أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟














المزيد.....

هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أنّ الهمجية الصهيونية، التي تتجلى في الحرب المعلنة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، تضع المنطقة العربية على حافة الانفجار، فإما أن يتدارك النظام الإقليمي العربي مفاعيل هذا الانفجار بشكل إيجابي أو تُفرَض عليه نظم إقليمية أخرى تمسخ الطابع العربي للمنطقة.
وفي الواقع لم تكن الحرب الإسرائيلية المعلنة ضد الشعب الفلسطيني في غزة لتصل إلى ما وصلت إليه لولا التخاذل الرسمي العربي. إذ أنّ النظام العربي لم يدرك أنّ الشعب الفلسطيني، كما كان دائما، يقف في خط الدفاع الأول عن الأمة في مواجهة الأطماع الصهيونية للتوسع والهيمنة على المنطقة. كما لم يدرك أنّ عجزه عن ردع العدوان على غزة يجعل خيار السلام الذي أعلنه منذ مؤتمر مدريد في العام 1991، وأعاد تأكيده حين تبنى المبادرة العربية في قمة بيروت لعام 2002، في مهب الرياح العاتية.
لقد فتحت الحرب الإسرائيلية الشاملة على غزة باب الأسئلة المكبوتة لدى الشعوب العربية منذ عدة عقود، ودفعت الجماهير إلى التظاهر والمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية ماديا وسياسيا، وأثبتت تحفّز الرأي العام العربي تجاه قضاياه القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. لقد جاءت المظاهرات الشعبية في مختلف الأقطار العربية لتضع حدا للتخاذل الرسمي العربي، ولتنبه المجتمع الدولي إلى ما يمكن أن يؤدي إليه إطلاق العنان لإسرائيل من مخاطر جسيمة على مجمل المصالح الاستراتيجية للغرب.
إنّ تحفز الشعوب العربية هو الظاهرة السياسية الأكثر أهمية مقابل العدوان الصهيوني على غزة، ولكنّ نجاحه مرهون بمدى قدرته على بلورة برنامج نهوض شامل مستند إلى وعي سياسي ديمقراطي- مواطني – متنوّر مستشرف لآفاق الصراع العربي – الإسرائيلي ومآلات الإصلاح العربي الشامل، باعتبار ذلك كله صراع حضاري شامل يتطلب التجدد الحضاري للأمة للتمكن من التعاطي المجدي مع التحديات التي يفرضها العالم المعاصر. إذ أنّ الغضب لا يكفي لتحقيق الأهداف القومية، وفي مقدمتها قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بل لابد من إجراء تحولات جوهرية في المسيرة العربية كلها تتجه نحو معرفة الواقع ووضع الخطط العملية الممكنة لتغييره.
إنّ التفجع والعويل والسخط العربي المكتوم، وحتى الغضب والهياج، كلها قد تغطي على مسؤولية الفاعلين الحقيقيين للعجز العربي. الأمر يتطلب الجرأة والحديث الصريح عن الظروف التي أدت إلى ما نحن عليه من عجز وضعف وتفرّق، وبالتالي الحديث عن الطريق الذي يمكن أن يخرج الأمة من أزمتها الراهنة. ومن المؤكد أنّ الأسباب تكمن فينا، داخل ذواتنا وحياتنا الداخلية، في البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لأقطارنا العربية.
إنّ الثبات على المبادئ والمصالح والقيم الأساسية للأمة لا يتحقق بالخطابات والانفعالات والعواطف، وإنما بالفعل العقلاني الذي يحتاج إلى مؤسسات وقوانين تنظّمه، وإلى معرفة طبيعة التفاعل الدولي الراهن، وما يفرضه ذلك من ضرورة إقلاع النخب الفكرية والسياسية عن " منح " الشعب شعارات متطرفة تتوافق مع هواه. فليس مقبولا تطرف النخب، بل الأجدى هو محاولتها تأسيس شعبيتها وشرعيتها على العقلانية السياسية، التي تسمح بتحديد أولويات نضال الأمة، وتكشف ما هو قابل للتحقيق وما هو مستحيل أو صعب التحقق.
لقد حان الوقت لكي نفكر في المستقبل بطريقة تختلف عن الماضي وتتقدم على الحاضر، فما كان ممكنا من قبل لم يعد مقبولا اليوم، والأمم العاقلة والشعوب الواعية هي التي تراجع سياساتها وتعيد ترتيب أوضاعها وتجدد نمط تفكيرها ولا تظل عاجزة مكتوفة الأيدي. والمسؤولية الحقيقية هي مسؤولية جماعية للحكومات والشعوب والنخب الفكرية والسياسية، فإذا لم تتوفر الإرادة أولا، ثم الرؤية الواضحة والأطر والوسائل الضرورية لوضعها موضع التنفيذ ثانيا، والحكمة وحسن التدبير ثالثا، فإنّ الكل سيدفع الثمن، وسيكون باهظا جدا.
ومن المؤكد أنّ العامل المفتاحي هو الوضع العربي ذاته، فمن البؤس توجيه اللوم إلى العوامل الخارجية فيما أصابنا من ضعف وعجز ومهانة، بحيث نبدو عاجزين عن أي شيء غير الإدلاء بتصريحات الاستنكار التي لا أمل في أن تؤدي إلى أي تغيير في الوضع المأزقي الحالي. وإزاء ذلك، يتوجب على صنّاع القرار العرب وممثلي الحركة الشعبية العربية ومرجعياتها القومية إعادة صياغة الإرادة العربية المشتركة لوقف التدهور العربي، وإعادة بناء الموقف العربي الموحَّد للتعاطي المجدي مع التحديات المطروحة في فلسطين، خاصة في غزة الجريحة، وقضايا الشراكات الإقليمية والتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن أجل ذلك يبدو أنّ قوة العامل الذاتي العربي ضرورية جدا، مما يتطلب بناء سياسات جديدة قد تفتح الطريق لفهم أسباب قصورنا وتأخرنا دون تعمية وتحايل، وتفتح الطريق لتلافي هذا القصور، خاصة عندما يكف العامل الخارجي عن كونه شيطانا رجيما.
وكي يعطي هذا الحد الأدنى نتائجه لا بد من إعادة هيكلة العمل السياسي في العديد من الأقطار العربية في اتجاه ضمان حقوق الإنسان العربي وتكريس السلطة كعقد اجتماعي متوافق عليه، حينذاك يكف الإنسان العربي عن أن يكون مجرد رقم في الساحة السياسية وفي المجتمع، ليصير إنسانا كامل الحقوق في مجتمع المواطنين.






#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة - الذكية - للسياسة الخارجية الأمريكية
- محرقة غزة .. إلى أين ؟
- المخاطر المحيطة بعرب إسرائيل
- الحل الوسط في الصحراء الغربية
- هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟
- حسيب بن عمّار .. وداعا
- حقوق الإنسان .. تراث مشترك للإنسانية
- تحديات مغاربية
- حقوق الإنسان في عالم متغيّر
- كيفيات التعاطي المغاربي المجدي مع التحديات
- حقوق الإنسان في التشريعات العربية
- حوار الثقافات .. إلى أين ؟


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟