أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - عزائيات لكاوا والأم الكرديين














المزيد.....

عزائيات لكاوا والأم الكرديين


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 03:30
المحور: الادب والفن
    


كل عام،
ينحدر من أعلى قمة جبل
كاوا السلف الكردي المشتعل نوراً ونارا
ينتقل من قمة إلى أخرى دون استثناء
من قمة هضبة إلى أخرى
من قمة تلة إلى سواها
من قمة وهدة إلى ما عداها
ينحدر لاحقاً سابقاً ظله المشعشع
طاوياً المسافات في الجهات الأربع كردياً
يعرَف به اسمه الناري
منتقلاً من بيت كردي لآخر
معيداً إلى الأذهان شعلة السنة الكردية الكبرى
انبثاق نوروز الكردي في وميض المعنى المترامي الأنوار
مجدداً جلالة النار وجمال اللسان المتقد باللغة الكونية
أنت كردي، تلك هي فصاحتك النارية
هكذا يجدد وصيته في بلاغة الضوء وكرم شفافيته
يلتقي الليل بالنهار
يتوحدان عبر نارالليل ونور النهار
تبدو الكائنات في وضح النار محمولة بالمغاني
غائبة عن حقائقها المادية في سفرها الكوني
يصعد كاوا، وهو الصعود أصلاً
مطلاً من أعلى قمة جبل متشحة بجلال قدر النار
مستشرفاً الآفاق الكردية، ذائباً فيها حتى الدفق اللامتناهي من تجليه الناري
يستحم الكردي في الشعلة المضيئة المضاءة
متجاوزاً ليل ماديته التليدة
معانقاً رموزه النارية
متجاوزاً حتى ذاته الكردية
سوى هذا العام الذي عام في بحران رماده
لا كاوا انحدرأو كشف عن يقظته الضوئية
ولا القمم أبانت عن ألسنتها المتوهجة
ولا البيوت الكردية اعتمرت كوفياتها النارية
كان الكردي ، كما هي الندرة، متوحداً مع ذاته
مسكوناً مأخوذاً بالرمادالمتحجر للحظة الضاغطة
متدفقاً عيوناًتنفتح على جراحاتها المشتعلة
هناك حيث يقيم كاواالمأخوذ على غفلة من تاريخه
كما هي عادة الرابضين على مصيره
كماهو لسان حال الصاعد إليه غيلةً.
كل بيت في ظل رماده المتصاعد
ينفخ في ناره ليضيء من داخله فقط
ليري كاواه ناره التي لن تطفىء
ثمة حداد ساطع إلى ماوراء بلاغةاللغات
أفصح من كل يقين
حيث الحدث لايساوم عليه
حيث نار كاوا الحداد
ونار قلب الأم في عيدها الشهيد المديد
قلبها المفجوع حتى صمت السماء السابعة المريب
يتلاقيان في جرح، هو قاسمهما المشترك
جرح كاوا الذي منه وفيه كانت ناره الكردية
ونارقلب الأم الكردية حيث صورةالابن
دريئة رصاص العسكروأشباههم من سدنة الظلمات
وصورة الجريح المتهم بجرحه الناطق بكردية مهيوبة الجانب
قمم تنادت وقد أطفأت مشاعلها
خاشعة لأنَات أم تصادت في الجهات الأربع
هي لحظة التشفي حيث الظرابين سادرة في نتن رائحتها
وحيث الأم الكردية تفكرفي كاوا آخرلاحقاً
هكذا هي الحياة
تعرفها دون أن تقرأ أبجديتها
يعلمها رحمها كيف تقاوم الظرابين
وتعلم الظرابين مدى عناد رحمها المخصب في مثل هذه الحالات
انغلقت الأشجار على أوراقها،
وغابت الطيرطي أجنحتها المتكسرة
واستوى العشب تحية للدم المهدور
حيث نيروزلزم القتلى والجرحى من الكرد المغدور بهم
هم لا يعتذرون عما فعلوا
ونحن لاننسى طعنتهم النجلاء الآثمة
لاننسى فخاً كبيراً جهنمياً نصب للأكراد بالجملة
جرح تاريخي ينضم إلى أخوته وأخواته من الجراحات التاريخية الأخرى
جرح واحد في النهاية يتسلسل
جرح هو مأساة أن تكون كردياً،
أن تكون معلقاً باضطراد
بين إله يستهجن صوتك، لغتك، اسمك
كما تقول الأسفار التاريخية الكبرى،
وشيطان يؤلب عليك عباد الله (الصالحين)
يثير عليك غضب الرحمن المولَف
بين سماء تقود عالياً إلى تيه غير مسمى
وأرض تنخسف إلى أسفل سافلين
لالغة تقبل بك كردياً لحظة اعتراف
لا لساناً يرضى بك مأخوذاً بلغته بوصفك الدخيل
لم يبق إلا أن تعلن قيامتك
أن تكون الكردي ابن الكردي ابن الكردي حتى آدم نفسه
يضيق التاريخ بك لتعلن عن كرديتك
طالما الآخرون يتباهون بتسميتك صاحب اللسان العوج
فابحث عن ذاتك من ذاتك في ذاتك
وتأكد أنك صراطهم المستقيم
وتأكد أن كاوا الغائب الحاضر
وأن الأم الكردية المطعونة في كبدها
لم يعدما نيروزهما الكردي
إنما يدفعان استحقاقاته
وها هما ينتظرانه على أمل واعد
فترقَب



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحدد مصير الشعوب؟
- فتنة المثقف الصدامي


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمود - عزائيات لكاوا والأم الكرديين