أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 07:15
المحور:
الادب والفن
(1)
وسألتُ الجمرةَ: ما النسيان؟
قالتْ: ريحٌ سوداء.
وسألت ُالجبلَ، أجاب: الدم.
وسألتُ الصحراءَ فقالتْ: هوذا التيه.
وسألتُ الفجرَ فقال: النوم.
فكتبتُ قصائد من نومٍ ودمٍ، تيهٍ، ريحٍ سوداء
حتّى أنساكِ بسين النسيان.
لكنّي لم أصل النون ولم
أصل السينَ القاسية العينين ولا ياء اليّم.
وكتبتُ قصائد من فجرٍ وجبالٍ، جمرٍ ورمال
حتى أنساكِ بياء النسيان.
لكنّي عدتُ بثلجِ الجبلِ، عناءِ الجمرة،
لحمِ الفجرِ وسروالِ الصحراء.
(2)
يا نون
يا سين القسوة، ياء اليّم.
* قال الأولُ: يسألُ أحدٌ عن معنى النسيان؟! لماذا؟!
* قال الثاني: عبثٌ عبثٌ.
* قال الثالثُ: هي ذي الكأس.
* قال الرابعُ: كنْ فيكون.
* قال الخامسُ: معناه الدهر.
(3)
- ضعتُ طويلاً كغرابِ الطوفان.
- ألقيتُ القبضَ على أسئلتي كاللصّ.
- وشربتُ الخمرةَ حتى (تعتعني) الكأس، ارتجفتْ أعضائي،
ماتتْ في قلبي الصبوات.
- ومضيتُ أجرّ عذاباتي نحو القبُب الخضر.
- لكنْ طوّقني الدهر وصاحَ بقلبي: اتبعني
حتّى تعرف سرّي، سرّ النسيان.
فمضيتُ لنقطف أوراقاً يخفيها في البئر.
مرّتْ عشرة أيامٍ وشهور وسنين.
لم نصل السين.
وبقيتِ أمامي جسداً حيّاً يتبعني في موتي،
يكتبُ سفسطتي وعنائي
ويناقش دولاب َالفجرِ، سرير اللذّةِ، باب المعنى
قرب فراشي
ويرّبتُ فوق الكتفين.
يهمسُ لي بالغامضِ من حرفِ السين
ويمزّقُ ثوبَ مسرّاتي
ويهشّمُ كلماتِ الحُبّ، يصادر قدّاحَ طفولة قلبي.
وبقيتِ أمامي جسداً حيّاً يتبعني في موتي،
يهزأ منّي، يشتمني
ويقدّمُ لي، في طبق ٍمن ذهبٍ، فاكهةَ الموت.
%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%%
من مجموعة (أخبار المعنى)
http://www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟