أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كاظم حبيب - لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة الشعب














المزيد.....

لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة الشعب


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:58
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ها نحن نقترب من نهاية العام السادس منذ إسقاط الدكتاتورية الفاشية في العراق عبر قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة , والسماح لقوى الإسلام السياسية في السيطرة على السلطة , وخاصة الأحزاب الإسلامية الشيعية. وقد تعرف الشعب على طبيعة هذه الأحزاب , سنية كانت أم شيعية , التي لم تكن قبل ذاك في السلطة , واطلع على فكرها السياسي وعاش ممارساتها الفعلية في مختلف مجالات الحياة. والكثير من الناس في العراق قد تيقن من خطأ قيام إحزاب إسلامية سياسية في البلاد , إذ أنها لا يمكن أن تكون إلا طائفية سياسية وتتمارس التمييز بين بنات وأبناء الوطن على أساس الدين والمذهب والاتجاه الفكري والسياسي. وقد عشنا جميعاً تجربة القتل على الهوية الذي لم تشارك فيه قوى القاعدة المجرمة في العراق فحسب , بل مارسته ميليشيات شيعية وسنية شكلتها الأحزاب الإسلامية السياسية أيضاً. وكان أعضاء الكثير من هذه المليشيات جمهرة من البعثيين من أجهزة الأمن والشرطة وفدائيي صدام حسين والحرس الجمهوري وغيرهم , كما أنها مارست القتل والتشريد لبنات وأبناء الوطن من المسيحيين والصابئة المندائيين والأيزديين , إضافة إلى تأجيجها الصراع لا بين قيادات وقواعد الأحزاب السياسية السنية والشيعية فحسب , بل وبين الأوساط الشعبية لأتباع هذين المذهبين الإسلاميين. وقد فشلت تلك القوى في إشعال حرب أهلية بين أتباع المذهبين , رغم العدد الهائل من القتلى والجرحى والمعوقين والخراب الاقتصادي والخسائر المادية التي نجمت عن ذلك. ولكنها تسعى اليوم إلى إشاعة الصراع العربي الكردي وتنشيطه بما يقود إلى قطيعة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في كردستان العراق , وهي ترى في ذلك انتصاراً لها ولمخططاتها المناهضة للشعب! لا بد من إيجاد حلول عملية وتوافقية تستند إلى الدستور في معالجة جميع المشكلات التي يعاني منها العراق وتعاني منها القوميات في البلاد.
إن السنوات الست المنصرمة تؤكد بأن قوى الإسلام السياسية الطائفية غير مستعدة للتخلي عن طائفيتها والكف عن تأجيج الصراع بين السنة والشيعة , وكأن السنة في العراق هم المسئولون عن قتل الحسين بن علي بن ابي طالب وأفراد عائلته وصحبه الكرام. كما أن اتهام الشيعة بالرافضية أو التبعية لإيران وما إلى ذلك هو الآخر يتسبب بمزيد من التعقيد في العلاقات.
وقف عمار الحكيم ينادي بصوت مشحون بانفعالية مقصودة يستنجد بالحسين الشهيد ليدعم قائمته ولينفذ أجندته السيئة حول فيدرالية الجنوب الشيعية وليقسم العراق العربي إلى شيعي وسني وإلى مزيد من التناقض والصراع والنزاع المسلح. إن نداءاته موجهة للشعب باسم "الحسين وباسم المراجع العظام وباسم السيستاني" , أفلا يعتبر هذا استخداماً للدين في انتخابات غير دينية وممارسة مخالفة للدستور وقواعد الانتخابات؟ السؤال موجه إلى المفوضية المستقلة للانتخابات. وسؤال أخر يوجه إلى هذه المفوضية ايضاً حول دور قوى الإسلام السياسية في التأثير السلبي على المفوضية في تقليص حصة المرأة العراقية في مجالس المحافظات. وهو أمر مخالف لنص وروح الدستور العراقي , أفلا ترتكب المفوضية ذاتها مخالفة دستورية ولصالح من؟.
على الناخبة والناخب في العراق أن يدركا بأن منح صوتيهما لمثل هذه القوى لن يكون سوى دق مسمار جارح في خاصرة العراق وفي وحدته وتقدمه ودفعه باتجاه ما هو قائم في إيران من نظام طائفي متزمت لا يمت إلى القرن الحادي والعشرين بصلة. إن على الناس الطيبين في العراق أن يدركوا بأن وحدة الوطن لا تحققه القوى الطائفية مهما ادعت بغير ذلك , بل القوى الديمقراطية والعلمانية والمدنية التي ترى بأن "الدين لله والوطن للجميع" , إنها القادرة على تحقيق وحدة الوطن والشعب وتضع البلاد على طريق الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة , الدولة الفيدرالية المدنية والديمقراطية.
أيتها الناخبة , أيها الناخب , انتبه إلى اللغة التي يتحدث بها الإسلاميون السياسيون , فهي لغة طائفية مشحونة ضد أتباع الديانات والمذاهب الدينية الأخرى , سواء أكانوا من الشيعة أم السنة. أتمنى أن يفكر كل مواطن وأن تفكر كل مواطنة لمن يفترض فيها أن يعطي الصوت وأن يمارس هذا الحق الانتخابي لصالح وحدة الشعب والوطن ولصالح إنجاز برنامج وطني وديمقراطي , برنامج يربط بين مطالب الشعب العامة ومطالب المحافظة الملموسة. إن الانتخابات الراهنة يمكن أن تكون أحد المؤشرات المهمة للانتخابات العامة القادمة في نهاية هذا العام لصالح القوى الديمقراطية والعلمانية والمدنية , سواء أكانت في إطار "مدنيون" أم في قوائم ديمقراطية أخرى مماثلة.




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية في العراق
- الأحزاب الإسلامية السياسية وانتخابات مجالس المحافظات والتجاو ...
- الانتخابات والطائفية السياسية في العراق !
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (6) ...
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (5)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (4)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (3)
- حول المحاضرات التي ألقيتها في دورة تثقيفية لأجهزة الأمن العر ...
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (2)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (1)
- رئيس الوزراء العراقي وانتخابات مجالس المحافظات وقوى الأمن ال ...
- هل العراق معادلة سياسية صعبة ومعقدة في الفترة القادمة؟
- أين نلتقي وأن نختلف بشأن الوضع في غزة والعدوان الإسرائيلي؟
- مناقشة مع الكاتب الفلسطيني الأستاذ سلامة كيلة حول قضايا فلسط ...
- العام الجديد والشوفينية القاتلة وحقوق الشعب الكردي في كردستا ...
- شعب غزة بين المطرقة والسندان , بين عدوان إسرائيل وحماس إيران
- العام الجديد والاعتراف بأخطاء العام المنصرم !
- متى يمكن أن يهدأ ويستقر العراق وينعم بالسلام والتقدم ؟
- حوار ودي مع الأستاذ رزاق عبود
- ثقافة الحذاء الصدامية وإهانة مهنة الصحافة!


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - كاظم حبيب - لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة الشعب