلحة الدمار ا لشامل) وإذا كانت جيوش التحالف الإغريقية قد حاربت من أجل امرأة لعوب فإن جيوش التحالف الأمريكي الأوروبي تحارب من أجل بئر بترول. وإذا كانت كليتمنسترا زوجة أجاممنون قائد جيوش التحالف في حرب طروادة قد استقبلت أجاممنون بالساطور فذبحته ذبح الشاة فور وصوله متأبطاً خصر (أندروماك) وخضبت يديها بدمائه لتطبعها (خمسة وخميسة) ملكية على مدخل باب القصر الملكي. فمن يدري ما الذي يخبؤه القدر لبوش بعد عودته من تيه بحر الظلمات الصهيوني الذي تدور به دواماته منذ دخوله إلى البيت الأبيض. وإذا كان أوديسيوس أحد أبطال طرواده الكبار قد تاه في بحر الظلمات لأن جنوده غافلوه وفتحوا القربة التي حبس له فيها بوسيدون كل الرياح حتى لا تضيع سفينة عودته وجنوده إلى بلاد اليونان سالمين بعد أن انتهت حرب طروادة وبذلك تقاذفت الرياح والأمواج سفينة العودة فلاقى وجنده الأهوال وذاقوا الأمرين ، فإن جنود الاحتلال المتحالفة مع بوش وعصابته ضد بغداد يذوقون الويل ليل نهار بعد أن فتح مناضلو العراق البواسل قربة بوش فتحطمت سفينة نجاته ، فسبح وحيدا إلي الشاطيء علي فردة حذاء.
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سارتر وليزي وبوش
-
جماليات الأصوات اللعويةفي الأدوار المسرحية
-
سلم لي على -بافلوف-
-
جماليات التعبير بالأصوات اللغوية في الأدوار المسرحية
-
فلسطين بين ثقافة العنف والسلام- في حوارية قطع ووصل -
-
فلسطين بين ثقافة العنف والسلام
-
السكتة الكوميدية في الكتابة المسرحية
-
التباس الكتابة المسرحية بين المسرح السياسي ومسرح التسييس
-
أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومعزوفة النشاز العصرية
-
معزوفة التواصل الحضاري
-
المتدفقون - عرض مسرحي -
-
هوية الصورة في فن فاروق حسني
-
سيميولوجيا الفرجة الشعبية في المسرح
-
المرأة في مسرح صلاح عبد الصبور
-
معزوفة التواصل الثقافي الحضاري
-
اتركوا النار لنا
-
المونودراما وفنون مابعد الحداثة
-
نظريات المسرح
-
ليس ثمة من وطن .. حيثما الدين وطن
-
سفر الخروج من (طما ) مونودراما الممثل الواحد
المزيد.....
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
-
انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني-
...
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
-
-شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
-
مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا
...
-
هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
-
الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي
...
-
رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع
...
-
فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي
...
-
من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|