أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - نساء بحاجه للعناية














المزيد.....


نساء بحاجه للعناية


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 09:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حياتنا ليست مجرد جملة من الساعات والأيام والأسابيع والشهور المكونة لسنين العمر وإنما هى منحة من الله لنا أي أن حياتنا "قيمة" في حد ذاتها لذلك يجب استثمار تلك القيمة حتى أخر ساعة فيها،عندما أنظر حولي أجد كثيرين وخاصة النساء ينظرون لحياتهم على أنها رحلة إجبارية ستنتهي حتماً في وقت ما ولهذا تبدأ عوامل الجمود والتبلد عليهم مبكراً فيعيشوا فترة ليست بالقلية من حياتهم في انتظار النهاية والفترة التي تسبقها يقضونها في عبث غير ذات قيمة حقيقة فينتهون دون أن يحققوا بوجودهم وبمنحة الحياة لهم من الله أي تقدم ملموس لمن حولهم أو لمجتمعهم.
لي معرفة عن قرب بعدد من النساء المتخطيات للخمسين من العمر ويتمتعن بحيوية وصحة عالية ولكن ومع ذلك هن يائسات مكتئبات ضائعات إن جاز التعبير وذلك لأن أولاد كل منهن أصبحن كبار ناضجين يخدمون أنفسهم أو تزوجوا واستقلوا بحياتهم ولم يعدن بحاجه لأن تجلس الأم لساعات داخل المطبخ تطهو من أجلهم كما أن احتياجهم العاطفي تحول نسبياً ولم يعد صدر الأم هو المكان الأكثر راحة وأمناً لهم.
يأس هؤلاء الأمهات أتفهمه نوعاً ما لكنني أرفض في ذات الوقت أن تظل كل واحده منهن تعيش على مفردات مرحلة من حياتها وتتحسر وتسأل لماذا لا يعود الزمان ويرجع أبنائها صغار؟ الزمان لا يعود وليس من المنطقي لتعيش المرأة الأم سعيدة وراضية وشاعرة بأن لوجودها قيمة أن يظل أبنائها صغار يحتاجون لمن يطعمهم ويهتم بشئونهم المختلفة،وأولئك السيدات يمكن لكل واحدة منهن أن تستثمر حياتها في خدمة آخرين قد يكونوا محتاجين لصدرها الحنون ونصائحها النابعة من خبرة حياتية طويلة وعقل مجرب،بيوت الرعاية"الملاجيء" تحتاج لهؤلاء السيدات فهناك الكثير من اليتميات المفتقدات للحنان والحب وسيسعدهم وجبة ساخنة من سيدة محبة وبهذا ستتخطى السيدة اليأس والفراغ الذي تعيشه وسيسعد من يحتاج أي أن المعادلة سيكتمل طرفاها وستظهر نتيجة إيجابية على كافة المستويات.
اقترحت على عدد من النساء الخمسينات الشاعرات بفراغ الحياة بعد كبر الأبناء أن يتطوعن لخدمة بعض اليتيمات بإحدى دور الرعاية القريبة من منازلهن فجاء رد فعل الغالبية منهن مخيب لآمالي ورغبتي في مساعدتهن حيث بدأن التململ والتعلل بحجج واهية حتى أن واحدة منهن قالت لي"ليس لدي وقت لكل هذا"على الرغم من أنها لاتملك إلا الوقت بل أن طوله هو سبب شعورها السلبي بالإكتئاب والملل!!
رفض بعضهم هذا أكد لي أن روح الخدمة والعطاء في نفوس كثير من النساء تعنى خدمة الأسرة والأولاد وكل ما هو خارج هذا النطاق فليذهب إلى الجحيم ولهذا تفقد المرأة أسرع من الرجل المعنى لحياتها وتواصلها مع العالم بعد انفراط عقد أبنائها من حولها وهذا الفقدان للتواصل يدفعها بقوة للجمود والموت رغم أن القلب ينبض ليساعد صاحبته على أن تجلس المتبقي من حياتها أمام شاشة التليفزيون تتابع المسلسلات وكأن هناك من سيقوم بامتحانها في السيناريو والحوار.
السؤال الآن متي ستفيق أولئك السيدات وينهضن من أمام شاشات التليفزيون لخدمة آخرين ليسوا بأبنائهم الجسديين؟أظنهم محتاجين لعناية من أبنائهم فالأم تعيش حياتها تنصح وتدعم أبنائها وليس من العار أن يوجه الأبناء أمهاتهم لطريق جديد بعد الخمسين قد يكونوا بحاجه فعلية لدفعة خارجية لانتهاج خط جديد لهم بالحياة.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصري المستنزف
- ميكروفونات أخطر من السلاح
- البلاغة العصرية واللغة العربية للراحل سلامة موسى
- أهالي بني غني
- قلوب خضراء وأخرى عامرة بالسواد
- متى سندخل جنينة الأسماك؟
- الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟
- رشيدة داتي.. ونقاش ساخن
- كلمات تشعرني بعمق الحب
- كتاب -الثورات- للراحل -سلامة موسى-
- العلاج السيكولوجي
- نحو مزيد من العشش
- الأرمن والغرب والإسلام... جناة وضحايا ومتهمون
- عم محمود وأستاذ أحمد
- مأساة شابين
- عرض كتاب -عصا الحكيم- ل -توفيق الحكيم-
- أنه يحبني أليس كذلك؟
- في الوقت الضائع- للراحل توفيق الحكيم
- مكتئبات بدعوى الأمومة
- عرض كتاب أحاديث إلى الشباب للراحل سلامة موسى


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - نساء بحاجه للعناية