قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى سياق التغطية الصحفية للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وصفت الموقف فى إحدى رسائلى اليومية من الكويت أن "السياسة" حولت" الاقتصاد" من "صاحب بيت" إلى "ضيف شرف".
فالمفترض أن قمة الكويت كانت مخصصة لمناقشة المسائل الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. ولم يكن ذلك مجرد "رغبة" فردية أو جماعية وإنما كان "قراراً" أصدرته القمة العربية التاسعة عشر التى عقدت فى الرياض فى 29 مارس 2007، وحمل هذا القرار "رقما" هو 365 مشفوعاً بمذكرة تفسيرية لدوافع عقد قمة عربية اقتصادية وتنموية واجتماعية. وأوضحت هذه المذكرة التفسيرية أنه "إذا كانت الأخطار التى تهدد سيادة واستقلال ووحدة أراضى الدول العربية قد استغرقت الجزء الأعظم من اهتمامنا وأولوياتنا فى المراحل الماضية، فان معالجة التهديدات الأخرى التى تمس أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية ماتزال فى حاجة إلى مزيد من الاهتمام والتعزيز. ويتعلق الأمر على سبيل المثال بالتحديدات الآتية :
• تفاقم معدلات الفقر والبطالة بين أبناء الوطن العربى.
• تواضع الأوضاع المعيشية للمواطن بشكل عام.
• هجرة رؤوس الأموال والعقول والكفاءات العربية للخارج.
• ضعف البنية التحتية فى كثير من البلدان العربية (الطرق – المياه- الكهرباء- وسائل الاتصال).
• عدم مواكبة مخرجات العملية التعليمية لاحتياجات التنمية ومتطلبات المنافسة العالمية.
وتم تحديد موعد القمة الاقتصادية بعد قرار قمة الرياض بنحو واحد وعشرين شهراً، وهى فترة كافية جداً للتحضير الجيد، لم تهدرها الجهة المكلفة بالإعداد لها- وهى المجلس الاقتصادى والاجتماعى والأمانة العامة للجامعة العربية التى أحسنت اختيار السفيرة ميرفت التلاوى منسقة للأعمال التحضيرية للقمة المرتقبة- بل إنها بذلت جهدً مشهوداً حشدت له طاقات عدد ليس قليلا من المفكرين العرب وقيادات القطاع الخاص والمجتمع المدنى العربى، شاركوا جميعا فى ورش عمل وحلقات نقاش وإعداد دراسات ومقترحات والتقدم بمشروعات، وتم تتويج هذا العصف الفكرى بتخصيص اليومين السابقين على عقد "القمة الرسمية" لقمة " أهلية" للقطاع الخاص والمجتمع المدنى فى إطار "المنتدى والاقتصادى والاجتماعى" الذى عقد جلساته على مدار يومى 17 و 18 يناير 2009، ورفع توصياته ومقترحاته ودراساته إلى القادة العرب الذين التأمت قمتهم فى 19 و 20 يناير 2009.
لكن هذا الإنجاز الكبير، والذى يعد بمثابة أول تحضير "ديمقراطى" تشهده قمة عربية ويساهم فيه"الناس"، توارى خلف الجدل السياسي حول مجزرة غزة وتباين مواقف الدول العربية حول سبل التعامل معها، رغم أن هذه التباينات والملاسنات والمساجلات دارت كلها على خلفية واحدة خلاصتها "العجز" عن اتخاذ موقف عملى فعال لردع العدوان الإسرائيلي على مدار 22 يوماُ اقترفت خلالها إسرائيل كافة أشكال جرائم الحرب والإبادة الجماعية وإرهاب الدولة. وبالنتيجة.. تحول الاقتصاد من "صاحب بيت" إلى "ضيق شرف". واهتم الإعلام بنقل كل شاردة وواردة عن الشق السياسي، الذى توجته "مصالحة" هشة، بينما سقط الاقتصاد فى بئر النسيان.. رغم انه كان بيت القصيد.
وأرجو ألا يكون قد فات الأوان لإعادة الاعتبار لهذا الجهد الكبير الذى قامت به كوكبة عربية "أهلية" تحاول ترميم بيت العرب المتصدع .
وللحديث بقية.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات