عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانقسام القائم بين الحركة الإسلامية- حماس- وبين الحاضنة الرئيسة للتنظيمات الفلسطينية- فتح- المسيطر على منظمة التحرير الفلسطينية، يتباعد، يزداد عمقاً، ويُثير المزيد من القلق يوماً بعد يوم..
تفاقم هذا الانقسام بين الطرفين بعد أن أطلق قائد حماس- خالد مشعل- قراره الابتعاد break away عن فتح ومحاولة إنشاء حاضنة وطنية جديدة بديلة.. وهذا ما دفع برئيس فتح- منظمة التحرير- عباس- إلى الإعلان بأنه لن يستمر في محادثات المصالحة مع أي تنظيم فلسطيني يرفض المنظمة الأم PLO باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة الممثلة للشعب الفلسطيني والمعترف بها دولياً.
أظهر مشعل توجها صريحاً في علاقته مع إيران.. زار طهران لإجراء محادثات مع الرسميين الإيرانيين، وكان واضحاً في وضع المزيد من الأمل والثقة على نظام أحمدي نجاد مقارنة بأي بلد أو قائد عربي آخر..
هذا الانشقاق في صفوف القيادات الفلسطينية، يلقي ظلالاً معتماً على كافة الانقسامات والاختلافات الأخرى على مستوى المنطقة، بضمنها الجهود الموجهة لتثبيت هدنة مستمرة بين إسرائيل وحماس..
لسوء الصدف، فطالما أن القيادات الفلسطينية في حالة تشرذم بشأن كيفية تحقيق هدف إقامة دولتهم الوطنية المستقلة، لا شيء من الجهود التي تُبذل، سواء من داخل أو من خارج المنطقة، يمكن أن تكون مثمرة..
أصاب القيادات الفلسطينية هذا البلاء plagued منذ يوم نفاد فترة التفويض البريطاني (الاحتلال) لفلسطين العام 1948. وهذه الانقسامات استمرت مع تدخل الأطراف غير الفلسطينية.
وطالما تستمر أطراف فلسطينية فاعلة في خدمة برامج agenda أطراف أجنبية، فسوف يستمر إحباط محاولات تحقيق الوحدة الفلسطينية.
يمكن للأنظمة العربية أن تفعل الكثير في هذا السياق.. هناك أنظمة عربية إنحازت علناً لهذا الطرف أو ذاك.. والمؤتمرات العربية وغيرها من الاجتماعات في ظل الجامعة العربية، فشلت في تحقيق وحدة فلسطينية متينة قابلة للحياة. وهذا يعود، جزئياً، إلى غياب الأمانة- المصداقية- الصراحة في الجهود المبذولة من قبل الأنظمة المعنية..
إذا ما تجرأت هذه الأنظمة أن تقول علناً وصراحة ما تقوله فعلاً فيما وراء الستار واجتماعاتها الخاصة، عندئذ تصبح إمكانية تحقيق الوحدة الفلسطينية مسألة مضمونة باليد.. تقديم الدعم لمجموعة دون أخرى من أطراف متعددة متنافرة هي التكلفة التي تتحملها الحقوق الوطنية الفلسطينية.
مممممممممممممممممممممممممـ
Divide et impera,(Jordan Times), uruknet.info,Feb 2, 2009.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟