أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-














المزيد.....

يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 07:00
المحور: الادب والفن
    



سمر في الرابعة من عمرها .. ترقد في احدى مستشفيات بروكسل في بلجيكا .. أوضاعها غير مستقرة .. اثنتا عشرة رصاصة اخترقت الجانب الأيسر من صدرها .. الرصاص اخترق الكبد وخرج من الظهر .. سمر لها بقية من حياة .. بعكس شقيقتها سعاد – سبع سنوات – التي سقطت برصاصتين أصابتا القلب الصغير أمام المنزل في عزبة عبد ربه شرق جباليا .. وأمل ابنة السنتين ، تطاير مخها في الشوارع وهي تدرج أمام والدتها وجدتها لأبيها ... الوالدة والجدة أصيبتا اصابات فوق المتوسطة .. الرصاص لم يصب الأمّ والجدة في مقتل .. فبقيتا بين الحياة والموت تكابدان الألم والحزن .
الأم والجدة خرجتا بالطفلات الثلاث بعد ان اشتد القصف على البيت .. احدى القنابل الفسفورية دخلت البيت، وأشعلت فيه الحرائق ، لم يكن مناص من الخروج رغم المجهول الذي ينتظرهم في الخارج ، الجدة طلبت من ابنها خالد أن يحتمي في مدخل البيت كي تخرج هي وزوجته وأطفاله .. على أمل ان الجيش النظامي لن يقتل النساء والأطفال .. هكذا قال أولمرت وباراك وليفني عند اعلان الحرب .
صوب الجنود أسلحتهم بحذاقة تامة نحو الحماة والكنة والطفلات الثلاث .. سقطن جميعهن بين قتيلة وجريحة .. الجنود يضحكون على الأشلاء الغضة المتناثرة .. وفرحون بالدماء السائلة ... خالد الابن والزوج والأب .. يرى المنظر .. الرصاص أمامه .. والنيران خلفه .. يخرج من البيت مذعوراً ..الجنود لا يطلقون عليه الرصاص .. لا يعرف سبباً لذلك .. فربما تركوه حياً لتكون لوعته أكبر .. تقدم نحو والدته .. الوالدة تترنح بدمائها .. تقول له : أنا شبعت من عمري يا ولدي .. أسعف زوجتك وبناتك .. يتقدم نحو الزوجة المتخبطة بدمائها ، فتقول له : خالد أسعف البنات .. خالد يجد أمل قد فارقت الحياة .. خالد يجد بقية من حياة في سعاد .. خالد يحمل سعاد بيده اليمنى ويحمل سمر بيده اليسرى .. سعاد تقول لوالدها : أسعفني بسرعة يا أبي فدمائي تنزل بغزارة .. ولا تلبث أن تفارق الحياة .. تقترب سيارة اسعاف تحمل الضحايا الى المستشفى .. سمر في وضع حرج وخطير .. الأطباء يقدمون لها الاسعافات اللازمة .. ويرسلونها للعلاج في الخارج عبر معبر رفح .. في مستشفى العريش .. يتلقفها أطباء بلا حدود وينقلونها الى بلجيكا ..
بعد أن هدأت المعارك ، خالد يعود الى بيته فيجده ركاما .. ويجد مزرعة الدجاج مردومة على ثلاثة آلاف طير .. ليختلط الدم الانساني بدم الدجاج تحت الردم .. خالد يقول : كان لي بيت ومزرعة وحديقة .. وكان لي أمّ وزوجة وثلاثة طفلات .. خالد يدور بالشوارع وحيداً لم يكن مع المقاومة ،ولم يكن المقاومون قرب بيته.. خالد يسعى لتقديم شكوى في محكمة الجنايات الدولية ضد القتلة .
سمر تدخل في غيبوبة وتصحو .. تنظر في وجوه الأيدي الرحيمة التي تعالجها ولا تجد لغة مشتركة تحادثها بها .. تبتسم لهم ابتسامة الشكر والعرفان ، تتذكر والديها وجدتها وشقيقاتها وبيتها .. سمر لا تعلم عنهم شيئاً .. سمر سيزرعون لها كبداً بدل كبدها المتفتت .. سمر تفلق أكباداً وتـُبكي بواكيا .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة
- يا أطفال غزة
- انهاء المقاومة مقرون بانهاء الاحتلال
- من المخيم الى عرش الناشرين العرب
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-