آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 06:17
المحور:
الادب والفن
ـــ 8 ـــ
ــ عزيزي يامن, توقف الأن! قالت إيزابيل. كنت بحاجة أن مساعدتك، وإلا لن يكون هناك شيئاً. حقيقة, لن يكون هناك شيئاً.
وقفتْ صامتاً. لا شيئ يعيد إلي البسمة, الفرح أوالسعادة. أشعرأن الألم يسري في كل مكان من صدري.
الأشجارالكبيرة, الوارفة الظلال, تضفي على المكان قتامة من نوع أخر. النوارس ترفرف هادئة, تسرح وتمرح, تحلق في السماء المفتوحة الأبعاد..
ــ بالطبع أنتَ هو رئيس التحريرللجريدة، ووللف، ثم وضعت ساعدها على كتفه.
ــ أنا هو؟
دخلنا في بهو المطبعة مرة أخرى.
ــ حقاً، هل أنت هناكَ! قالت كاترينا. لا يوجد إنسان يمكنه أن يهرب إلى هناك!
ــ لم أهرب.
ــ وقفتْ هناك, وبكيتَ!
ــ لم أبكِ!
ــ على أي حال، لن نسمح لهذه الآلة, الثني, أن تجعلك الورق.
فجأة امتد نحوي من الخلف ذراعين, التف حول خصري.
ــ خمنِ من أنا؟ قالها بصوت منخفض. خمنِ ثلاثة أسماء!
رمشتُ عيني بقوة حتى يرى الأخرين ذلك, ثم أدرت وجهي بأتجاه الصوت, رأيت الشخص الذي توقعته!
ــ قلتُ, أنتَ.
ــ كيف عرفتِ ذلك؟ قال الرجل الصغير, وضحك.
ابتسمتْ له.
ــ لقد تم تشغيل هذا، قالت إيزابيل. يمكنك أن ترى.
كانت تعني جوانب الآلة الطابعة. أنها آلة من الطراز القديم جداً.
في البدء, تسحب الورق إلى جانبها ثم تنسل. بعدها ينعطف الذراع المعدني الطويل إلى الأعلى ليجلب الورق. تعود الاسطوانة, لتغمس اللون, كي تضعه على الطرازالمطلوب, ثم تطبعه على الورق. ثم يقفل الذراع عائداً, يهتزمرة ثانية, ليلقط الورق ويضعها جانباً. يتقدم مهتزاً مرة ثانية ويجمع الورق ويضعها جانبا, وهكذا الواحدة تلو الأخرى.
سحبت إيزابيل كومة من الأوراق بسرعة. بدأت الآلة الطابعة تعمل مثل الأحمق, الذراع يهز, ورقة بعد أخرى تطبع, بينما كل الأرض تهتز تحت ضربات الآلة.
كدنا نموت من الضحك.
وضعت جانباً الحنق الذي اعتراني مدة طويلة. قلت:
ـ أحب هذه الآلة.
ـ اعطونا أية آلة, قال يوران. سنشغلها
ضربت كاترينا آلة الثني بيديها.
ـ ليس هذا! قالت. لا أستطيع أن أفعل ذلك وحدي. لا يمكننا أن نطوي الجرائد بيدينا. على كل حال لم يخطر في بالي أن أقوم بذلك.
لدينا ألف جريدة مطبوعة. لدينا رزم كبيرة من الورق, كل ورقة تطوى من الوسط, حتى تصبح الجريدة جاهزة.
بالرغم من أنها جريدتنا الأولى. إنه حدث رائع أن يكون لرونبي جريدة جديدة, أن تستقبل عددها الأول من جريدة الذئب. يمكن للمرء في بعض الأحيان أن يقرأ عن تكلفة العدد الأول من البطة كالي. بالتأكيد بضعة آلاف من الكرونات.
لدي فكرة.
ـ هل نشرتم أي إعلان؟ سألت يوران.
ـ لم ننشرأي شيئ بعد.
راح يشير, كيف يفكرفي ذلك:
العمل الصيفي:
لست صغيراً
اختبرحلويات البائع كونتان
الفأرالصغير في خطر
حرب الكاتشب/ صلصلة البندورة/.
الجرائد المسائية الكبيرة, بالإضافة إلى الإكسبريسن معتادين على مثل هذا النوع من النشر. إعلان صغير تتضمن الأشياء التي تلفت الانتباه. عمل يوران على تلخيص أربعة مقالات.
الحقيقة, من الأفضل أن ينشرأهم خبرفي الجريدة الجديدة التي في طريقها إلى الصدور.
لقد بدلت الإعلان, الذي أصبح بالشكل التالي:
جريدة جديدة في رونبي
كم ستبلغ قيمة الأشياء الثمينة في المستقبل.
الأحداث الساخنة
الأخبارالمهمة, احتفظ بها لنفسك.
المحتويات
حذار من الذئب الحقيقي!
اختبرحلويات كونتان
الفأرالصغير في خطر
حرب الكاتشب في الساحة.
ربت يوران على كتفي من الخلف, لهذا كتبنا جانباً, عشرة نماذج من الإعلان, ننسخها على الآلة الكاتبة.
ــ 9 ـــ
كان يوماً لا يصدق. إيزابيل وكاترينا استأجرا عربة كي يجرها الذئب. بعد ذلك, غادروا المكان وذهبوا, من أجل أن يبيعوا. كان الطقس رائعاً. طارت صغارالبلابل إلى جداول الحياة, الغابات, الأدغال, يرسلن إشارات الصباح لبعضهن البعض, بيب, بيب, بييب. السواح أو الزوارجاؤوا إلى المدينة, ليشاهدوا معالمها. مسابح ورنبي ومنتجعاتها مملوءة بالكامل.
إيزابيل وكاترينا سيذهبان إلى الساحة, كي يبيعوا. بعد ذلك سيتجهون إلى منتجع رونبي.
الرجل الصغيرجاء معنا, كنت سعيدة بوجوده.
في هذه الأثناء، أنا ويوران سننظف المطبعة. سنجعلها جميلة كما كانت البارحة.
والأن سنرى ما حصل!
إذا لم نجد من يشتري جريدتنا, سنضع نقودنا التي حصلنا عليها, على طاولة الخبازبرنهارد, ونكتب على الورقة, الكلمات التالية:
استعرنا القليل من الورق, وطبعنا على بعضها. نأمل أننا نخرج متخالصين!
بالطبع سنكون قد نظفنا المطبعة, لتعود وتصبح جميلة مرة أخرى.
لكن, فيما إذا اشترى الناس جريدتنا، عندئذ ربما سنستمر.. أو..؟
لا أعرف! لم نتحدث, ما سيحدث فيما بعد.
أخذت بعض الأمثلة من جريدة الذئب، ثنيت الصفحة وقلبت أوراقها.
إنها جريدة رائعة.
في الصفحات الوسطى من الجريدة, مقالة لم اقرأها بعد:
مسابقة: كتب الفيلم الفلندي!
من الغرابة أن نتحدث عن الشامبو الفلندي.
المرء يضطجع في حمام السباحة, ولا يدري ما يفعل. يقرأ على ظهرزجاجة الشامبو. نص سويدي, دانماركي أوفلندي. إذا لم يكن لدى المرء ما يتحدث عنه, يمكنه تعلم الفلندية.
زجاجة الشامبوهذه, يمكن أن يكون لها فائدة عظيمة.
لا يمكن للمرء أن يقول كل شيئ. بالطبع, هذا شيئ مهم.
لقد أصدرنا جريدة ممتعة وشيقة. سيكون الأمرغريباً إن لم تباع.
ــــ 10 ـــــ
في الساعة الثالثة من بعد الظهر, عاد الرجل الصغيرإلى المطبعة. كان قد أغلق أنفه بورق الشجر. في طريقه إلينا عبرالمنطقة الصناعية المحاذية للأشجار, وضع هذه الأوراق على أنفه, بحيث أصبحت مغلقة وجاهزة. ابتسم قليلاً وهو يتمايل ويتجه نحونا.
في الحال فهمنا لماذا
وقف الرجل الصغيروسط أرضية ممرالمطبعة, أدخل يديه في جيب بنطاله, وأخرج منهما كمشة من النقود الورقية والمعدنية, والكثير من أوراق الشجر التي تغطي الأنف, ثم نثرمحتويات جيبه على الأرض كالمطر.
كانت كمية النقود كبيرة جداً.
ــ هل صحيح إننا بعنا كمية كبيرة؟ تسألنا, أنا ويوران باستغراب.
ــ لقد بعنا أكثر من نصف الكمية التي بحوزتنا, سأريكم ذلك, قالت إيزابيل.
حضنتُ الرجل الصغير, ورحت أرقص معه في محيط المكان المملؤء بالنقود. جميع الموجودين كانوا غاضبين من رميهم. بعد عدة حركات, ترك يدي, وبدأ يكنس النقود, ويجمعهم ويضعهم في الكرتونة. نفس الكرتونة التي حملوا الفأر فيها ورموه في الغابة.
ــ هل تسمح لي أن استعيردراجتك؟ قال الرجل الصغير.
ــ لا يمكنك أن تستعيرها, ماذا ستفعل بالدراجة؟
ــ ساهتم بموضوع المال, لا تشغل بالك, قالت إيزابيل.
ــ حسناً؟
ــ أريد الدراجة حتى أخذ النقود إلى دائرة الضرائب.
ــ ماذا؟
ــ نعم, سيأخذون جزء منها, هكذا قالت إيزابيل عندما كانت تتحدث مع نفسها.
ــ لكنك مازلت صغيراً.
ثم وقفوا في طريق تقدمه.
ــ صحيح أنا صغير, لكني لست أحمقاً, قالها الرجل الصغيربشكل جدي.
ــ هات أنفك, حتى أمسحه, قلت ذلك, ودفعته إلى خارج المطبعة.
خرج والصندوق تحت ساعده, إلى المكان الذي وضعتُ دراجتي فيه. شد الصندوق على المقعد الخلفي للدراجة وركبها. ما هي إلاخطوات قليلة, حتى تمايل يميناً وشمالاً, بعدها وقع على الأرض, مصدراً دوياً عالياً. رمى الدراجة جانباً, ثم مسك الصندوق ووضعه تحت ساعده وسارفي الطريق غاضباً.
ــ هل تعرف أين يقع مكتب الضرائب, قالت إيزابيل؟
ــ أنا مستعجل! أبعدي عن طريقي
ومضى يركض. يقرقع بالصندوق. كنت أعرف بالضبط ما سيحدث له, لأنه تكلم معي عن ذلك فيما بعد. وما تبقى, جعلني أعيد التفكيربه من جديد.
كان الطريق إلى المدينة طويلاً, مغبراً. الشمس حارقة, والاسفلت, يميع من الحرارة. عندما صارالرجل الصغيرفي منتصف الطريق, تملكه الجفاف والعطش. لمح على جانب طريق ديفيد هيل, واجهة لمحل, لوحة مكتوب عليها, كوا كولا.
دخل الرجل الصغيروسأل:
ــ هل المحل مفتوح؟
كان يديرالمحل, رجل قوي البنية, ضخم اللشة, واقفاً مقابله. كان شعره أسوداً, ولحيته تميل إلى اللون الرمادي الداكن.
ــ عندما أكون هنا, يبقى المحل مفتوحاً بشكل دائم, كي يستقبل زبائنه. نزل إلى جوار الرجل الصغير.
ــ أنا المسؤول المالي. لدي كل النقود, هنا. ثم أشار إلى الصندوق. لكن, لا أستطيع أن أدفع, قال الرجل الصغيرمرتبكاً.
حصل الرجل الصغيرعلى علبة الكوا كولا مجاناً, وجلس بمحاذاة الطاولة.
اسمه زياد, جاء من البوسنة, تحدث الرجل.
زياد وزوجته ميرا يديران مطعمهم الكبيرلوحدهم. الغذاء وقت الظهر, والعشاء في المساء. الفرقة الموسيقية تقدم وصلتها الغنائية يوم الجمعة, والباريفتح, ويعمل يوم السبت. نعمل من يوم الأحد إلى يوم الأحد, دون انقطاع. المطعم مفتوح طوال أيام الأسبوع.
ــ أتذكر, قال زياد. طلبت المشورة من الآخرين. من البدء كنت خائفاً, لأنهم قالوا إنك ستحتاج إلى الكثيرمن البرادات, المغاسل, آلات الجلي عندما تفتح مطعماً. الحقيقة كانوا على حق. إذا لا يملك صاحب المطعم غسالة مضبوطة في المطبخ لا يمكنه أن يديره. وهؤلاء ساعدوني.
ــ مغسلة المطبخ؟ سأل الرجل الصغير باستغراب.
ــ حتى عندما تذهب إلى مكتب الضرائب, يمكنهم أن يعطوك فكرة, استشارة ما! لهذا لا تخف! دعهم يساعدوك.
شرب الرجل الصغيرالكوه كولا, تجشأ ومضى يمشي. عندما صار في الشارع, تذكرشيئاً مهماً كانت أمه تعيدها على مسمعه. وضع الرجل الصغيرالكرتون تحت ساعده, ومضى يركض عائداً إلى المطعم.
ــ شكراً جزيلاً للطعام! صاح الرجل الصغير وهو في فم الباب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ 11ــــ
مضى الرجل الصغير قدماً إلى دائرة الضرائب. كان يسيربثقة على الدرج متجهاً إلى المكاتب. كانت قدمه تدق الدرج, الواحدة تلوة الأخرى, ماسكاً بالصندوق بقوة.
وسع خطواته أكثر, مدها إلى الأمام. بالكاد, كان بمقدورالناس أن يروه. طفل صغير بحذاء رياضي, بشعره الأصفر, واقفاً ينتظر دوره. مزكوماً, يلهث ويخشخش.
يمكنكم أن تروا مكتب الضرائب أمامكم, بطاولتهم الرمادية اللون, يقف خلفها سيدتان. كما يوجد عدد كبيرمن الناس مع استماراتهم على طول الجدار.
كان الرجل الصغيرقصيراً جداً لدرجة لم تشاهده السيدتان من خلف الطاولة. لكن فيما بعد سمعوا صوته.
ــ الضرائب! قالها الرجل الصغير ثم أخذ يقرقع بالصندوق.
ارتبكت السيدتان لهذا الوضع الذي لم يحدث في السويد من قبل. نادوا على المدير شخصياً. جاء إليهم, متفهماً الموقف, لأنه كان أباً لعدد من الأولاد, بالإضافة إلى ذلك كان لطيفاً.
أدخل المديرالرجل الصغير إلى مكتبه الأنيق وسمح له بالجلوس على الأريكة المريحة.
هناك, جلس الرجل الصغيرمع علبة الكرتون في حضنه كما لوأن فيها قطة.
خلال لحظة قصيرة, فكرمديرالضرائب. ينبغي في البدء, على الرجل الصغيرأن يخرج منديله من جيبه ويمخط أنفه. لكنه تحمل الموقف, ربما لأنه لا يميل إلى التعامل مع أولئك الذين يجلسون على الأريكة بشكل عادي. أخرج الرجل الصغيرمحتويات الصندوق, نقود, وبعض أوراق الاشجار التي توضع على الأنف.
راح المدير العام للضرائب يعمل جاهدا أن يشرح للرجل الصغير, كيف تدفع المصانع والشركات, الضرائب في السويد.
ــ الشركة لديها دخل, قال المدير. هذا الدخل, النقود تحصل عليها الشركات من بيع بضائعها.
الرجل الصغيرحرك الصندوق, فصدرمنها صوت قرقعة النقود المعدنية. لكنه فهم ما يعنيه المدير.
ــ كما يتوجب على الشركة أن تشتري عدد كبيراً من الاشياء, تابع المدير. الأموال تدفع على أساس تكاليف الشركة.
طعام الفأر! قالها الرجل الصغيربوجه مشرق.
ــ ربما, ربما, أجاب المديرالعام للضرائب على الفور, دون أن يدرك ما قاله الرجل الصغير. المدخول العام للشركات ونفقاتها تدعى المعاملات, يجب أن تسجل على الورق الصغير.
ــ الصغير! قال الرجل الصغير بسعادة, كان ذهنه يقوده إلى الاشرطة الورقية الصغيرة, التي كانت يملئها في جيب بنطاله.
ــ نعم, أصغر وأصغر, قالها رئيس مصلحة الضرائب. إيصال الشركة وحساباتها تدعى ورقة الإيصال أوالشهادة. تدون عليها العلامة التجارية في دفاتر الحسابات.
الأن, بدأت اللمعة الذكية تخرج من عين الرجل الصغير.
ـ إيصال, قال الرجل الصغير.
ــ نعم, إيصال, ستدون, وتحسب مع بعضها, شرح رئيس مصلحة الضرائب. هذه هي الحسابات الاقتصادية للشركة.
في الواقع, أن هذا الشرح والتفسيرلا نفع له لأولئك الذين لا يعرفون الكتابة والعد. بدأت علامات النعاس على الرجل الصغير. تحدث هذه الأشياء, عندما يقرأ أحدهم عليه قصصاً مضجرة قبل النوم.
ـ بعدها يجب ان نأخذ في الحسبان ضريبة القيمة المضافة على المواد, قال مدير دائرة الضرائب.
تقريباً, في هذا الوقت, نام الرجل الصغيرعلى الأريكة الطرية, والصندوق في حضنه.
ـ على افتراض أن كل من يعمل, أن عليه, أن يضع نصب عينيه خمسة أكوام كبيرة وعالية, واحدة من تلك الأكوام, تذهب إلى ضريبة القيمة المضافة.
تقريباً بدأ الرجل الصغير يشخر.
اعتقدْ أن رئيس دائرة الضرائب استمرفي الحديث عن التغيرات الطفيفة التي حدثت على الحسابات الاقتصادية للشركات, بيان محتويات البضاعة, دفوعات الضرائب وتقاريرالضريبة المضافة.
ثم تسلل المديرخلسة إلى الخارج, ليترك الصغيرأن ينام لوحده دون مضايقة.
ــــ 12ـــــ
عندما أغلقت مكاتب دائرة الضرائب في نهاية الدوام في ذلك اليوم, أيقظوا الرجل الصغيرمن نومه. نهض من مكانه وراح يمشي ويرنح بخطوات وئيدة, حاملاً صندوقه تحت ساعده, يقرقع به خارجاً من الدائرة.
ـ سأدبرالموضوع, قالها الرجل الصغيربعد تفكير معمق مع نفسه. صحيح أنا صغير, لكني لست أحمقاً.
أولاً, وقبل كل شيئ, كل الشركات ستقسم الأموال التي كسبوها على خمسة أكوام. واحدة من الكومات سنطلق عليها درجة, هذا أسهل وأبسط, حتى الذي عمره ثلاث سنوات يحلها, بينما الرجل الصغيرعمره خمسة أعوام ونصف العام.
ينبغي أن نحضر ورقة نضع فيها علامة تشير إلى الأموال التي كسبوها, وورقة أصغرنضع عليها علامة تشير إلى المصاريف.
لا شك أن المديرالعام للضرائب تكلم عن الورقة الصغيرة. لكن ليس لهذه الدرجة من الصغر. التمع في ذهن الرجل الصغيرفكرة مذهلة. طعام الفأرليست مشكلة, لأنها لن تدخل الحسابات, ولن يعرف بها أي إنسان.
مضى الرجل الصغير يتمشى في الشارع. يصفربفرح وسعادة, يصفر ويصفر. صوت صفيره, يتناغم مع صوت الرياح وهي تعصف بالأشجار العتيقة.
عندما عاد الرجل الصغير إلى المطبعة لم يكن لديه الرغبة في التكلم مع يوران أومعي. مشى مباشرة إلى غرفة المكتب.
أخذ كل النقود ووضعها على آلة النسخ, على الصفيحة المعدنية الملساء. فرش النقود الورقية والمعدنية عليها, ومضى ينسخهم ويصورهم.
الشركة ربحت الكثير, لهذا عليه أن يأخذ خمسة ملفات منسوخة عن الأموال التي نسخها.
وضع الصورالمنسوخة في المغلف.
في الواقع, طبع الرجل الصغير كل الأموال التي كسبوها.
الأن, هو راض عن نفسه. صحيح إنه لا يعرف القراءة والكتابة لأنه ما زال صغيراً, لكنه, في الواقع ليس غبياً أو أحمقاً.
بعد قليل, ذهب إلى المطبخ, فتش في سلة المهملات, يبحث عن علبة البلاستيك, التي كانت قطعة الجبنة فيها.
وضع الرجل الصغيرالعلبة, على آلة النسخ, حتى تبدو مثل ورق النقود. على الورقة المنسوخة رسم الرجل الصغيرفأراً صغيراً بني اللون.
وضع الورقة المنسوخة في مغلف آخر.
من أجل الأمان, وضع وجهه على آلة النسخ وأخذ عن نفسه صورتين أيضاً. وضعهم في مغلف ثالث.
على هذه النسخة, يبدوعلى الطفل الصغير, كما لوأنه رئيس تحرير الزاوية الاقتصادية لصحيفة الذئب, وكاتب سجلاتها.
في هذه اللحظات, سمعوا عواء الذئب. كاترينا وإيزابيلا عادوا. الذئب يجر العربة الصغيرة ورائه, صوت قرقعتها يملئ بهوالمطبعة كلها.
ـ هذه هي مبيعاتنا كلها, هتفت كاترينا.
ــ نعم, هذا هو الواقع, قالت إيزابيل.
لم يبق جريدة واحدة. لقد بعنا كل الجرائد التي بحوزتنا, قالت كاترينا. كسبنا نقوداً كثيرة.
ــ تعلمون, أنه علينا أن نبدأ في العدد الثاني. قال يوران.
ونبدأ بالرقص. سنرقص ونرقص. لكن الرجل الصغيرتدخل فجاة.
ــ النقود! قال الرجل الصغير. أريد جميع النقود!
فرغت إيزابيل وكاترينا كل النقود التي في جيوبهن, وأعطوها للرجل الصغير.
ــ هل هذا كل شيء؟ قال ذلك بصرامة.
ــ لا. لقد اشترينا, علبة طعام, للكلب, للذئب, بعشرين كرونة, قالت إيزابيل.
ــ أين هي العلبة الفارغة؟
ــ لقد رميناها.
ــ سنحتاجها من الأن فصاعداً, سأضعها في دفترالحسابات, قال الرجل الصغيرهذه الكلمات, بتعال وعجرفة!
شق طريقه, يمشي بتعال وتكبر, مدير حساباتنا.
مرة أخرى, عاد صوت الرياح يعصف بالأشجار القديمة.
ــ تعال, يا ذئب! نادى الرجل الصغير.
ماذا سيحدث فيما لوحصلت على ورقة العشرين كرونة والكلب. أقصد أن انسخ رأس الذئب على الآلة الناسخة. سأتحدث عن ذلك فيما بعد. ستكون النسخة حقيقية, تدخل في دفتر الحسابات.
ـــــ 13ـــــ
في نهاية هذا الجزء, سأتحدث عن ذهابنا إلى البيت, في وقت متأخر من الليل.
مضى الجزء رقم 13 بشكل جيد.
الإنذاربالخطر قائم.
الساعة تشير إلى التاسعة مساءاً. في الأبنية الصناعية الأخرى, سمعنا أحدهم يطرق بالشاكوش في مصنع, آ ب, ب. وفي ي ـ ر. وفي روبازد ووتر جيت.
الشركة التالية اسمها, مدينة الطباعة. مازالوا يعملون إلى هذا الوقت. أثنان من الرجال يتحدثون مع بعضهم. الراديو يصدح بالغناء. في الشارع العريض سمعنا أصوات المراوح تنبعث من مصانع الخشب, ج آـ ب ر و.
على كل حال يجب علينا أن ننهي هذا الجزء. أخذنا صفيحة من الكرتون وكتبنا عليها التالي:
هنا, هيئة تحريرجريدة الذئب.
المعلومة ب 1000 كرونة, كمكأفاة.
وضعنا القارمة على النافذة, وكتبا عليها
أحمق بما فيه الكفاية.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟