|
لكل حدث حديث
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قد تبدوا لنا للوهلة الأولى بعض قراراتنا جميلة ، رائعة ، ولكن لمزيد من التحديق في الصورة يقودنا إلى نوع من الطمأنينة الكئيبة قليلاً ، فالعمل هو الابن الشرعي للقرار ، وهو الخطيئة والبحث عن الخلاص ، وهو الرصاصة والجسد في لحظة مصارحة فيما بينهما ، وهكذا عندما يأتي زمن لا نحتاج فيه إلى قرار يعني بالضرورة أن العمل قد انتهى ، أي انتهى زمن الرصاصة والجسد وأن سلاماً ما قد أستتب ، وأن تطوراً جذرياً علينا قد حدث ، وأن الألم والمعاناة والظلم والماسي والفقر والمرض والفساد والعذاب الإنساني كلها قد دفنها ورمدها السلام والعدالة .... أحياناً نشعر بأننا كعمال المناجم نكتشف أن المعادن انتهت على هذا الكوكب ، أجل نبحث عن شيء ولا نجدهُ ، دعونا اليوم لنكون صرحين مع بعضنا البعض ولو للحظة ، فحتمية اتخاذ القرار والعمل به من أهم ما يميز الشخصية السوية ، على الرغم من وجود العديد من نظريات تفسر معقولية تلك الافتراضات إلا إنها بالتأكيد ليست متوفرة لدينا فتجاربنا الداخلية غير مستقرة في اتخاذ أي قرار والعمل به .. فهي كاذبة على حد سواء ، و بهذا تستوضح لدينا المشكلة الحقيقية والحتمية ـ حيث يبدو لنا أن استيعاب أنفسنا للإحباط في بعض المواقف والممارسات هو في أدنى مستوى لرغباتنا من خلال وضع مستمر ويستمر في مواجهة نوع من القناعة التي تستحق منا التفكير في حياتنا ومسيرتنا الذاتية... فقناعتنا تكمن في رغبات ومواقف نابعة عن عُقد أخلاقية تولدت من ماضي خاص بنا وعام ، وعلى الرغم من حقيقتها الحتمية ، فقد يكون لها بعض الأسس كفكرة جذرية ، فهذه الحتمية التي يمكن اتخاذها تعتمد بالدرجة الأساس على البيئة وخاصة ( الأسرة ) في بلورت وجهات النظر، والقليل منها ما يكفي لاستيعابه من الناحية النظرية ، حيث أن قراراتنا وما شابه ذلك ، وأيضا الإجراءات التي تنبثق منها تثير بعض الأسباب المتوالية في تحديد سلبياتنا وايجابياتنا وكل هذا يتطلب معرفة أولية ولاحقة عن ما سببته الظروف التي شكلت تلك المتواليات فقد تظهر لنا هذه الحتمية بوجود أخطاء عميقة حاصلة في اتخاذ القرار والعمل به؟ فنخوض تجربة خاطئة ، ونحن ندرك بوجود أخطاء في اتخاذ القرار والعمل به، وربما تولد لدينا نزاعات رغم وعي الكثير منا بأنها تجربة زائفة أو على نحو ما نعرف من الحقيقة فيحصل على الأقل في بعض الأحيان اتخاذ قرارات وإجراءات غير عادية في أجواء تم رفضها سابقاً ، حيث إن جزء من وعينا من اتخاذ أي قرار والعمل به في أن هذه القرارات والإجراءات تُشعرنا إنها تسير في الاتجاه الآخر.. أن القيود وما شابه ذلك ليست جزءا من اتخاذ القرار والعمل به ، فحرية الأفكار إذا جاز التعبير يجب أن تكون مدعومة بالعمل ، ولكن الواضح أن مفاهيمنا تتداخل فيما بينها وتلتزم مع بعض المواقف والممارسات في الكثير من الأمور الأساسية من حياتنا... لذا فأن ثمة مشكلة ما تبقى من حتمية اتخاذ القرار والعمل به وبين الحرية... وهي مشكلة التخلي عن التفكير والتخلي عن ما يتعارض مع ذلك من المواقف والممارسات المرتبطة بنشأة فكرتها لتكون في أدنى مستوى لرغباتنا ... على أي حال ، فإن المشكلة الحقيقية الحتمية هي إنها مشكلة عن كيفية القيام بشيء ما ، فإن المشكلة في كيفية تقبل الإحباط العميق في داخل رغباتنا ، الذي يرتبط مع نشأتنا ، فنجد أنفسنا نهرع إلى اتخاذ قرارات ولكن عند التنفيذ نتراجع ونعمل بغيرها فنحن بهذه الطريقة نريد أن نضمن بعض الآمال ، أي في العقود الآجلة نحاول تغيير الشعور برفضها متمنين أن تكون مسألة مقبولة للضرورة. إننا نريد إن نثق بكل الاستفسارات من مختلف الأنواع ، رغم الملاحقات المعروفة ، فهي في شكل غير محدود وكذلك دون قيود... حتى مع الحياة وفي الكثير من المواقف الغير أخلاقية مع الآخرين -- مواقف شخصية أو عامة ، نجد الحرية والوعي بالمواقف المختلفة باتت تبدو لنا كحل موضوعي للكثير من الأفعال ... و بذلك ، ومن هنا يبدو التناقض ، التناقض ليس من النوع الذي يستحق أن يكون هناك أي نزاع عليه ، فربما هو ضعف وخوف ، أو مرض وربما هي ازدواجية الشخصية الغير سوية ، أحياناً نشعر أن أحلامنا تنتهي في أول غفوة لنا لنقع على أرض وحلة ونلتفت من حولنا بهلع وأسى ونقول من المؤسف أن يوماً كهذا مازال بعيد المنال ....زماننا بحاجة إلى زمن آخر ، بحاجة إلى إنسان يمتلك القرار ويؤمن به وينفذه حتى وأن كان مختلفاً على الأجواء ، فأننا لا نتقن سوى شيئاً واحداً هو إيذاء أنفسنا والآخرين ، حتماً وإلا ما معناه أن نتخذ قرار ولا نعمل به ؟؟؟ بل نرفع اللافتات والشعارات ونطالب بالخلاص ونحدو عن قراراتنا ونتبع نفس أخطاءنا ، وكما قيل " ليتوهم كل ديك في بلادي أن الشمس أشرقت لمجرد أن يصيح كل صباح " ...
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الإنسان ... الحلقة المفقودة
-
اليوم ذاكرتنا مخدرة باليأس
-
مظلمة للكاتب
-
المرآة والأسطورة
-
أيا من .. وشم روحي
-
المرأة والأنتخابات
-
هل ترغبين بأن أرشحك ؟؟؟ كم تدفعين ؟؟؟
-
هل أنت سعيدة بضياعكِ
-
أعدلني عن الميل نحوك
-
هلوسة
-
دعوة للمحبة
-
ولاءهم وعداً بالكراهية لنا
-
2009عام المفاجآت الغير متوقعة من الشعوب العربية
-
أحببتكَ وهماً وكم عشقت حياتي الأوهام
-
ميتة تتظاهر بالحياة
-
ثورة ضد التفرقة والفتنة سلاحُنا فيها الحب
-
يا غزة يا قرينة وجعي الثالث ...
-
لعبة الجروح
-
دنياي
-
سليلة الكهنة في الطقوس القديمة ... شجرة الميلاد .... وميض فر
...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|