أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام محمود فهمي - تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..














المزيد.....

تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 04:01
المحور: الادب والفن
    


جرَت الشهر الماضي انتخاباتُ العضويةِ بمجمعِ اللغةِ العربيةِ، وطبعاً شأنُها شأنُ كل الانتخابات لا مفرَ من التربيطاتِ، كلٌ يُجمِعُ من يزيدونه نفوذاً داخلَ المجمعِ. المرشحون أيضاً يرون في عضويتِه مركزاً أدبياً ولو كانت عندهم منها تُخمةٌ، ولو كان وقتُهم لن يسمحُ لأنشطةِ المجمعِ بالاستفادةِ منهم.
مجمعُ اللغةِ العربيةِ بعيدٌ عن تدخلاتِ الحكومةِ، لذا فإنه ساحةٌ للتيارِ المتشحِ بشعاراتٍ دينيةٍ، لإثباتِ الوجودِ ولو في غير مكانِه، وقد تجلي ذلك واضحاً من الفائزِ الوحيدِ في انتخاباتِ هذا العامِ وقد عُرِفَ بانتشارِه في إحدي الفضائياتِ السعوديةِ علي الأرضِ المصريةِ وفي ما يناهضُ النظامَ من ورقياتٍ. من المؤكدِ أن هناك العشراتَ الذين يمكنهم إفادةَ اللغةِ العربيةِ لاتساعِ وقتِهم ولبعدِهم عن السياسةِ، لكن زهدُهم وبعدُ الأضواءِ عنهم رغم معرفةِ المتخصصين بهم ألقاهم جانباً مفسحاً مقعداً لمن لم يُساهم في أي نشاطٍ بالمجمعِ.
يُفترضُ أن مجمعَ اللغةِ العربيةِ يهدفُ للنهوضِ باللغةِ العربيةِ وتقريبِها من الناسِ بدلاً من أن تنكمشُ من فرطِ الإنغراقِ في شعاراتِ الحفاظِ عليها وهي واقعاً دعواتٌ لمزيدٍ من عَزلِها سواءَ بمصطلحاتٍ يستحيلُ أن يتقبلُها الوسطُ العلمي والشعبي خاصةً في مجالات العلومِ، والحاسباتُ علي رأسِها، أو بالبعدِ عن مجالاتِ العلومِ الحديثةِ لصالحِ الانغماسِ في الجِدالاتِ اللغويةِ التي لم ولن تُقدمُ. وتحضُرُني هنا ترجمةُ بالمجمعِ لمصطلحِ "مودم" بكلمةِ "فاكٌ ضامٌ "، وهو ما يُذكرني بترجمةِ نجمِ الكوميديا فؤاد المهندس لكلمةِ "كافتيريا" بكلمةِ "قهويشا". لقد استوعبَت اللغاتُ المنتشرةُ في عالمِ اليومِ، بامتدادِ اسهاماتِها الحضاريةِ علماً وفكراً، العديدَ من المصطلحاتِ الانجليزيةِ دون حساسياتٍ وذلك حتي يستمرُ ازدهارُها؛ وعلي سبيل المثال بعيداً عن الحصرِ فإن كلماتٌ مثل Modem و PC وEmail وFormat وFile و WindowsوIphone وغيرها وغيرها قد دخلت اللغات الفرنسية والألمانية واليابانية فزادتها بهاءً.
وإذا كان البعضُ يري مثلاً يُردُده عن التجربةِ السوريةِ لتعريبِ العلومِ، فهو قولٌ يفتقرُ للدقةِ، علي أقلِ تقديرٍ، فلا المراجعُ العلميةُ ولا المؤتمراتُ العلميةُ تذكرُ اسهاماً سورياً إما في صورةِ بحثٍ أو اكتشافٍ، وازدادَ انعزالُ المعاهدِ العلميةِ السوريةِ عن التطورِ لعدمِ القدرةِ علي فهمِ المصطلحاتِ الحديثةِ والتجاوبِ معها. وإذا كانت التجربةُ السوريةُ في التعريبِ مثارُ ذكرٍ فهو في إطارِ تسييسِ اللغةِ ولو كان علي حسابِ العلمِ وفهمِه والتجاوبِ معه.
انجرافُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ وراءَ التجمعاتِ التي تهدِفُ مصلحتَها لا يصبُ في منفعتِه، فالأولياتُ مختلفةٌ، والتكتلاتُ محتومةٌ، ومن الطبيعي أن يُبعَدُ عن أنشطتِه من يستطيعون لكن لا ينضوون تحت جناحٍ ما، ولو أعطوا في المجمعِ وخارجَه.
من أسفٍ أن يهبِطَ علي الكراسي من لا يُعرفون إلا بشعاراتٍ ومن أسفٍ أن مجمعَ اللغةِ العربيةِ بعراقتِه سيرجعُ لجِدالاتِ قرونٍ ولَت ولن تعودُ إلا علي منصاتِه، وَحدُه،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجودة وسنينها...
- طبولُ النصرِ..
- نظامٌ يدفعُ الثمنَ..
- لما تهاونَت مصر...
- لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...
- بوش انضرب.. وماله
- روز اليوسف ليست ظاهرة ..
- الشريعة السعودية..
- هيا نبلطج.. هيا نتحرش
- نصرة قوية يا أوباما..
- وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...
- الجمعةُ الغرقانةُ!!
- تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!
- أنا أفتي.. إذاً أنا موجود
- في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..
- في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ
- شعبٌ شامتٌ
- الحكومةُ الإلكترونيةُ
- الكذبُ والإدارةُ
- المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام محمود فهمي - تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..