السبت 20 مارس ومرض الطفولة اليسارية

ياسر عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تحركت جموع ضئيلة من المتظاهرين امس الى ميدان التحرير فى تمام الساعة الواحدة ظهرا فى مظاهرة واقفة فى مكانها تحت تمثال الخالد عمر مكرم المتضامن الاول والاخير مع كل تظاهرات المصريين اخيرا
والمتأمل فى حال المظاهرة الاخيرة يلفت نظره الاتى
1-قلة عدد الحضور بالنظر الى حماس الدعوات قبل المظاهرة وهو ما تزامن مع اعلان حركة 20 مارس تلك الحركة التى تبنت الدعوة الى المظاهرة قبل الهنا بسنة مثلما يقول المثل المصرى
وهذه الدعوات الساخنة دفعت احد الزملاء الى التعليق على ذلك بانه ظن ان الثورة ستندلع يوم 20 مارس . وهذا يدل على ان كل الحركات القائمة حاليا تحت اى مسمى باستثناء بعض الاحزاب اليسارية سواء العلنية او السرية تعبر عن حالة مرض طفولى سائد متمثل فى اطلاق شعارات جذابة جدا واسماء اكثر جاذبية دون ان يوجد لذلك اى انعكاس فى الواقع
2- تفرق المتظاهرين داخل المربع المائة مترى " هايد بارك " على حد تعبير الكاتب المصرى احمد الخميسى وهذا دليل على مرض الحلقية الذى لا زال يلعب دورا كبيرا فى التيارات السياسية المصرية متناسين ان حميع التيارات الآن غير قادرة على تحريك اكثر من الفى متظاهر " العدد الرسمى امس"
3- ربما كانت الحسنة الوحيدة امس هى الحشود الامنية تلك الحشود التى اشعرت المواطن البسيط ان هناك شيئا يحدث فشكرا لوزارة الداخلية على هذه الدعاية ولا عزاء للمتظاهرين
خاتمة:
ستظل الحالة المتكررة هذه قائمة مع كل مظاهرة طالما لم يتم التنظيم والاتفاق على برنامج واحد و من سيهتف ومن سيحمل اعلاما وهذه الاشياء وهذا الف باء التظاهر
ستظل الحالة كذلك طالما لم نكف عن المزايدة الرخيصة على بعضنا البعض و عدم الاستماع الى اى نقد من اى مخالف فى الفكر او التنظيم وعدم النقد الذاتى وهذا يدل على احترام التيارات السياسية القائمة لوضعها الحالى وعدم رغبتها فى اى تغيير

الكف عن اطلاق شعارات اكبر كثيرا من الواقع الذاتى والموضوعى اى واقع هذه الحركات والواقع المصرى لان هذا تعهبير عن مرض الطفولة الذى شخصه لينين فى كتابه الرائع " مرض الطفولة اليسارية"
وختاما فان المرحلة حاليا لا تحتمل اى زعيق وهتاف بل تتطلب اشكال جديدا للعمل السياسى
لجذب وتحريك جموع الشعب المصرى الخامل فى عمل فعال ومؤثر
ياسر عبد الله
القاهرة فى 21 مارس 2004

#ياسر_عبد_الله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات