أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح السعيد - مدنيون 460 تعانق بمسيرتها السيارة شوارع وبيوت مدينة الثورة














المزيد.....


مدنيون 460 تعانق بمسيرتها السيارة شوارع وبيوت مدينة الثورة


صباح السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدينة الثورة ،مدينة المنكوبين الذين انتشلهم زعيمهم الخالد عبد الكريم قاسم من بيوت الطين والسعف في الوشاش والشاكرية والميزرة ووهب لهم قطعا من ارض العراق وطنهم الذي نبتوا فيه منذ أن نبت النخيل والبردي ،وكان ومازال اشرف حاكم حكم العراق ،وقتله عبيد العصور ،لكنه لم يزل يتربع تاريخا وقديسا في قلوب شيوخها وشبابها وأساطير عجائزها ،وكان حلمه ان يرسم على أرضها أجمل مدينة يستحقها هؤلاء الفقراء ،ولكن اللعنة على من شارك وتآمر ورضي بقتله وإنهاء عصره القصير الوفير بالعطاء ،اذ يكفي انه وزع أكثر من 70 ألف وحدة سكنية على اسر صارت عنوان هوية بغداد التي يتشدق بها أرباب الطائقية اليوم وهم من تآمر على إجهاض ثورة 14 تموز 1958 ويتآمر اليوم على محوها من ذاكرة التاريخ بما تعنيه من أنها العيد الوطني لجمهورية العراق ولا عيد غيره .
مدينة الثورة هي موطن المبدعين من فنانين وادباء ورياضيين اقتحموا ساحات الإبداع فتفردوا عن غيرهم ،وهي مركز الوعي الطبقي الذي تخرج من صفوفه العدد الهائل من الشيوعيين ،فكانوا مثار رعب النظام البعثي الذي حاول كتم أنفاس الشعب العراقي بكل الوسائل الا من استمطاه ليكون بعثيا حقيرا وهم الطفيليون والجبناء والإمعات والجهلة ،وهم اليوم قاعدة الفساد والخراب والإرهاب في العراق حيث ساروا على طرق الضلال الذي ورثوه من زمن التردي ..
الحزب الشيوعي العراقي بما عهد عنه من صمود وصبر على الموت والعذاب من اجل تحقيق شعاره الخالد( وطن حر وشعب سعيد) ،لم يذعن او يركن للطغاة برغم أفواج الشهداء الخالدين ومعظمهم من مدينة الثورة ،فضلا عن القسوة التي تعرض لها من افلتوا من التصفيات الجسدية في زنازين الموت البعثي ،وما عانوه من مضايقات هم واسرهم استمرت حتى سقوط الطاغية ،عندها كانت العيون تربي الى القادمين من المنافي ومن متاريس القتال ضد النظام الساقط ،وسرعان ما التام الشمل وارتفعت رايات الحزب تعانق سماوات العراق وسط ضجيج الخطابات الزائفة التي عاش في خضمها العراق سنوات أضافت الى خرابه خرابا بسبب الفساد الإداري والمالي والتصعيد الطائفي والمحاصصات الطائفية والمذهبية وما نتج عن ذلك من سيول الإرهاب ،ومع ذلك تمكن الحزب من الحصول على ثلاثة مقاعد في البرلمان ومنصب وزاري وبضعة مناصب مهمة في الحكومة العراقية ..
العركة الانتخابية القائمة على انتخاب مجالس المحافظات هي اليوم محل نضال الشيوعيون من اجل شحذ همم المواطن من اجل اختيار ممثليهم الحقيقيين برغم قلة الإمكانيات المادية للحملة الانتخابية قياسا بالأحزاب الحاكمة وغيرها ممن لها دعم مالي من قبل جهات دولية وإقليمية ،ومع ذلك فان رصيدهم الشعبي موجود ،ولاسيما بعد الفشل الذريع الذي وقعت به الكتل التي حصدت مقاعد مجلس النواب او مجالس المحافظات ،اذن كيف للحزب ان يصل الى أعماق مدينة الثورة المعروفة بسطوة بنادق وسكاكين الخارجين عن القانون ؟
صباح يوم السبت 24/1/2009 كان موعد مدينة الثورة مع الحزب الشيوعي العراقي ،وقد كان مركز التجمع مقر اللجنة المحلية للحزب في الطالبية ،حشود من الشباب والكهول والشيوخ كخلية نحل قاموا بتزيين عدد من السيارات الصالون باللافتات والملصقات التي تشير الى قائمة مدنيون 460 وشعاراتها الصادقة ،وانطلقت المسيرة السيارة تتقدمها سيارة حمل رفعت عليها صورة كبيرة للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ومكبر صوت يذيع شعارات ومقتطفات من برنامج الحزب الانتخابي ، وهي تزحف عبر شوارع المدينة من الطالبية الى ساحة مظفر باتجاه جامع سيد حسين في الداخل والى أعماق هذه المدينة وسط دهشة الناس من هكذا تنظيم مهذب ووقور ،يذكرهم بوقار تاريخ نضال الحزب الشيوعي وتضحياته ،ووسط وجوه لم تكتم فرحها ومجاملاتها اللطيفة التي تقابلها كلمات الامتنان من الرفاق المشاركين في المسيرة وسعادتهم بنجاحها ،واستمرت لتنعطف الى منطقة الجوادر وحي الأكراد باتجاه ساحة 55 ومن ثم الى ساحة 83 والى الطالبية ثانية وعبر جسر القناة وتقطع الطريق المحاذي لها لتطوف المسيرة بساحة مظفر من جديد ثم تنتهي عند مقر الحزب ..
لا ابالغ ان قلت بان الناس تنظر الى الحزب الشيوعي وقد خرج من جوف التاريخ السياسي للعراق ،وهم يراهنون الجميع بولائهم الى العراق دون سواه ،وبطهارة أيديهم وأمانتهم واستقتالهم في خدمة الشعب ،إشارات ومواقف كثيرة لاحظتها تصدر ممن مررنا عليهم وهم يشيرون علينا بإشارات الرضا والترحيب ،والأجمل من ذلك ان تحف بالمسيرة الصبية والشباب وهم يتسابقون على اقتناء الملصقات والمنشورات التي جرى توزيعها ..
إنها أول مسيرة من نوعها تقتحم شوارع مدينة الثورة ،وهي أولى التباشير من اجل بناء العراق الديمقراطي الجديد ..





#صباح_السعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح السعيد - مدنيون 460 تعانق بمسيرتها السيارة شوارع وبيوت مدينة الثورة