أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنان البريطاني رون مُوِيك يصعق المشاهدين ويهُّز مشاعرهم














المزيد.....

الفنان البريطاني رون مُوِيك يصعق المشاهدين ويهُّز مشاعرهم


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


لا بد لزوّار المتحف البريطاني هذه الأيام أن يتوقفوا طويلاً أمام منحوتة " قناع 2 " للفنان الأسترالي رون مُوِيك المقيم في لندن منذ عام 1984. ولا شك في أن متابعي الأعمال الفنية الشاذة والغريبة والخارجة عن المألوف يعرفون من كثب المنجز الفني لرون مويك. فلقد سبق له أن صدمهم بأعمال فنية متنوعة على صعيد الثيمة والشكل والمقتربات الفنية التي يتبناها في انجاز أعماله النحتية التي تتطابق مع الشكل البشري بدرجة مذهلة بحيث يصعب على المتلقي التصديق بأن الذي يراه هو عمل فني، وليس حقيقة ماثلة للعيان.
وُلِد الفنان رون مويك في ميلبورن بأستراليا عام 1958 لأبوين يعملان في صناعة الدُمى. عَمِل لمدة خمس عشرة سنة في التلفزيون الأسترالي قبل أن ينتقل للعمل في المؤثرات الصوتية في بعض الأفلام المهمة التي تركت بصمتها في المشهد السينمائي العالمي مثل فيلم " المتاهة " للمخرج جيم هينسن، بطولة ديفيد بُويي حيث أدى رون مُوِيك صوت العفريت " لُودو ". حينما انتقل موِيك الى لندن أسس شركته الخاصة التي تُعنى بصناعة المُجسّمات والنماذج الفنية التي كان يصوِّرها للأغراض الاعلانية. وخلال هذه المرحلة أنجز مُوِيك كماً كبيراً من الدُمى التي كان يكدِّسها في منزله لأن بعضها، حسب رأيه، يمتلك حضوره الخاص من الناحية الفنية، أما الجزء الأكبر من هذه الدُمى فكان يُصَع بهدف التصوير من زاوية معينة للأغراض الاعلانية المُشار إليها سلفاً. ينتمي الفنان رون مُوِيك من الناحية التقنية الى تيار التصوير " فوق الواقعي " الذي ينشد المطابقة التامة للأشكال التي يصورها مع حق الاحتفاظ بالمعالجة الفنية التي يراها مناسبة ولافتة للانتباه في الوقت ذاته، إذ نراه في الأعم الأغلب يحطِّم بعض الأشكال ويعيد صياغها من جديد على وفق المنظور الفني الذي يسكن في مخيلته القلقة التي تجد صداها في هذه الأشكال الغريبة والصادمة التي يقدمها لجمهوره في كل مكان من هذا العالم. لم يرتكن رون موِيك الى التصوير كعمل ابداعي، لذلك انتقل الى النحت. وقد ساعدته في ترسيخ هذه الانتقالة حماته الفنانة التشكيلية الأسبانية المعروفة باولا ريغو، وهي للمناسبة زوجة الفنان البريطاني فيكتور ويلينغ، حيث أنجز لها العديد من الأعمال الفنية التي عُرضت كجزء من تابلو في غاليري هاي وارد. ثم عرّفته على تشارلس ساعاتجي، جامع اللوحات واللُقى الفنية المعروف، وصاحب وكالة اعلانات شهيرة في لندن، حيث بدأ هذا الأخير بالترويج للأعمال الفنية التي كان رون مويك يُنجزها تباعاً.
الأب الميت
بفضل تشارلس ساعاتجي " المنحدر من أصول عراقية " تحققت شهرة رون مويك، وذاع صيته في الأوساط الفنية غير أن مشاركته في معرض " Sensation " في الأكاديمية الملكية للفن في لندن قد أمدّته بقدرٍ كبير من الشهرة والذيوع. أما العمل الفني الوحيد الذي رسّخه في ذاكرة المحبين لتجربته الفنية هو " الأب الميت " الذي أنجزه عام " 1996-97 " وقد استعمل فيه مادة السليكون والأكليرك والشعر البشري. وفي هذا العمل بالذات استعمل رون شعره الخاص. يظهر في هذا العمل الفني الصادم والد رون مستلقياً على ظهره، وعارياً حتى من ورقة التوت التي يُفترَض أن تستر عضوه الذكري. وسواء في هذا العمل أو غيره من الأعمال الفنية لمُوِيك فإنه يُعنى بالتفاصيل الدقيقة للجسم البشري بحيث يستحيل على المشاهد أن يصدق أن ما يراه هو عمل فني، وليس كائناً حقيقياً ماثلاً للعيان. وهذا ما يحصل الآن مع عمله الجديد الذي انضوى تحت عنوان " قناع 2 " فالأدَمة هي أدَمة بشرية بكل معنى الكلمة، والشعر هو شعر الفنان مُوِيك نفسه، وحتى الملامح هي ملامح الفنان بكل تفاصيلها المعروفة. يستقر الرأس الكبير على جانبه الأيمن بعينين مغلقتين، وفم مفتوح قليلاً يكشف عن صف من الأسنان البيضاء. أما اللحية النابتة فهي لا تختلف عن اللحى النابتة لكثير من المشاهدين الذين وقفوا مبهورين أمام هذا القناع الصادم. أقام رون مُوِيك العديد من المعارض الفنية اللافتة للانتباه في كل من نيويورك وباريس وبرلين وروما وطوكيو إضافة الى معارضه في لندن وبعض المدن البريطانية الكبيرة. ترصد موضوعات مُوِيك حياة الكائن البشري في مراحله المختلفة من الولادة والطفولة، مروراً بالصبا والشباب، وانتهاء بالشيخوخة والموت. ومن الجدير بالذكر أن أبرز أعمال الفنان رون مُوِيك التي أنجزها خلال العشر سنوات الأخيرة من رحلته الفنية هي " بينوتشي " 1996 وهو تكوين لصبي واقف، عمره خمس سنوات تقريباً، يرتدي لباساً داخلياً. و " المَلاك " وهو عبارة عن صبي جالس على كرسي مرتفع ينظر الى الأسفل وكأنه غارق في تفكير عميق. أما جناحا هذا الملاك فهما مصنوعان من ريش إوّز حقيقي. و " الشبح " وهي عمل لفتاة مراهقة، ترتدي ملابس السباحة، وتتكئ على الجدار، وتستدير بوجهها صوب اليمين. و " الطفل الضخم " وهو عمل مُؤلِّف من الفايبركلاس والسليكون والصمغ يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار. و " امرأة عجوز في السرير " وهي امرأة طاعنة في السن تستلقي على فراش الموت ملفوفة بعدد من الأغطية. و " الرجل العملاق " وهو عبارة عن رجل جالس، أصلع، ذي نظرة عدائية يضع رأسه بين يديه. و " الأم والطفل " وهو امرأة عارية أنجبت تواً وقد وضعوا وليدها، الذي لم يُقطَع حبله السُرِّي، على بطنها. صُنعت هذه المنحوتة من الفايبر كلاس والسليكون والغراء. و " المرأة الحامل " وهي تجسيد لامرأة حُبلى واقفة تشبِّك ذراعيها على رأسها كاشفة عن بطن مستديرة محتقنة. و " الطفل المقمّط " الذي يبدو بحجم عادي خلافاً لأعماله السابقة، ملفوف بقطعة قماش، ويضع رأسه على وسادة ناعمة. وفي الختام يمكن القول إن رون مُوِيك هو فنان مخلص للتيار فوق الواقعي، وصادم الى الدرجة التي ترتعد لها أبدان المتلقين الذين يشاهدون أعماله الغريبة المُستفِزة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُستفَّزة . . فيلم بريطاني يعيد النظر في قضية العنف المنزل ...
- في شريط - بدي شوف - لجوانا حاجي وخليل جريج: هل رأت أيقونة ال ...
- في فيلمها الأخير - صندوق باندورا - يشيم أستا أوغلو تستجلي ثل ...
- المخرجة التركية يسيم أستا أوغلو في - رحلتها الى الشمس -
- رشيد مشهراوي في فيلم -عيد ميلاد ليلى-: نقد لواقع الحال الفلس ...
- قوة الرمز واستثمار الدلالة التعبيرية في فيلم - فايروس - لجما ...
- أين يقف المفكر حسين الهنداوي. . . أ عَلى ضفاف الفلسفة أم في ...
- من ضفاف الفلسفة الى مجراها العميق: قراءة نقدية في ثنائية الأ ...
- المثقف وفن الاستذكارات في أمسية ثقافية في لندن
- - القصة العراقية المعاصرة - في أنطولوجيا جديدة للدكتور شاكر ...
- فيلم - ثلاثة قرود - لنوري بيلجي جيلان وترحيل الدلالة من الحق ...
- المخرج قيس الزبيدي يجمع بين السينما والتشكيل والعرض المسرحي
- - الطنجاوي - لخالد زهراو... محاولة جديدة لهتك أسرار محمد شكر ...
- قراءة المهْجَر والمنفى بعيون أوروبية
- رواية - الأم والابن - لكلاوﯿﮋ صالح فتاح: نص يع ...
- - زيارة الفرقة الموسيقية - لكوليرين . . شريط ينبذ العنف ويقت ...
- في شريطه الروائي الوثائقي - فك ارتباط - عاموس غيتاي يدحض أسط ...
- جابر الجابري يتحدث عن الثقافة العراقية في مخاضها العسير
- مجيد ياسين ل - الحوار المتمدن -: في قصائدي لوحات تشكيلية رُس ...
- - مُلح هذ البحر - لآن ماري جاسر والاصرار على حق العودة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنان البريطاني رون مُوِيك يصعق المشاهدين ويهُّز مشاعرهم