أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمود الزهيري - الوطنية والملاذ الأخير














المزيد.....

الوطنية والملاذ الأخير


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:42
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


هل سنظل طوال حياتنا نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل , وأن نعتصم بالدعاء والرجاء فقط طالبين العون والمدد والمساعدة من الله لكي يكون وكيلاً لنا في إدارة معاركنا التي نصنعها بإراداتنا المغيبة عن إرادة الله التي لايعلمها أحد ,والمغيبة عن الواقع وفعالياته وتوازناته, ثم نقول هذه إرادة الله ؟

وهل أرادة الله تريد لنا أن ننتقل من هزيمة إلي هزيمة ومن خيانة إلي أخري ؟ ... وهل إرادة الله تبرر لنا أن نقتل أنفسنا بأيدينا ونتلذذ بالألم لحد الموت ؟

وهل أرادة الله أن نتقاتل ونتناحر حول مفاهيم وقضايا التحرر الوطني الفلسطيني , وخاصة بين فتح وحماس , وباقي الفصائل الفلسطينية , بل وبين قوي المعارضة التي أصبحت هشة وضعيفة في الدول العربية المريضة بداءات الإستبداد والطغيان ؟

إنها الفصائل المأزومة التي تبحث عن نصر خارج من غير رحم المجتمع المأزوم والعاجز عن مواجهة قضاياه الداخلية وعلي الرأس منها قضايا الفساد والإستبداد والظلم الإجتماعي , والفقر والبطالة والمرض , والعجز عن تحرير السجون والمعتقلات من جلاديها , إنه الفشل في مواجة الظلم البين , والإستبداد الواضح , والفساد الذي أصبح ملء السمع والبصر , ولما لا ؟ !! والتشبث بالقضية الفلسطينية بإعتبارها منفث للكبت والقهر والإستعباد الداخلي , ليقول هؤلاء المأزومين المهزومين من أنظمة الحكم في بلدانهم وأوطانهم : إفتحوا باب الجهاد , نريد أن نحرر فلسطين , خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود , أنصروا غزة , قاطعوا المنتجات الإسرائيلية والأمريكية , وفي الوقت ذاته نستورد من هذا الغرب الذي نضعه في ميزان الأعداء مايزيد عن ثلثي الغذاء في العالم العربي , ونستورد منه الأسلحة والذخائر وأسباب الرفاهية والنعيم ؟!!
وهل كتب الله علينا أن نكون مهزومين , ومهانين وأذلاء ,من جانب الحكام العرب المهزومين أصلاً أمام الدول التي يوالونها , وأن يهزمنا الحكام العرب ويذلونا في أوطاننا وداخل حدود أراضينا في كل بلاد العرب الأعراب المعاريب , ثم نقول هذه إرادة الله ؟

هل الله يريد مايحدث لشعب فلسطين في غزة من قتل وإبادة وتدمير وذل وإهانة من جانب الصهاينة الإسرائليين ,ومن جانب أدعياء النصر والشهادة ؟

وهل حماس منقادة طوعاً أو كرهاً لهذه الإرادة الإلهية العليا التي لايمكن لها أن تعصاها أو تخالف أوامرها السماوية العلوية ؟ ... وهل كتب علي منظمة فتح أن تعيش في الضفة , وأن تعيش الفصائل الفلسطينية في دمشق وبيروت وطهران لتدير فصائلها في غزة لصالح ولاءات خارجة عن إرادة الشعب الفلسطيني ؟ ...

هل كتب الله القتال علي المسلمين وهو كره لهم , ومن ثم كتب عليهم التخاذل والتناحر وفرض عليهم أن يكونوا متفرقين أشلاء موزعة ولاءاتهم بين الشرق والغرب ؟ ...

ولماذا لاتملك الشعوب إلا الدعاء والتهجد والصلاة والرجاء ؟ ...
ولماذا لم يستجيب الله لهذه الأدعية والتمتمات علي المسابح وفي الصلوات بالرغم من رفع الأيادي لسنوات طويلة مكللة بالهزائم والنكبات؟ ...

أسئلة خائرة واهنة تظهر مدي العجز والإنهيار أمام القوة الإسرائيلية الغاشمة القاتلة التي لاترحم ولاتفرق بين الضعيف والقوي , وبين الصغير والكبير , بين الأطفال والنساء , في غيبة قوة العرب الأعراب المعاريب أصحاب نظريات الخيانة والعمالة للغرب وإسرائيل والأمريكان .

وإذا كان الله لايريد مايحدث لنا , فهل الشيطان يريد ذلك ؟
في حالة فلسفية تائهة بين دروب الأزمات , وحارات مسدودة لايرتجي معها أمل في الخروج من أنفاق الأزمات التي يصنعها الحكام العرب أنفسهم وبإرادتهم الموجهة حسب ولاءاتهم ومنفعتهم الشخصية المنحصرة في الإستبداد ومن ثم إستمراء القتل والطغيان لأبناء الشعوب العربية داخل البلاد المتحولة بالطغيان والإستبداد إلي سجون ومعتقلات بحجم مساحة البلاد العربية ؟

وأعتقد أن أعوان الأنظمة الإستبدادية الظالمة هم أدعياء القومية العربية والخلافة الإسلامية , المتخاصمون مع عقولهم , والمحاربون لأنفسهم , الكارهين للآخر , وهم أنفسهم أصحاب نظرية الخيانة والعمالة والمؤامرة , فهم معذورون لأن الآفة ليست في الجسد فقط وإنما هي آفة العقل المريض العاجز , الذي لايقوي أن يقاوم الظلم في إطار وطنه , ويريد أن يقاوم الظلم خارج وطنه , فهو المتخاصم مع أهله وعشيرته , ويريد أن يتصالح مع من هم أبعد من دائرة الأهل والعشيرة !!

المرضي النفسيين دائماً لايعتقدون أنهم مرضي , والمرضي العقليين لايرون غيرهم إلا مجانين !!

أهل الخيانة والعمالة هم من يخونوا أنفسهم أولاً ويتهموا غيرهم بنفس الداء لأن مرضهم مستحكم بالعقل ونفوسهم مضطربة مريضة!!

لم يدري المرضي النفسيين , ومعهم المرضي العقليين , فاقدي الأهلية القانونية , والمشروعية الإجتماعية , أنهم متخاصمون مع أنفسهم , فكيف بهم يتصالحلوا مع الآخرين , وشرفهم العقلي المفقود بفعل الحسد الإجتماعي , والفشل السياسي , والخيبات المتوالية في حياتهم العملية والإجتماعية تجعلهم يرمون غيرهم بالأكاذيب والإتهامات , وأقلها الخيانة والعمالة , والترويج لمشاريع الصهيونية والإمبيريالية العالمية , لأنهم عاجزون عن تحقيق مصالحهم بتحالفاتهم مع انظمة الطغيان العربية التي لم تنظر إليهم بنظرة الولاء والطاعة لأنها تعلم أنهم أسوأ من السوء ذاته , ولأن وجودهم هو المبرر الطبيعي لبقاء هذه الأنظمة الإستبدادية علي كراسي الحكم والسلطة , ولذلك فهم يتشبثوا بالتوافه , ويلعقوا الخيبات , ويدعوا أنهم يدافعوا عن وطن , والوطن علي هذا المنوال يصبح هو الشماعة للخيابات , والوطنية تصير هي الملاذ الأخير للأنذال , لأنه ليس من إنسان بلا وطن , وإن غاب الوطن بإرادة الإحتلال الأجنبي أو الإحتلال الوطني حيناً , فحتماً سيعود , ولكن بإرادة من ؟ وهذا هو السؤال !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية والبحث عن دور شرق أوسطي بديل!!
- الوهم وغياب العقل
- المسؤلية العقلية وأحداث غزة
- تصفية حماس أم تصفية القضية الفلسطينية ؟!!
- حماس .. بين توهم إنتصار الإيديولوجيا والإنتصار للمصلحة !!
- محمود الزهيري يحاور أمين المهدي 1
- محمود الزهيري يحاور أمين المهدي 2
- الديبلوماسية العربية والعدوان علي غزة
- من أنت ؟!!
- المجنون
- نهي رشدي وفضيحة مجتمع
- ذات الصمت
- آمال جبارة في لوحة المدن : البحث عن مسارب الأمل في مدن الألم ...
- صفحة حوادث
- قبل الكلام : الفاشية السياسية والفاشية الدينية
- الكنيسة المصرية وأزمة مجتمع
- الكنيسة المصرية والنظام الحاكم .. هل من توافق ؟
- مجتمع الخوف
- مقتل سوزان تميم : ماهو الباعث علي الجريمة ؟!!
- أزمة الهوية


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمود الزهيري - الوطنية والملاذ الأخير